هل تعلم أن عدد الديانات في العالم 10 الآف ديانة، وينتمي حوالي 84 في المئة من سكان العالم إلى واحدة من اكبر خمس مجموعات دينية وهي المسيحية والاسلام والهندوسية والبوذية، وتفرق مفهوم الرب وتبعثر بين البشر، ونسمع كل يوم عن ديانات غامضة ما أنزل الله بها من سلطان.
نتناول في مقال اليوم هذه الديانات ونتعرف على تفاصيلها، ولا نقصد هنا بالتفاصيل المعروفة للجميع، ولكن سنتحدث عن التفاصيل السرية التي لا يتطرق إليها أحد، وهو من باب عرض المعلومات وتحليلها وليس من أجل الترويج لها.
في البداية سنتحدث عن البشر الذين اتخذهم البعض آلهة وعبدوها.
الملك فليب
عُبد الملك فليب زوج الملكة الراحلة اليزابيث الثانية ملكة بريطانيا لسنوات عديدة وظلت قريتان في جزيرة تانا التابعة لفانواتو تجّلان على مدى عقود دوق إدنبرة وتعدانه بمثابة رمز روحاني يشبه الإله، أو بالأحرى إله.
واجتمعت أعداد من أفراد القبائل التي تسكن القريتين يوم إقامة مراسم تأبين للأمير فيليب. يقول الزعيم القبلي، يابا، لوكالة رويترز إن “الروابط بين شعب جزيرة تانا والشعب الإنجليزي قوية جدا، نبعث بتعازينا للعائلة المالكة وللشعب الانجليزي”.
واجتمعت أهالي القبيلة بشكل دوري لإقامة شعائر وفق طقوسهم الخاصة للدوق، الذي يعتبرونه “سليلا، أو أحد تجليات، لروح قوية أو إله يعيش في أحد جبال (الجزيرة)”، وفقا لما نقله عالم الأنثروبولوجيا كيرك هافمان، الذي درس القبيلة منذ سبعينيات القرن الماضي.
يرجع سبب تأليه هذه القبيلة للأمير فليب إلى معتقدات هذه القبائل بأن هناك صبي صبي مقدس من رحم الجزيرة وسافر عبر البحار، وعند وصوله إلى مقصده تزوج من امرأة قوية، ما يجعله قويا ليعود إلى القرية لتهدئة البركان الذي يهدد أهل القرية بالثوران في أي وقت.
عندما قام الأمير فليب وقتها زيارة القرية عام 1974 تحققت هذه النبوءة بحسب زعمهم، وبعد وفاته العام 2021، أقاموا له شعائر التأبين والاحتفال في كل عام بيوم ميلاده. من المثير للدهشة اتجاه زعماء هذه القبائل لعبادة الملك تشارلز ملك بريطانيا ابن الملك فليب باعتباره ابن الإله.
مارادونا
اسطورة كرة القدم الأرجتينية مارادونا هو الإله المعبود. أجل ما قرأته صحيحا، حيث تطل علينا الكنيسة الماردونية في الأرجنتين، وتؤكد أن مارادونا هو الإله لأنه يحمل كل صفات الإله وهو الله بذاته-والعياذ بالله- وكما يحتفل المسيحيون بميلاد السيد المسيح، يحتفل أصحاب هذه الديانة الغريبة بميلاد مارادونا.
ننتقل إلى الديانات والطوائف الدينية الغريبة في العالم.
طائفة النوبيين
تمزج هذه الطائفة معتقداتها بين المسيحية والديانة المصرية القديمة، وتؤمن بأنهم شعب الله المختار الذي ستأتي الكائنات الفضائية وتختار منهم 144 شخص، ليكونوا المختارين من البشر، ويجب أن يكونوا من أصحاب البشرة السمراء، لأن البيض وبحسب معتقداتهم خلقوا ليخدموا السود.
تتفق عقيدتهم مع جماعة ايريوس الذين ينتظرون الكائنات الفضائية ايضا لتأخذهم إلى عالم المسيح، ولا يمثل هذه الجماعة إلا عددا قليلا، وتم القبض على زعمائهم بتهم مختلفة.
طائفة العلمولوجيا
تسمى أيضا بالسينتولوجيا وتتخطى اعداد اتباع هذه الطائفة 10 مليون شخص حول العالم، هي مجموعة من المعتقدات والممارسات الدينية التي وضعها كاتب الخيال العلمي الأميركي رون هوبارد، الذي عاش في الفترة من عام 1911 حتى 1986. تستند السينتولوجيا إلى فلسفة علمانية تأسست عام 1954 من قبل هوبارد، ثم أعاد صياغتها باعتبارها «فلسفة دينية تطبيقية.
منذ إنشائها، كانت السينتولوجيا واحدة من أكثر الحركات الدينية الجديدة إثارة للجدل. الانغلاق والسرية وأساليب لي الذراع في التعامل مع المنتقدين كانت سبباً للانتقادات والشك حول العالم.
مبادئ العلمولوجيا وصفها العلماء والأطباء بأنها علم كاذب. ولعل دليلهم في ذلك نابع من فلسفة العلوم التي تقول أن أي نظرية تستند إلى أي نوع من العلوية الماورائية غير قابلة للتكذيب وعلى هذا الأساس ليست علما (حسب بوبر).
المشرعين، وبينهم حكومات دول عدة، وصفوا كنيسة العلمولوجيا على أنها مؤسسة تجارية متهورة، ذاكرين تحرش تلك الكنيسة بمنتقديها واستغلال أعضائها. كما تصنفها بعض الحكومات تحت المؤسسات أو التيارات المناهضة للدستور وتقوم بمراقبتها مخابراتيا ويعللون ذلك بكون حركة الساينتولجي في جوهرها حركة لا دينية.
مستندين إلى تاريخ الحركة وكيفية نشأتها، ويقولون أن الجانب الديني في الساينتولوجي قد أقحم فيها لكي تلقى تجاوبا من ذوي العقول البسيطة، ولكي تظهر في مظهر تيار حامل لقيم إنسانية في حين أن الحقيقة هي أن مؤسسي الحركة وتاريخ نشأتها يدلون على عكس ذلك.
عدوهم اللدود ليس الشيطان ولكن علم النفس. تتلخص فكرتهم أو هدفهم في إنكار كينونة الإنسان والعلاقات الإنسانية على جميع المستويات، بدءًا بالفرد ونهاية عند الدول، ذلك لأن الخصائص الإنسانية متغيرة غير قابلة للحساب أو التنبؤ به في المعاملات يؤدي إلى أخطاء فادحة عند إتخاذ القرارات إلى حد إتخاذ قرارت غير منطقية (لكن أخلاقية في بعض الأحيان) فوجب إذن تخليص الإنسان من هذه الخصائص الإنسانية التي يرونها أنها موطن ضعفه والرقي به (حسب الساينتولوجي) إلى درجة إتقان عمل الماكنات.
ويستدل أصحاب هذه الإتهامات على وجود العديد من القواعد والتمارين ضمن الحركة هدفها محو الإرادة الشخصية وتطويع الفرد في خدمة المؤسسة (الساينتولوجية) أو النظام عامة كضرب من ضروب الهندسة الاجتماعية، كواجب الطاعة العمياء لمن فوقك في هرم المؤسسة وعدم حق النقد وعدة تمارين تتعلق بميكنة الحياة اليومية كتمارين على المشي والضحك والصراخ هدفها التخلص من التلقائية والمشاعر.
ولعل الجدير بالذكر عند هذه النقطة أن الفكر الساينتولوجي هو امتداد للتيار الذي يرى أن علم الاجتماع والنفس يخضع أو يجب أن يخضع لنفس مقاييس العلوم الهندسية. وهنا تنشأ تعارضات مع بعض تشريعات الدول الديمقراطية التي ترى أن هذا التيار والفكرة أولا تسلب الفرد حريته، وبذلك تتعارض مع دستور الدولة وثانيا تجعل إمكانية قيام نظام دكتاتوري أكثر احتمالا لتلك الأسباب تعدّ العلمولوجيا طائفة دينية سرية وحتى غير قانونية.
تتمثل هذه الفلسفة رسميا عن طريق كنيسة السينتولوجيا، التي تصف نفسها بأنها منظمة غير نفعية تسعى لإصلاح وإعادة تأهيل الروح الإنسانية، وهي تطرح نفسها كبديل عن مدرسة التحليل النفسي فهي تعدّ هذه المدرسة سلوك بربري متخلف. توصل هوبارد إلي أن الإنسان:
كائن حي خالد وتتجاوز خبرته حدود حياته الفردية، كما يتمتع بقدرات غير محدودة حتى لو لم يدركها في حينهاوتؤكد العلمولوجيا على عدم وجود علاقة بين الروح كمفهوم فلسفي وبين روح الإنسان الموجودة في جسده، وتسبب وجوده الشعوري وبناء عليه فلا يعدّ المبشرون العلمولوجيا أنها مجرد إنجازات فلسفية كبرى فقط، لكنها ـ حسب أفكارهم المدونة ـ مبادئ قابلة للتطبيق.
طائفة الأميش
يعيش أفراد هذه الطائفة كحياة تشبه تلك التي عاشها أجدادهم قبل 300 عام، في الولايات المتحدة الأمريكية، يعيشون وفقًا لقواعدهم الخاصة ويرفضون التقدم التكنولوجي، ويرتدون الملابس القديمة، ويطلقون اللحى، ويقودون العربات. أي شخص يلتقي بالأميش يعيش حياة القرون الماضية.
بدأ تاريخ كنيسة الأميش بانشقاق حدث في سويسرا داخل مجموعة قائلون بتجديدية عماد المينونايت السويسريين والألزاسيين عام 1693 بقيادة جاكوب أمان إنَّ أولئك الذين تبِعوا أمان أصبحوا معروفين باسم الأميش. في النصف الثاني من القرن التاسع عشر انقسم الأميش إلى أميش النظام القديم وأميش مينونايت.
أميش مينونايت لا يُعارضون ركوب السَّيارات، بينما احتفظ أميش النظام القديم بالكثير من ثقافتهم التقليديَّة. عندما يُشير الناس إلى الأميش اليوم، فإنهم عادة ما يشيرون إلى أميش النظام القديم. يعيش هؤلاء الأشخاص على الفطرة، يحرمون شرب الخمر ويجرمون العلاقات خارج الزواج وهكذا.
طائفة المورمون
المورمونية (Mormonism) هي عقيدة مسيحية دينية سائدة منبثقة من حركة قديسي الأيام الأخيرة، أسس هذه الحركة جوزيف سميث الابن في بداية عام 1820، وكانت تأخذ شكل المسيحية الأولى. في الفترة ما بين 1830 و1840، بدأت المورمونية تدريجيًّا بتمييز نفسها عن مذهب البروتستانية التقليدي. تُعد المورمونية اليوم عقيدة جديدة غير بروتستانتية، ولقد أُوعز لسميث بنشر تعاليم الدين الجديد في أربعينيات القرن التاسع عشر.
يبلغ عدد معتنقيها 16 مليون شخص يعيش أغلبهم في الولايات المتحدة الأمريكية، تشترك طائفة المورمون مع بقية الطوائف المسيحية في بعض أهم العقائد المسيحية، مثل الاعتقاد بألوهية يسوع المسيح والتعميد وغيرها، لكنهم يختلفون معهم في أمور أخرى. فأتباع الطائفة المورمونية لا يعترفون بالمفهوم المسيحي عن الثالوث، ويعتقدون بدلاً من ذلك أن الأب والابن والروح القدس هم ثلاثة كيانات منفصلة.
كما أنهم يحرمون شرب القهوة ويتبعون أسلوب حياة صحيا صارما، حيث يحرّمون تناول الخمر والتبغ والشاي والمخدرات، ويرفضون الإجهاض والمثلية، ولا يسمحون بالعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
ويؤمن أبناء الطائفة بـ”الاحتشام” وأن على النساء والرجال معا عدم عرض أجسادهم، كما يمارسون أحد أغرب الطقوس التي يشتهرون بها وهو طقس الملابس المقدسة، حيث يرتدون ملابس داخلية خاصة ذات أهمية دينية تُعرف باسم “ثوب المعبد”، يرتديها الأعضاء البالغون الذين يقدّمون وعودا مقدسة لله.
ويلتزمون بارتداء هذه الثياب المقدسة على الدوام، حيث إنها تعكس -وفق معتقدهم- مدى التزامهم الشخصي تجاه الرب. كما لا ينبغي البتة عرض هذا الثوب على العامة لرؤيته، لذا يتعين على جميع أتباع الكنيسة المورمونية تغطية الثوب المقدس بالكامل، مما يعني أنه يتوجب عليهم ارتداء ملابس تغطي أكتافهم والجزء العلوي من سيقانهم.
من ناحية اخرى، يحل للرجل وفق معتقدات هذه الطائفة الزواج من أي انثى حتى ولو كانت طفلة، حيث أن نبيهم المزعوم سميث قد تزوج 40 امرأة بينهن طفلة عمرها 14 عاما.
طائفة اوم شنريكيو
أسس معلم اليوجا أساهارا طائفة أوم شينريكو ( وتعني الحقيقة السامية) في 1987 وهي تقوم على مزيج من الأفكار البوذية والهندوسية والتنبؤات بيوم القيامة.
وتؤمن الطائفة بأن نهاية العالم وشيكة وكل من هو خارجها سيذهب إلى الجحيم إلا لو قتل على يد أعضاء الطائفة. وذكرت صحيفة جابان تايمز إن زعيم الطائفة أساهارا جعل الهجوم بمثابة “محاولة مقدسة لتطهير الأرواح الملعونة في هذا العالم”.
ومن الأمور التي قالها أساهارا لأتباعه إن الولايات المتحدة ستهاجم اليابان وتحولها إلى مكب للنفايات النووية. وقال أيضا إنه سافر عبر الزمن حتى عام 2006 وتحدث إلى أشخاص في ذلك الوقت عن تفاصيل الحرب العالمية الثالثة.
وحصلت الطائفة على الصفة القانونية في اليابان عام 1989 ونجح اساهارا في استمالة الكثيرين حول العالم من خلال كتبه والمحاضرات التي كان يلقيها في الجامعات. وبلغ عدد المنتمين للطائفة في أوج مجدها عشرة آلاف على الأقل في اليابان وخارجها. وتم اعدامه وستة من أعضائها، بسبب الهجمات والجرائم التي نفذت بزعم أنها تطبيق لشريعة هذه الطائفة.
وتحولت الجماعة تدريجيا إلى طائفة عدمية سوداوية تؤمن بأن العالم سيفنى في حرب عالمية ثالثة وأنها وحدها ستنجو من تلك المحرقة.
كما أصبحت تنحو بشكل متزايد نحو العنف والاختطاف والإعتداء على مناوئيها وقتلهم، وحتى استخدام الأسلحة الكيميائية والجرثومية في الهجمات التي كانت تشنها.
منها ما حدث في 20 مارس من عام 1995، وخلال فترة ذروة الازدحام، نثر أتباع الطائفة محتويات أكياس مليئة بغاز الأعصاب بعد أن ثقبوا الأكياس باستخدام مظلات ذات مسامير حادة وذلك عند خطوط قطارات المترو المارة من خلال الحي السياسي في العاصمة اليابانية. وأسفرت تلك الهجمات عن مقتل 13 شخصا وإصابة الآلاف.
الطائفة الرائيلية
طائفة الرائيليين التي تؤمن بأن كائنات فضائية خلقت البشر في مختبر علمي عندهم وهيأت سبل الحياة على الارض، احدثت زلزالاً انسانياً وعلمياً عندما اعلنت في 2002 ولادة اول طفل بشري مستنسخ في اليوم السابق، وقالت العالمة الفرنسية بريجيت بواسولييه العضو القيادي في الطائفة ورئيسة شركة “كلون ايد” التي تتولى برنامج الاستنساخ البشري فيها ان الطفل انثى ووالديها اميركيان وانها توأم امها البالغة 31 عاماً.
تعلم الرائيلية أن كائنًا من خارج كوكب الأرض يُعرف باسم إلوهيم خلق البشرية باستخدام تقنيتها المتقدمة. وهي ديانة ملحدة، ترى أن إلوهيم كان تاريخياً آلهة. ويدعي أنه على مر التاريخ خلق 40 إلوهيم/هجين بشري خدموا كأنبياء لإعداد البشرية لأخبار عن أصولهم.
من بينهم بوذا وعيسى ومحمد مع راؤول نفسه النبي الأربعين والأخير. يعتقد الرائيليون أنه منذ إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما عام 1945، دخلت البشرية عصر نهاية العالم حيث تهدد نفسها بالإبادة النووية.
ترى الرائيلية أن البشرية يجب أن تجد طريقة لتسخير التطور العلمي والتكنولوجي الجديد للأغراض السلمية، وأنه عندما يتم تحقيق ذلك، سيعود إلوهيم إلى الأرض لمشاركة التكنولوجيا مع البشرية وإنشاء المدينة الفاضلة. ولتحقيق هذه الغاية، سعى الرائليون إلى بناء سفارة لإلوهيم تتضمن منصة هبوط لسفينة الفضاء الخاصة بهم. ينخرط الرائيليون في التأمل اليومي، ويأملون في الخلود الجسدي من خلال الاستنساخ البشري، ويعززون نظامًا أخلاقيًا ليبراليا مع التركيز القوي على التجارب الجنسية.