جميعنا يعلم عبادة الأوثان والأصنام، وهي السجود لتماثيل من صنع البشر، اتخذها بعض الناس أربابا من دون الله، يتقربون إليها بشتى الطرق، سواء بالقرابين وهي البشر بطبيعة الحال نتيجة عهد الدم بينهم وبين معبوديهم، ونفرق بين الوثن والصنم بأن الوثن المعبود الذيلا يتشكل في صورة، في حين يكون الصنم الإله المصور في شكل تمثال.
هناك مقالة مرعبة التفاصيل، نشرتها صحيفة “ديلي ستار” البريطانية، وهي تزايد عبادة الأوثان والأصنام وعبدة الشيطان داخل السجون البريطانية، ليأتي السؤال المهم وهو : لماذا يبتعد الناس عن عبادة الله ويتخذون من الشيطان والأوثان والأصنام آلهة؟، هل بسبب قربنا من نهاية الزمان، أم أن هناك أسباب مخفية لا ندري عنها شيئًا.
الشيطان والأوثان والأصنام
بحسب الصحيفة كثر السجناء الشيطانيون ويطلقون هذا الاسم على من يعبدون الأوثان والأصنام وبخاصة الشيطان، ويقال إنه تم تسجيل أكثر من ألف حالة من عبدة الشيطان في سجون المملكة المتحدة، لكن المحافظين يرفضون قبول هذه الممارسة كدين. يتزايد عبدة الشيطان والسحرة خلف القضبان، وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ألف سجين سجلوا الوثنية كدين لهم، مع وجود نفس العدد تقريبًا من عبدة الشيطان.
يمكن لكل سجين في سجون المملكة المتحدة تسجيل دينه وانتمائه العقائدي في سجلات السجن، وهناك زيادة مطردة في عدد أولئك الذين يسجلون أنفسهم على أنهم عبدة الشيطان، ومثلهم من عباد الأوثان والأصنام ويمارسون طقوسهم الدينية، ويدافعون عن دينهم باستماتة بل ويطالبون بممارسة طقوسهم بحرية وعدم الحجر على تصرفاتهم!.
الأعداد تفوق الخيال
في الوقت الحالي، تم تسجيل 14 شخصًا رسميًا على أنهم من عبدة الشيطان في السجون البريطانية، لكن الخبراء يعتقدون أن العدد يفوق هذا العدد بكثير؛ لأن معظم سجون المملكة المتحدة ترفض قبول هذه الممارسات كدين. وقال إليوت وينش، من مؤسسة رعاية السجون: ” عدد قليل من السجون التي تسمح بتسجيل ذلك. في الواقع، نعتقد أن الرقم أعلى بكثير – حوالي ألف شخص أو يزيد، سواء من عبدة الشيطان أو الأوثان والأصنام.
تظهر أرقام حرية المعلومات أنه في مارس 2023، من بين 84372 سجينًا، كان هناك 37601 مسيحيًا (45 في المائة)، و14991 مسلمًا (18 في المائة)، و1643 بوذيًا (2 في المائة) و1172 وثنيًا (1.4 في المائة). يمكن لأولئك الذين يسجلون دينهم حضور الصلوات أو الاجتماعات مع رجل الدين الخاص بهم، ويُسمح لهم باقتناء الكتب الدينية وممارسة طقوسهم داخل السجن، سواء من عبدة الشيطان أو من عبدة الأوثان والأصنام.
التمييز بين السجناء
بالنسبة للسجناء الوثنيين أي من يعبدون الأوثان والأصنام، تشمل طقوسهم الدينية البخور والبلورات والأحجار الرونية وقلادة الخماسي والعصا، ويُعتقد أن العديد من السجون لا ترغب في توزيع نسخ من الكتاب المقدس الشيطاني ولكنها تسمح بتوزيع نسخ من الكتب المقدسة الشيطانية الأخرى التي تدعو لعبادة الأوثان والأصنام. وقد أدى “التمييز” إلى قيام العديد من عبدة الشيطان وغيرهم بتقديم شكاوى رسمية.
كتب أحدهم في مجلة السجن: «أود أن أعرف كيف يمكنني أن أجعل إدارة السجن تعترف قانونيًا بالشيطانية كدين؟ فدين الشيطانية هي بالفعل ديانة معترف بها قانونيا في أمريكا والسجون الأمريكية، وهذا التمييز وعدم السماح لنا بممارسة طقوسنا وشعائرنا الدينية يشعرنا بالإحباط والاستياء وهو ضد حرية العقيدة”.
وأضاف: “هناك العديد من عبدة الشيطان في السجن، ممن يكافحون من أجل الحصول على الكتب والأشياء التي يحتاجونها لعبادة الشيطان، فماذا يضير القائمين على إدارة السجن بالسماح لنا باقتناء هذه الكتب ومنح كل شخص بعبادة ما يشاء، سواء الشيطان أو الأوثان والأصنام؛ لأنها في النهاية حرية شخصية لا تضر أحد”.
وأضاف آخر: “أعتقد أنني أتعرض للتمييز؛ لأن هناك من يرفض الاعتراف بديني، وهناك منظمات مثل كنيسة الشيطان أو معبد ست والذي تم تأسيسه منذ 40 عامًا وهو معروف، ومؤلفاتهم متاحة بسهولة في أي متجر للكتب أو من أمازون، وقد تقدمت بالعديد من الطلبات للوصول إلى ذلك، ولكن دون جدوى”.
وكتب ثالث: “لأن دين الشيطانية يعلمنا الانتقام بدلاً من إدارة الخد الآخر كما قال المسيح، فإن نظام السجون لا يسمح بأي حقوق على الإطلاق، ولن يسمحوا لنا حتى بالحصول على كتاب مقدس شيطاني؛ لأنه يُنظر إليه على أنه شيء يحرض على العنف.
وتابع: “هناك طرق عديدة للانتقام والأمر متروك للفرد إذا اختار العنف، فلماذا نُمنع جميعاً من ممارسة ديننا بسبب وجهة نظر شخص آخر في هذا الدين، نحن أحرار في اختيار ما نعبد ولمن نقدم صلواتنا وتضرعنا، لا أدري لماذا الإصرار على التعنت وعدم السماح لنا بممارسة عبادتنا كما نشاء”.
وهكذا، تزداد عبادة الأوثان والأصنام، وبالطبع عبادة الشيطان والذي تتزايد أعداد عباده للملايين حول العالم، حافظوا على دينكم وعلموا أولادكم كيف يتقربون للخالق ويحافظون على دينهم، فالخطر قائم وعلينا الانتباه جيدا لما يحدث من حولنا.