أثارت التجارب العملية لسيارة تسلا ذاتية القيادة جدلا واسعا واستنكارا شديدا من العديد من المستهلكين عبر العالم، لما تتسبب به من كوارث وحوادث مروعة، وقد أثبتت فشلها عمليا، وهذه التجارب التالي ذكرها تثبت هذه الفكرة وترسخها في الأذهان.
بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، شارك العديد من السائقين لسيارة تسلا ذاتية القيادة، الحوادث التي تعرضوا لها بشكل مروع كادت تودي بحياتهم لولا التدخل في الوقت المناسب. وفي الفيديو التالي يبدو أن السائق قد اضطر إلى التدخل للانحراف يمينًا عبر علامة عبور السكة الحديد والتوقف على بعد أقدام فقط من القطار المتحرك بسرعة شديدة.
واجهت تسلا العديد من الدعاوى القضائية من المالكين الذين زعموا أن ميزة FSD أو Autopilot، وهو نظام متقدم لمساعدة السائق، حيث يعزز السلامة والراحة خلف عجلة القيادة، عند استخدامه بشكل صحيح، ويقلل Autopilot من عبء القيادة على السائق. تم تجهيز كل سيارات تسلا الجديدة بثماني كاميرات خارجية ومعالجة رؤية قوية لتوفير طبقة إضافية من الأمان.
حوادث حقيقية بسبب سيارة تسلا ذاتية القيادة
أبلغ دوتي عن المشكلة على موقع Tesla Motors Club، قائلًا إنه يمتلك السيارة منذ أقل من عام ولكن “خلال الأشهر الستة الماضية، حاول مرتين القيادة مباشرة إلى قطار عابر أثناء وجودها في وضع Autopilot، وبحسب ما ورد حاول الإبلاغ عن الحادث والعثور على حالات مماثلة لحالته، لكنه لم يجد محاميًا يقبل قضيته؛ لأنه لم يعاني من إصابات خطيرة، فهي مجرد آلام في الظهر وكدمات بحسب دوتي.
تحذيرات من تسلا
تحذر تسلا السائقين من استخدام نظام Autopilot في سيارة تسلا ذاتية القيادة، أثناء الإضاءة المنخفضة أو الظروف الجوية السيئة مثل المطر والثلج وأشعة الشمس المباشرة والضباب، مما قد يؤدي إلى “تدهور الأداء بشكل كبير”. وذلك لأن هذه الظروف تتداخل مع تشغيل مستشعر سيارة تسلا ذاتية القيادة، الذي يتضمن أجهزة استشعار بالموجات فوق الصوتية، وبدورها تستخدم موجات صوتية عالية التردد للارتداد عن الأشياء القريبة.
كما يستخدم أنظمة رادارية تنتج ترددات إضاءة منخفضة؛ لتحديد ما إذا كانت هناك سيارة قريبة، بالإضافة إلى كاميرات بزاوية 360 درجة، إذ تقوم هذه الأنظمة بجمع بيانات حول المنطقة المحيطة بشكل كامل، بما في ذلك حالة الطريق وحركة المرور والأشياء القريبة، ولكن في حالة الرؤية المنخفضة، لا تتمكن الأنظمة من اكتشاف الظروف المحيطة بها بدقة.
عندما سُئل دوتي عن سبب الاستمرار في استخدام نظام Autopilot بعد أول اصطدام قريب، قال إنه يثق في أنه سيعمل بشكل صحيح؛ لأنه لم يواجه أي مشكلات أخرى لفترة من الوقت. وأضاف: “بعد استخدام نظام Autopilot لفترة لا بأس بها، فإنك تثق في أداءه بشكل صحيح، مثلما تفعل مع نظام تثبيت السرعة التكيفي.
“حيث تفترض أن السيارة ستبطئ سرعتها عندما تقترب من سيارة أبطأ في الأمام حتى لا يحدث ذلك، وتضطر فجأة إلى السيطرة على السيارة. ثم تشعر بالرضا التام بمرور الوقت بسبب أداء النظام عادةً كما هو متوقع، مما يجعل مثل هذه الحوادث مثيرة للقلق بشكل خاص.”
على الجانب الأخر، يحذر دليل تسلا السائقين من الاعتماد فقط على ميزة Autopilot، ويؤكد على إنهم بحاجة إلى إبقاء أيديهم على عجلة القيادة في جميع الأوقات، وأن يكونوا على دراية بظروف الطريق وحركة المرور المحيطة، مع الانتباه لحركة المشاة وراكبي الدراجات، مع الاستعداد الدائم لاتخاذ الإجراءات اللازمة”. فما فائدة ميزة سيارة تسلا ذاتية القيادة إذا؟
إجراءات فورية
تم اتهام نظام الطيار الآلي أو Autopilot في شركة تسلا بالتسبب في حادث تصادم ناري أدى إلى مقتل رجل من كولورادو بينما كان يقود سيارته إلى منزله من ملعب الجولف، ووفقًا للدعوى القضائية المرفوعة في 3 مايو. ادعت عائلة هانز فون أوهين أنه كان يستخدم نظام الطيار الآلي في سيارة تسلا ذاتية القيادة موديل 3 لعام 2021 في 16 مايو 2022، عندما انحرفت السيارة بشكل حاد إلى اليمين بعيدًا عن الطريق.
لكن إريك روسيتر وهو أحد الركاب، قال إن السائق كان مخمورًا بشدة في وقت الحادث وحاول أوهين استعادة السيطرة على السيارة لكنه لم يستطع ومات بعد ما اصطدمت السيارة بشجرة، واشتعلت فيها النيران. وكشف تقرير تشريح الجثة في وقت لاحق أن في جسمه ثلاثة أضعاف الحد القانوني للكحول عندما توفي.
في حادث أخر قُتل رجل من فلوريدا أيضًا في عام 2019 عندما لم يقم الطيار الآلي في سيارة تسلا ذاتية القيادة 3 بالفرملة أثناء انقلاب نصف شاحنة على الطريق، مما تسبب في انزلاق السيارة تحت المقطورة وقُتل الرجل على الفور.
من ناحية أخرى، وفي أكتوبر من العام الماضي، فازت شركة تسلا بأول دعوى قضائية ضد مزاعم بأن ميزة الطيار الآلي أو Autopilot أدت إلى وفاة رجل من لوس أنجلوس، عندما انحرفت سيارة تسلا ذاتية القيادة موديل 3 عن الطريق السريع واصطدمت بنخلة قبل أن تشتعل فيها النيران.
هذا وحققت NHTSA في الحوادث المرتبطة بميزة الطيار الآلي وأشارت إلى إن “نظام مشاركة السائق الضعيف” ساهم في تحطيم السيارة، وقال تقرير NHTSA إن ميزة الطيار الآلي أدت إلى سوء استخدام متوقع وحوادث يمكن تجنبها، مضيفًا أن النظام لم يضمن بشكل كافٍ انتباه السائق والاستخدام المناسب”.
أصدرت شركة تسلا تحديثًا لبرنامجها في ديسمبر لمليوني مركبة في الولايات المتحدة، كان من المفترض أن يعمل على تحسين نظام القيادة الذاتية للسيارة لأنظمة Autopilot، لكن NHTSA أشارت إلى أن التحديث على الأرجح لم يكن كافيًا في ضوء المزيد من الأعطال.
من جانبه لم يعلق إيلون ماسك على تقرير NHTSA، لكنه أشاد سابقًا بفعالية أنظمة القيادة الذاتية في تسلا، مدعيًا في منشور عام 2021 على X أن الأشخاص الذين استخدموا ميزة Autopilot كانوا أقل عرضة للتعرض لحادث بعشر مرات مقارنة بالسيارة المتوسطة.
وتابع: “الناس يموتون بسبب الثقة في غير محلها في قدرات تسلا الطيار الآلي. وقال فيليب كوبمان، الباحث في سلامة السيارات وأستاذ هندسة الكمبيوتر في جامعة كارنيجي ميلون، لشبكة CNBC: “حتى الخطوات البسيطة يمكن أن تحسن السلامة”.
وأكمل: “يمكن لـتسلا تقييد استخدام الطيار الآلي تلقائيًا على الطرق المقصودة، بناءً على بيانات الخريطة الموجودة بالفعل في السيارة، بجانب تحسين المراقبة بحيث لا يمكن للسائقين أن ينشغلوا بشكل روتيني بهواتفهم المحمولة أثناء استخدام الطيار الآلي.”
