الفتح الاسلامي لمصر ونهضة شاملة فى العمران والفنون
من يتابعنا للمرة الأولى، نلقي الضوء على ومضات تاريخية حول الفتح الاسلامي لمصر، لنعرف الجيل الجديد ونذكر بقية الأجيال بتاريخ حضارتنا العريقة.
منذ بداية العالم وضُخ دم البشرية في عروق الحياة، خرجت للدنيا حضارة تعد عالما قائما بذاته، غيرت مجرى التاريخ ورسمت ملامح عظمتها على وجه الزمن، وكنا وما زلنا وسنظل نفخر بها حتى النهاية، ودائما نأخذ دور غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة ونفتش عن الحضارة المصرية ونسرد ومضات تاريخية عن تاريخ الاسر المصرية القديمة.
فتحدثنا عن ومضات تاريخية للحضارة المصرية منذ البداية أي قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، من عبقرية وتحدٍ وقدرة على الإبداع لم يعرف لها العالم سر بعد، وقررنا أن ننزل إلى الأعماق.
وعرفنا معنى كلمة مصر وسبب تسميتها ومعنى المصطلحات المصرية القديمة، وكيف قرر المصري القديم أن ينشأ امبراطورية حقيقية تديرها حكومة مركزية، وأن يأسس جيشًا قويًا يردع بقوته كل طامع وغاصب.
كما تحدثنا عن تفاصيل الأسر المصرية حتى العصر الروماني و نستكمل اليوم الحديث وتحدثنا عن الإمبراطورية البيزنطية، وموعدنا اليوم مع الفتح الاسلامي لمصر
في سلسلة المقالات السابقة وهذه المقالات من ومضات تاريخية مضيئة حول الأسر المصرية وكما اتفقنا في السابق سنطلق على الملوك المصريين لقب الملوك لكن غير المصريين سنلقبهم بالفراعنة ما عدا السهو والخطأ
نبدأ معكم تاريخ الفتح الاسلامي. وقبل الحديث عن هذا العصر الذاخر بالأحداث والتقلبات وجب علينا التنوية أننا سنتناول الحديث عنه في حلقات متعددة، وذلك لتعثر الحديث عنه في مقال واحد.
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِمِصْر، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخلافة الراشدة ضدَّ الإمبراطورية البيزنطية بين عامي 640م و642م، وانتُزعت على إثرها ولاية مصر الرومية من يد الروم ودخلت في دولة الإسلام، بعد عِقدٍ من عودتها لِلإمبراطوريَّة البيزنطيَّة.
شكَّل فتحُ مصر امتدادًا الفتح الشام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابي عمرو بن العاص على الخليفة عمر بن الخطاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمر كان يخشى على الجيوش الإسلامية من الدخول لإفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق، وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبي والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بالعريش.
متى كان الفتح الاسلامي في مصر؟
شهدت مصر خلال الفتح الاسلامي أو الحكم الإسلامي نهضة شاملة فى العمران والفنون تمثلت فى العمارة الإسلامية بإنشاء العديد من المساجد والقلاع والحصون والأسوار، كذلك الفنون الزخرفية التى تمثلت فى أول عاصمة إسلامية فى مصر وهى مدينة الفسطاط وبها جامع عمرو بن العاص ويُعد مقياس النيل بجزيرة الروضة أقدم أثر مصرى إسلامى والذى أنشأه الخليفة العباسى المتوكل بالله عام 245هـ·
ويتجلى ازدهار العمارة الإسلامية فى مدينة القطائع وجامع أحمد بن طولون الذى شيد على نهج جامع عمرو بن العاص مع إضافة النافورة والمئذنة والدعامات والزخرفة واللوحة التأسيسية ·· ومئذنة جامع ابن طولون هى الوحيدة فى مساجد مصر التى لها هذا الشكل المتميز، وتقدمت العمارة الإسلامية فى العهد الفاطمى، حيث يُعد الجامع الأزهر من أشهر فنون العمارة الفاطمية فى مصر، وكذلك الجامع الأنور ” الحاكم بأمر الله” والجامع الأقمر.
وتميز العصر الأيوبى أيضا بتقدم العمارة، ومن أشهر معالمها بنـاء قلعة صلاح الدين وتمثل هذه القلعة العمارة الإسلامية منذ الدولة الأيوبية حتى عصر محمد على. كما ترك المماليك ثروة فنية عظيمة تمثلت فى المساجد والقباب ودور الصوفية والقصور والمدارس والقلاع والأسبلة.
وارتبط الفتح الاسلامي لمصر بأهميتها السياسية والاقتصادية، بما لديها من خصائص وما توفره من إمكانات مهمة، فأشار عمرو بن العاص على عمر بن الخطاب بفتحها، وقال: «إنك إن فتحتها كانت قوة للمسلمين وعوناً لهم، وهي أكثر الأرض أموالاً وأعجزها عن القتال والحرب»، وكان عمرو قد سافر إلى مصر في الجاهلية للتجارة، فوقف على معالمها.
نكتفي بهذا القدر من الحديث عن الفتح الاسلامي لمصر، واستعرضنا كيف أثر على تاريخ مصر وحضارتها وعلى وعد بلقاء الاسبوع القادم بأذن الله. دمتم في أمان الله.
كتبت: مروة مصطفي