منوعات

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.. الحلقة 36

الحضارة المصرية القديمة

نبذة عن سلسلة غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

لمن يتابعنا للمرة الأولى، نعرفكم بهذه السلسلة من حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، فقد قررنا في الداديز أن نعرف الجيل الجديد ونذكر بقية الأجيال بهذه الحضارة العريقة الخالدة.

فتحدثنا منذ البداية أي قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، من عبقرية وتحدٍ وقدرة على الإبداع لم يعرف لها العالم سر بعد، وقررنا أن نأخذ دور غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة وننزل إلى الأعماق.

نستكمل اليوم الحديث في حلقة جديدة من غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، ونستعرض معا تاريخ العصر الروماني. وقبل الحديث عن هذا العصر الذاخر بالأحداث والتقلبات وجب علينا التنوية أننا سنتناول الحديث عنه في حلقات متعددة، وذلك لتعثر الحديث عنه في مقال واحد. هلم بنا نتعرف على العصر الروماني في حلقة اليوم من غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

استكمالا للعصر الروماني

تألفت الغزوات البربرية من حركة (أساسا) الشعوب الجرمانية القديمة في الأراضي الرومانية. على الرغم من أن الغزوات الشمالية حدثت طوال فترة حياة الإمبراطورية، إلا أن هذه الفترة بدأت رسمياً في القرن الرابع الميلادي واستمرت لعدة قرون، حيث كانت الأراضي الغربية تحت سيطرة حكام أجانب شماليين، وأبرزهم هو شارلمان. تاريخيًا، كان هذا الحدث العلامة الفاصلة للانتقال بين العالم القديم والعصور الوسطى.

في وجهة نظر المؤرخ اليوناني كاسيوس ديو، وهو مراقب معاصر، خلافة الإمبراطور كومودوس عام 180م كان بمثابة العلامة الفاصلة «لمملكة من الذهب إلى مملكة من الصدأ والحديد» ـــ تعليق مشهور أدى ببعض المؤرخين، لا سيما إدوارد جيبون، إلى أخذ عهد كومودوس كبداية إنحدار الإمبراطورية الرومانية.

في 212، في عهد كاراكلا، مُنحت الجنسية الرومانية لجميع سكان الإمبراطورية المولودين الأحرار. لكن على الرغم من هذه البادرة العالمية، كانت سلالة سيفيران مضطربة، فقد انتهى عهد الإمبراطور بشكل روتيني إما عن طريق قتله أو إعدامه، وبعد إنهيار سلالة سيفيران، دخلت الإمبراطورية الرومانية بأزمة القرن الثالث، وهي فترة من الغزوات والاضطراب المدني.

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

الانهيار الاقتصادي والطاعون

في تعريف الحقب التاريخية، ينظر إلى هذه الأزمة في بعض الأحيان على أنها علامة على الانتقال من العصور القديمة الكلاسيكية إلى العصور القديمة المتأخرة. أرجع حكم أوريليان (الذي حكم في 270-275) الإمبراطورية من حافة الهاوية وأرجع إستقرارها. أكمل ديوكلتيانوس أعمال استعادة الإمبراطورية بالكامل.

لكنه رفض دور البرينسيبيس وأصبح أول إمبراطور يتم التعامل معه بشكل منتظم على أنه «المسيطر» أو «السيد». مثل هذا نهاية عهد الزعامة، وبداية عهد السيادة. لقد جلب عهد ديوكلتيانوس أيضًا الجهد الأكثر تضافراً للإمبراطورية ضد التهديد المتمثل بالمسيحية، «الاضطهاد العظيم».

قسم دقلديانوس الإمبراطورية إلى أربع مناطق، كل منها يحكمها إمبراطور منفصل، وهو ما يُسمي بالحكم الرباعي. ولأنه واثق من أنه قام بتثبيت الاضطرابات التي كانت تعاني منها روما، تنازل مع شريكه في الحكم، وسرعان ما انهار الحكم الرباعي. تمت استعادة النظام في نهاية المطاف من قبل قسطنطين العظيم، الذي أصبح أول إمبراطور يعتنق المسيحية، والذي أسس القسطنطينية كعاصمة جديدة للإمبراطورية الشرقية.

خلال عقود من السلالات القسطنطينية والفالنتينيانية، قُسمت الإمبراطورية على طول المحور الشرقي الغربي، مع مراكز الحكم المزدوجة في القسطنطينية وروما. عهد يوليان، الذي كان تحت تأثير مستشاره ماردونيوس، حاول استعادة الديانة الكلاسيكية الرومانية والهيلنستية، مقاطعًا لفترة وجيزة فقط خلافة الأباطرة المسيحيين. توفي ثيودوسيوس الأول، الإمبراطور الأخير الذي حكم كل من الشرق والغرب في 395 م بعد أن جعل المسيحية الدين الرسمي للإمبراطورية.

بدأت الإمبراطورية الرومانية الغربية في التفكك في أوائل القرن الخامس، حيث فاقت عمليات الهجرة والغزو الجرمانية قدرة الإمبراطورية على استيعاب المهاجرين ومحاربة الغزاة. نجح الرومان في محاربة جميع الغزاة، الأكثر شهرة أتيلا، على الرغم من أن الإمبراطورية قد استوعبت الكثير من الشعوب الجرمانية بولائهم المشكوك فيه لروما لدرجة أن الإمبراطورية بدأت في تفكيك نفسها.

تضع معظم الكرونولوجيا نهاية الإمبراطورية الرومانية الغربية في عام 476، عندما أجبر رومولوس أغسطس على التنازل عن العرش إلى أمير الحرب الجرماني أودواكر، من خلال وضع نفسه تحت حكم الإمبراطور الشرقي، بدلاً من تسمية نفسه الإمبراطور (كما فعل القادة الجرمانيون الآخرون بعد إجبار الأباطرة السابقين).

أنهى أودواكر الإمبراطورية الغربية، عن طريق إرسال الشارة الإمبراطورية إلى الإمبراطور الشرقي زينو فعليًا معلناً أنه الإمبراطور الأوحد، وعن طريق وضع زينون كمرؤوسه الاسمي، وعلى الرغم من ذلك إلا أن إيطاليا في الواقع كان يحكمها أودواكر وحده.

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

الإمبراطورية الرومانية الشرقية، والتي يطلق عليها المؤرخون الحديثين الإمبراطورية البيزنطية، استمرت في الوجود حتى عهد قسطنطين الحادي عشر الذي أصبح آخر إمبراطور روماني في 29 مايو 1453. بعد وفاته في معركة خلال حصار القسطنطينية ضد محمد الثاني أو “الفاتح” وقواته العثمانية، منهيًا الإمبراطورية البيزنطية.

إيطاليا كما نظمها أغسطس. باعتبارها وطن الرومان ومدينة الإمبراطورية، كانت إيطاليا هي الدومينوس (الحاكم) على المقاطعات، وكان يشار إليها باسم (باللاتينية: “rectrix mundi”) (ملكة العالم) و (باللاتينية: “omnium terrarum parens”) (الوطن الأم لجميع الأراضي).

نكتفي بهذا القدر من حلقة اليوم للحديث عن العصر الروماني ونستكمل معكم بقية الأحداث في الحلقة القادمة من سلسلة حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة. دمتم في أمان الله.

كتبت: مروة مصطفى

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى