قد تستغرب عندما تسمع هذه العبارة وهي الأمراض الفيكتورية“، ولكن الاسم يبدو من وصفه أنه ينسب للعصر الفيكتوري في لندن، وليس في إنجلترا فقط بل امتد ليشمل أوروبا كذلك.
العصر الفكتوري هو حقبة تاريخية محركة ليست في إنجلترا فقط بل في أوروبا كلها، انطلقت من عصر ما بعد عصر النهضة، كانت فترة بلغت فيها الثورة الصناعية في بريطانيا قمتها، ثم امتدت إلى أوروبا ثم الولايات المتحدة الأمريكية وكانت أعلى نقطة في الإمبراطورية البريطانية، كما يشار إلى فترة حكم الملكة فكتوريا.
وبالرغم من أن هذا العصر قد ولى وانتهى، وكان ينسب إليه كل مظاهر الحياة، كالملابس الفيكتورية والعادات الفيكتورية والأمراض الفيكتورية، وهي موضوع مقالنا اليوم.
ما هي الأمراض الفيكتورية؟
هناك أمراض مرتبطة بالعصر الفيكتوري وهي كالتالي:
- الاسقربوط داء الاسقربوط هو مرض ناجم عن نقص فيتامين ج، وهو أمر نادر الحدوث في العالم المتقدم -وهو الأكثر شيوعًا- ومعروف بمرض القراصنة والبحارة.
- الكساح: هو حالة تؤثر على نمو العظام عند الأطفال.
- الخناق أو الدفيتريا.
- التفوئيد.
- مرض الدرن أو السل.
وفقا لصحيفة” ديلي ستار البريطانية”، يعتقد الكثير من الناس أن الأمراض التي تسمي بالأمراض الفيكتورية أصبحت شيئًا من الماضي، لكن بعضها عاد للظهور مرة أخرى في بريطانيا في السنوات الأخيرة.
ولحسن الحظ، فقد تطور الطب الحديث منذ العصر الفيكتوري، حيث قضى على معظم حالات العدوى المرضية خلال الـ 150 عامًا الماضية. بفضل المياه النظيفة والغذاء الجيد والتعليم والمضادات الحيوية واللقاحات وكلها خلقت فرقًا كبيرًا.
تشمل الأمراض الفيكتورية الحمى القرمزية والسالمونيلا والسل والالتهابات التي ينقلها القراد. لم تختف كثيرا عن العصر الفيكتوري، ونتعرف في السطور التالية على هذه الأمراض وتشمل:
مرض الاسقربوط
الدفتيريا أو الخناق
هو عدوى بكتيرية خطيرة عادةً ما تصيب الغشاء المخاطي للأنف والحلق. وهو من الحالات النادرة للغاية في الولايات المتحدة وغيرها من الدول المتقدمة، ويرجع الفضل في ذلك إلى اتساع نطاق انتشار اللقاح المضاد له.
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إنه نادر في المملكة المتحدة؛ لأننا نقوم بتطعيم الرضع والأطفال ضده منذ الأربعينيات. وعادة ما ينتشر عن طريق السعال والعطس أو الاتصال الوثيق مع شخص مصاب.
تنتشر الإصابة به من خلال مشاركة أشياء مثل الأكواب أو الفراش مع شخص مصاب به، تشمل الأعراض طبقة سميكة بيضاء اللون على الجزء الخلفي من الحلق والأنف واللسان، وارتفاع درجة الحرارة، والتهاب الحلق، وتورم الغدد في الرقبة، وصعوبة التنفس والبلع.
التيفوئيد
مرض أخر من الأمراض الفيكتورية وهو التيفوئيد الذي ما زال شائعًا في الأماكن التي تعاني من سوء الصرف الصحي وقلة المياه النظيفة، يحدث التيفوئيد بسبب السالمونيلا التيفية، وينتشر عندما يأكل شخص ما أو يشرب شيئًا ملوثًا بالبول أو البراز.
يحصد هذا المرض روح واحد من كل خمسة أشخاص مصابون بالتيفوئيد إذا لم يتلقوا العلاج، حيث تشهد المملكة المتحدة تشخيص 500 حالة كل عام. وتشمل علامات المرض الصداع والأوجاع والإمساك الذي قد يتفاقم ويؤدي إلى الإسهال.
إضافة إلى الحمى القرمزية، وهي أكثر شيوعًا عند الأطفال، وتعد من الأعراض التي يجب الانتباه إليها لأنها تظهر بنفس أعراض الأنفلونزا كارتفاع درجة الحرارة وتورم غدد الرقبة.
وعند إصابة الأطفال بالحمى، فقد يكون علامة على الإصابة بالحمى القرمزية. سيظهر الطفح الجلدي في غضون من 12 إلى 48 ساعة، والذي تقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية إنه “نتوءات صغيرة مرتفعة” تبدأ على الصدر والبطن ثم تنتشر إلى الخارج.
علامة أخرى تشير إلى حدوث المرض تسمى – لسان الفراولة – وهو عبارة عن طبقة بيضاء على اللسان تتقشر وتتركه أحمر اللون ويصبح منتفخا وجافا.
السل أو الدرن
أخطر الأمراض الفيكتورية والتي تنتشر حتى يومنا هذا. السل هو مرض معدٍ يصيب غالبًا الرئتين وينتشر عندما يسعل المصابون به أو يعطسون أو يبصقون، وقد يظهر المخاط والدم عند السعال، كما يعد فقدان الوزن من الأعراض أيضًا. بالنسبة للأطفال، يمكن أن يمنع زيادة الوزن الصحي أو النمو.
الكوليرا
نادراً ما يتم رؤية الكوليرا في المملكة المتحدة هذه الأيام، ويمكن أن يرتبط ظهورها بالسفر إلى بلدان معينة حيث لا تزال هناك المعاناة من هذا المرض.
الكوليرا هو مرض إسهال حاد ناجم عن عدوى في الأمعاء ببكتيريا Vibrio cholerae. يعاني حوالي واحد من كل عشرة أشخاص يصابون بالكوليرا من أعراض حادة مثل الإسهال المائي والقيء وتشنجات الساق،
ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. تبدأ الأعراض عندما يشعر المصاب وكأنه مصاب بالبرد مع سيلان في الأنف والتهاب في الحلق، ولا تصاحبه الحمى، لذلك قد يشخص المرض على أنه السعال الديكي.
وبعد حوالي أسبوع، يصبح السعال سيئًا جدًا، خاصة في الليل فيبدو وكأنه “صياح” عند التنفس بعد السعال. ومع ذلك، قد لا يصدر الأطفال وبعض البالغين هذا الصوت.
الكساح
كان الكساح واحدا من الأمراض الفيكتورية، ويحدث عندما لا يحصل الشخص على ما يكفي من الكالسيوم أو فيتامين د. وكان أطفال بريطانيا يصابون بالكساح لأنهم لم يحصلوا على ما يكفي من ضوء الشمس.
يسبب الكساح مجموعة من الأعراض عند الأطفال منها الألم الشديد الذي يمكن أن يجعل الطفل لا يرغب في المشي أو يتعب بسرعة، وتبدو مشية الطفل مختلفة ويتمايل الطفل في مشيته.
وتحدث تغييرات في عظام الطفل، مثل سماكة الكاحلين والمعصمين والركبتين، وتقوس الساقين، وعظام الجمجمة الناعمة، وأحيانًا انحناء العمود الفقري.
كما يمكن أن يسبب أيضًا مشاكل في الأسنان مثل ضعف مينا الأسنان، وتأخر ظهور الأسنان وتسوس الأسنان. إذا لم ينمو الهيكل العظمي بشكل صحيح، فقد يكون الطفل أقصر من المتوسط.
