منذ بداية العالم وضُخ دم البشرية في عروق الحياة، خرجت للدنيا حضارة تعد عالما قائما بذاته، غيرت مجرى التاريخ ورسمت ملامح عظمتها على وجه الزمن، وكنا وما زلنا وسنظل نفخر بها حتى النهاية، ودائما نكون غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.
نبذة عن سلسلة غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة
لمن يتابعنا للمرة الأولى، نعرفكم بهذه السلسلة من حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، فقد قررنا في الداديز أن نعرف الجيل الجديد ونذكر بقية الأجيال بهذه الحضارة العريقة الخالدة.
فتحدثنا منذ البداية أي قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، من عبقرية وتحدٍ وقدرة على الإبداع لم يعرف لها العالم سر بعد، وقررنا أن نأخذ دور غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة وننزل إلى الأعماق.
نستكمل اليوم الحديث عن الأسر المصرية القديمة في حلقة جديدة من غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، ونستعرض تاريخ الأسرة الثامنة والعشرين.
الأسرة الثامنة والعشرين
مصر في عهد الملك «أميرتاوس» والأسرة المنديسية
يدل ما لدينا في غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة من معلومات حتى الآن على أنه لم يكن هناك اتصالٌ مباشرٌ قائمٌ بين العالم الهيلاني والملك «أميرتاوس» (٤٠٤–٣٩٩ق.م)، وهذا الملك هو الوحيد الذي يمثل الأسرة الثامنة والعشرين الساوية، ومع عدم وُجُود معلوماتٍ لدينا في هذا الصدد؛ فإنه لا يُمكننا أن نعتبر أن كلًّا من تاريخ «مصر» وتاريخ بلاد الإغريق في هذا العهد كان بعيدًا أحدُهُما عن الآخر.
ومما هو جديرٌ بالملاحظة هنا أولًا: التأثير الهام الذي أوجدتْهُ الحوادثُ الجسميةُ الهيلانيةُ المعاصرة في تحرير «مصر» من الحكم الفارسي، وذلك أن حروب البلوبونيز التي دارتْ رَحَاهَا بين «أسبرتا» و«أثينا»؛ كان مِن جرائها — وهي في شوطها الأخير (حوالي ٤٠٥-٤٠٤ق.م) — تحويل قوة الدولة الفارسية من داخلها إلى خارج حدودها؛ وذلك لأن بلاد الفُرس في ذلك العهد كانتْ قدْ وقعتْ في مشاكلَ سياسية، وبخاصة ما قام به «كورش» الصغير الذي كان يُعَد مِن أعظم رجال الفرس وأمهَرِهم في الأحوال الإغريقية.
ولا شك في أن هذه الأحوال لم تكن مواتيةً من جهة الفُرس لقمع الثورة التي اندلعتْ في «مصر»، وهي الثورةُ التي انتهتْ بتنصيب الملك «أميرتاوس» ملكًا على أرض الكنانة (عام ٤٠٤ق.م)، وسنرى أنه بعد مرور بضع سنين على الاستعدادات التي قام بها «كورش» بمعاضدة إغريق «آسيا الصغرى» (٤٠٢-٤٠١ق.م)، وكذلك الحملة التي قام بها «كلارك Clearque» وجنوده المرتزقة؛ قد أدت إلى شَلِّ حركة حكومة الملك «منمون Mnemon» وتحبيذ ثورة الاستقلال التي قامت في مصر.
وتَدُلُّ الأحوالُ على أنه حوالي هذا العهد — أو قبله بقليل — كانتْ توجدُ روابطُ صداقة بين الشطرب حاكم بلاد «أيونيا» المسمى «تاموس» الذي كان حليفًا للأمير «كورش» وبين بلاد الإغريق نفسها وبين ملك «مصر» «بسمتيك» الذي كان يحكم على الدلتا وقتئذٍ (راجع: Doid. XIV, 3 53-4).
غير أن هذه الحالة لم تدم طويلًا؛ إذ نجد أنه بعد هزيمة «كورش» قد اعتمد صديقه «تاموس» على صاحبه «بسمتيك» واحتمى في بلاطه، ولكن «بسمتيك» بدلًا من حمايته ذَبَحَه هو وأولاده، (راجع: Diod, XIV, 35, 5) ويقول «ديودور» في ذلك إن «بسمتيك» كان قد أراد بفعلته هذه أنْ يستولي على أُسطول الشطرب وثروته، وعلى أية حال؛ فإن الكارثة التي حاقتْ بالأمير «كورش» إن لم تكن قد أحدثتْ رد فعل في حاشية «أمير تاوس»؛ فإنها — على الأقل — قد نجحتْ في ذلك في الإقليم الذي على الشاطئ، لصالح هذا الملك.
ومن جهة أخرى إذا صدقنا الشائعة التي دَوَّنَها «أكسنوفون Xenophon» فإنه على حسبها كان جيش ملك الفرس يحتوي في صفوفه في موقعة «كوناكسا Cunaxa» على مصريين؛ إذ يقول في ذلك: «وبجانبهم (أي الفرس) كان يوجدُ جُنُودٌ مسلحون بدروع من خشب تصل حتى أقدامهم، وهؤلاء كانوا — على ما يقال — مصريين.» (راجع: Anab 1, VII 1, 9)، وعلى العكس نجد أن قوة الجنود المرتزقة المخيفة بقيادة «كلارك» كانت على شفا القضاء على سلطان «منمون» ملك الفرس.
وهذه القوة كانت تميل — بصفة غير مباشرة — إلى استقلال «مصر»، غير أن الأحوال قد قادتها إلى أن تنقلب على الثائرين في وادي النيل، وذلك أنه بعد موقعة «كوناكسا» قدم القائد «كلارك» على حسب ما رواه «أكسنوفون» (راجع: Anab, II, V, 13) إلى «تسافرن Tissapherne» مساعدته بجنوده على «مصر»، (راجع: Anab, II, 1, 14) والواقعُ أن العلاقات لم تكن علاقاتٍ مباشرة بين «مصر» وبلاد اليونان، ويظهر ذلك بصورةٍ عابرةٍ قلقة في عهد تلك الأسرة الساوية التي مثلها «أمير تاوس».
مانيثو ( Manetho)
كاهن و مؤرخ مصرى من مدينة سمنود , وهو الذي أرسى أسس كتابة التاريخ المصري القديم، ومازال المؤرخون يأخذون بمنهجيته وأسلوبه في كتابه تاريخ مصر القديم إلى هذا اليوم؛ وذلك لتطابق ماكتبه مع المكتشفات الأثرية المصرية في الزمن الحالي، واعتماده في كتاباته عن تاريخ مصر على الوثائق والآثار المصرية القديمة
نفريتس الثاني Nepherities II
أو نيف عو رود الثاني Nefaarud II، هو ملك مصر منذ وفاة والده هاكور عام 380 ق.م. كان آخر فراعنة الأسرة المصرية التاسعة والعشرين وابن هاكور. خلعه وقتله على الأرجح نخت أنبو الأول بعد أربعة أشهر فقط من حكمه لمصر.
المملكة البطلمية
(Ptolemaic Kingdom، /ˌtɒləˈmeɪ.ɪk/; باليونانية: Πτολεμαϊκὴ βασιλεία, Ptolemaïkḕ Basileía)[4]، كانت مملكة هيلينية في مصر القديمة. حكمتها الأسرة البطلمية التي أسسها پطليموس الأول سوتر بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م. – وانتهت بوفاة كليوپاترا السابعة والغزو الروماني عام 30 ق.م.
الأسرة الأروَندية
Orontid dynasty أو Eruandid أو يرڤـَندوني Yervanduni، كانت أسرة حاكمة نبيلة وراثية وحكام الدولة التي تلت مملكة العصر الحديدي أورارتو (أرارات). فرض الأرونديون سيادتهم على أرمينيا وقت الغزو السكوذي والميدي في القرن السادس ق.م. تقريباً.
حكم أفراد الأسرة الأروندية أرمينيا بشكل متقطع خلال الفترة الممتدة من القرن السادس ق.م. إلى القرن الثاني ق.م. على أقل تقدير، حيث حكموها أولاً كملوك تابعين لساتراپات الامبراطورية الميدية والأخمينية الذين أسسوا مملكة مستقلة بعد انهيار الامبراطورية الأخمينية، ولاحقاً كملوك لصوفنى وكوماگنه الذين استسلموا في النهاية للامبراطورية الرومانية. الأرونديون هم أول الأسر الملكية الثلاث التي تعاقبت على حكم مملكة أرمينيا العتيقة (321 ق.م.-428 م).
هذا كل ما في جعبتنا عن هذه الأسرة في حلقة اليوم من سلسلة حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، وعلى وعد بلقاء الأسبوع القادم. دمتم في أمان الله.
كتبت: مروة مصطفى