أساطيرحكايات

بافوميت ابن ابليس المخلص وحارس العالم السفلي.. ما علاقته بكنز سليمان؟

بافوميت ابن ابليس المخلص

نتحدث اليوم عن بافوميت الإله المبجل لعبدة الشيطان، ونتعرف عليه من خلال ما أثير حوله من أقاويل حقيقية وليست من الأساطير، فهو ابن ابليس حارس العالم السفلي، صاحب الكنائس والمعابد حول العالم يعبده أعداد كبيرة من البشر لا يستهان بهم.

ابتداءً من عام 1307 لم تشتهر الكلمة على اللسان الإنجليزي إلا في القرن التاسع عشر في خلال المحاورات والتفكر في أسباب قمع فرسان المعبد، أو فرسان الهيكل، وقد تحدثنا عنهم من قبل في مقال مفصل.

منذ عام 1856 ارتبط اسم بافوميت بصورة «الماعز السبتي» التي رسمها إليفاس ليفي، وفيها عناصر ثنائية تمثل «ترميزًا لتوازن الأضداد» (مثال: نصف بشر ونصف حيوان، الذكر والأنثى، الخير والشر، المفعّل والمعطّل، إلخ). كانت نية ليفي من جهة أن يصور مفهومه عن التوازن الذي كان أساسيًّا في فكرته المغناطيسية عن الضوء النجمي، ومن جهة أخرى، يمثّل بافوميت تراثًا ينبغي أن يؤدي إلى نظام مجتمعي مثالي.

ظهر اسم بافوميت في يوليو عام 1098 مكتوبًا في رسالة لجندي الحملات الصليبية أنسلم الربمونتي اقتبسنا منها السطور التالية:

وفي الغد، عند طلوع الفجر، دعوا بافوميت بأصوات عالية؛ ونتوسل إلى ربنا في قلوبنا ونهاجمهم ونطرد الجميع من أسوار المدينة، حين طلعت شمس اليوم التالي، دعَوْا بصوتٍ عالٍ بافوميت، وصلّينا بصمتٍ في قلوبنا لله، ثم هاجمناهم وألجأناهم إلى خارج أسوار المدينة.

بداية ظهور بافوميت

في العام 2015 أُقيم أكبر احتفال شيطاني عام في التاريخ في ولاية أمريكية، وكان الاحتفال في مكان سري ولكن تم تسريب التفاصيل ليراها العالم أجمع، وأثناء الاحتفال تم كشف الستار عن تمثال برونزي كبير لبافوميت ابن ابليس الوفي، وإله عبدة الشيطان وحارس العالم السفلي.

في نهاية القرن الثاني عشر وبعد انتهاء الحملة الصليبية بعشرين عاما، كانت هناك مجموعة من الجنود الأوربيين الهمجيين، المتعصبين للمسيحية، وصلوا إلى القدس بعد قتل كل من كان في طريقهم، وكما سبق وذكرنا في مقال فرسان الهيكل، كان هؤلاء الفرسان يهدفون لأكثر من هدف، أحدهم حماية الحجاج المسيحيين أثناء توجههم لبيت المقدس لأداء الحج.

بافوميت ابن ابليس المخلص وحارس العالم السفلي.. ما علاقته بكنز سليمان؟

أما أحد الأهداف السرية هو السيطرة على القدس، والانتقام من المسلمين بعد فشل الانتصار على المسلمين والسيطرة عليهم، وهناك سبب خفي أكثر غرابة سنتحدث عنه في سياق المقال، وكانوا يمارسون طقوسًا غريبة لم يمارسها أحد من قبل. في عام 1307 تم القبض على عدد كبير منهم بأمر الملك فيليب الرابع ملك فرنسا.

واعترفوا خلال استجوابهم بأنهم ارتدوا عن المسيحية، وقاموا بممارسات سفليه تبدأ بالهرطقة أو الكفر، وتنتهي بعبادة الشيطان، وبأنهم مارسوا اللواط داخل الكنائس وبصقوا على الصليب، وتعمدوا تدنيس المقدسات المسيحية، من أجل النفوذ والسيطرة التي وعدهم بها الإله بافوميت.

من هو بافوميت؟

هو إله عبدة الشيطان وهو مخلوق ناري من أعلى الرتب الشيطانية وهو ابن إبليس الوفي، يقف على بوابة العالم السفلي يرد على من يناديه، فمبجرد نطق اسمه تصيب اللعنة من يناديه، ويُجبر من ناداه على تنفيذ أوامره أو أن يظل معه في العالم السفلي، ولا يعرف أصل هذه الكلمة أو الاسم.

يقال أن أول نطق لهذا الاسم من قبل فرسان الهيكل، وبحسب التلمود اليهودي فإن بافوميت شيطان وضيع، وهو الموكل بمهمة تضليل البشر، ولأنه من أعلى رتب الشياطين كان فرسان الهيكل يتوددون إليه بشتى الطرق الشاذة، أما صورته الموجودة بداخل النجمة الشيطانية، فهي لكائن به كل شيء وعكسه.

بافوميت

نجد جسمه جسم انسان أما رأسه فهي لماعز، ويملك جناحات طائر، ولا نعلم ماهية جنسه هل هو ذكر أم أنثى، حيث تظهر صورته بيدين واحدة لرجل والثانية لأنثى، وجسمه العلوي يرمز لأنثى، أما الأرجل فهي لرجل، وقرنين بينهم شعله وعلى جبينه النجمة الخماسية، وبالرغم من هذه التناقضات يعتبره من يعبده بأنه رمز توازن الكون.

يعني اسم باموفيت العنزة السوداء أو عنزة منديس، وتم اختيار صورة الماعز لأنها رمز الخصوبة في معظم الحضارات القديمة، وظهرت صورته لأول مرة عام  1897 في كتاب “هاي ماجيك”، أو عقيدة وطقوس السحر للكاتب إليفيس ليفي، وهو أكبر ساحر فرنسي في القرن العشرين.

تظهر صورة بافوميت على جدران كنيسة سان ماري، وهي كنيسة قديمة لفرسان الهيكل، لكنه خرج من السر للعلن وأصبحت عبادته رمزا للعديد من الأشخاص حول العالم في بداية القرن الـ19، وتم بناء كنائس خاصة ببافوميت وكانت أول كنيسة في سان فرنسيسكو، ووضع تمثال كبير له أمام الكنيسة، وروجت للوصايا السبعة في العالم وتعود لشيطان بافوميت، أو وصايا البقاء كما يطلق عليها عبدة الشيطان في العالم.

الوصايا السبع

مضمون هذه الوصايا إغراق البشر في الشهوات، وأن الشيطان يحميهم وأن الحب للضعفاء فقط. الانتقام أفضل من الرحمة، ليس هناك ما يسمى بالأديان، لأن الأديان ضد السعادة، ولا تهتم بخطاياك لأن الشيطان معبودهم لم يسألهم عنها، بل على العكس هي وسائل للتقرب منه والفوز بما يمنحه لهم.

بني للشيطان بافوميت العديد من المعابد، يمارس فيها طقوس شيطانية منها وضع شخص أمام تمثال بافوميت ويرسم على جسمه النجمة الخماسية، ثم يمسك رئيسهم بسكين ويذبح هذا الشخص أو بالأحرى القربان المقدم للشيطان، وهو يتلو تعاويذ بغية التقرب من الشيطان، ثم يرد الشيطان من خلال التمثال.

بافوميت

كنز سليمان المفقود

بالعودة لقصة فرسان الهيكل، هناك هدف كبير لطالما سعوا لتحقيقه وهو العثور على كنز سليمان. فقد جمع سيدنا سليمان كل الكتب المتعلقة بالسحر في مملكته وحرقها ومنع الجن من التواصل مع الإنس، لكنهم يستطيعوا كما نعلم بالظهور للإنس على شكل بشر أو حيوانات، لكن بعد موت سيدنا سليمان، قام الشياطين بإخراج كل كتب السحر المدفونة تحت القدس.

وبدأت القصة بمجموعة من الفرسان، اختارهم الشيطان بافوميت لكي يقوموا بالمهمة، ومكث هؤلاء الفرسان في القدس 20 عاما، يحفروا تحت قبة الصخرة اعتقادا منهم أنهم سيجدون هذا الكنز، وبالفعل عثر الفرسان على الكتب الخاصة بالسحر الأسود، وقاموا بتصفح هذه الكتب ومذاكرتها جيدا، ومارسوا السحر الأسود على مدى عامين كاملين.

الأمر الذي جعلهم يحققون ثروة كبيرة، جعلتهم في مصاف الأثرياء، الذين يتحكموا في الاقتصاد العالمي، وازدادت شعبيتهم حول العالم، وبدأوا في التحكم في الدول الأوروبية، ما أثار الشك من قبل الملك فيليب الثاني، الذي أمر بالقبض عليهم حتى يتخلص العالم من شرورهم، وأن يتخلص هو منهم شخصيا.

وذلك لسبب أنه كان مديونا لهم، كحال ملوك كثيرة، وقام بحرق البعض منهم وقتل البعض الأخر، فيما استطاع عدد كبير منهم الهرب، وقام هؤلاء بتغيير هويتهم من فرسان الهيكل إلى المساونيين الأحرار، ولجأوا إلى اسكتلندا وعاشوا هناك، ومارسوا طقوسهم، ثم أقاموا عددا كبيرا من المنظمات الماسونية المنتشرة حول العالم.

في عام 1966، أسس أنطون ليفي كنيسة الشيطان التي تحدثنا عنها في سان فرنسيسكو وكان رمزها النجمة الخماسية بداخلها صورة بافوميت، ولا ترمز هذه النجمة لليهود بل ترمز لطقوس السحر الأسود، واليوم تبدأ عصر مملكة بوسيفر وقد وضع حجر تأسيسها في عام 2015 عند إقامة الحفل المشار إليه آنفا.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى