عالم الأثير او عالم الأحلام، عالم غامض تحيطه هالة كبيرة من الأسئلة والأمور الشائكة التي قد يكون التطرق إليها دربا من الخيال، لكنه موجود وهناك ما يسمى بالجسم الأثيري وهو بداخلنا يخرج في وقت معين وله دور كبير في حياتنا اليومية.
عندما نعرف الانسان نجده عدد كبير من الطاقات، تجاور وتتكامل مع أعضائه الفسيولوجية، ومن خلال هذا التكامل تنطلق الهالة المحيطة بالإنسان، والهالة عبارة عن طبقات سبع تحيط بجسم الإنسان ، وتشكل جميعها طاقة الإنسان كاملة، وكل منها تقابل شاكرة مختلفة تتحكم في قدرات الشخص.
ما هو الجسم الأثيري؟
بحسب علماء الطاقة، تعرف الهالة التي سبق وأشرنا إليها بعدة طبقات وهي الجسم الأثيري، وهناك مسميات عدة أو أجسام كثيرة بداخلنا كالجسم السببي، والجسم النجمي أو الطيفي ، والجسم الأثيري الروحاني ، والجسم العاطفي والجسم العقلي أو الذهني، وكلها طبقات ذات أهمية في تكوين وتطوير شخصية الفرد ، فثلاث منهم يكونوا جسد الإنسان فسيولوجيًا، والباقية تكون روحانيته.
إذا فالجسم الأثيري هو إحدى طبقات الهالة المحيطة بالفرد، وهو أساس الحياة حيث يمثل المنبع الأساسي لطاقة الإنسان، وهو العامل الرئيس في دمج الإنسان مع طاقته، وبدونه لن يتمكن المرء من التواصل مع كل من حوله بشكل جيد.
ويصف البعض الجسم الأثيري بالجسم الروحاني، الذي نتعامل به أثناء النوم، يقابل الأموات في الأحلام ويتحدث معهم ويأخذ منهم ويعطيهم، وتارة تجد نفسك بداخل الحلم في منزلك، وسرعان ما تجد نفسك في بلاد الهند والسند.
الانسان يملك أكثر من جسم!
وفقا للعالم والدكتور الكبير مصطفى محمود: “يخرج من الشخص هالة نوارنية تحيط بالجسم وتختلف باختلاف حالته الصحية والنفسية، ولكل انسان هالة من النور حول جسمه، وأن النفس لها عدة أجسام، تخلع الجسم موتة بعد موتة”.
وأضاف:” قد يشير الجسم الأثيري للجسم الذي يتبقى بعد الموت، فأول جسم يموت هو الجسم الفيزيائي للانسان اي الجسم المادي، ثم يزال الجسم الأثيري ويبقى الجسم العقلاني، ويزال الجسم العقلاني ويبقى الجسم الروحاني وهكذا.
وتابع: “استطاع العلماء تصوير هذه الطاقة النوارنية حول الجسم بتصوير الكريليان فوتوجرافي، ما يثير العديد من التساؤلات حول الجسم النوراني الذي يتبقى بعد الموت، وهو ما يأخذنا لحسم الجدل الثائر عن النفس والروح.
“فالكثير من الناس يخلطون بين النفس والروح ولكنهما في الحقيقة مختلفتين تماما، وبالتالي نستطيع القول بأن الجسم الأثيري او الجسم النوراني يختلف عن النفس والروح والجسم المادي للانسان، فسر الانسان الأعظم هو نفسه وكنه النفس”.
ما يبدو أننا نملك جسدين يطغى أحدهما على الآخر خلال اليـوم، جسد مادي غليظ نعيش به حياتنا ونتواصل بواسطته مع العالم حولنا، وجسد أثيري لطيف نتواصل به مع عوالم خفية وأزمنة متغيرة، ويشكل هو العالم من حولنا.
الجسد المادي هو الذي نعيشه خلال يقظتنا ونستعمله أثناء حياتنا حتى نموت ونــبلى، جسد محسوس وملموس يملك عينين وأذنين وأنفاً وحواسّ خمساً، نتواصل بواسطتها مع العالم حولنا، أما الجسد الأثيري فيظهر أثناء النوم ويسمح بتواصلنا مع العوالم الخفية (المماثلة له)، ويمكنه أن يرى ويسمع ويشعر أثناء النوم، ورغم أنه لا يملك عينين وأذنين وأنفاً وحواسّ خمساً.
وحين نكون على قيد الحياة يستقطع الجسد المادي ثُـلثي يومنا، في حين يستقطع الجسد الأثيري الثلث المتبقي أثناء النوم وحسب، وتظل هذه النسبة سارية طوال حياتنا حتى نموت وتتحلل أجسادنا فـتبقى أرواحنا الأثيرية من وجهة نظر دينية خالدة إلى الأبد.
ولعل هذا ما يفسر قدرة الأحياء على الاتصال بالأموات والحديث معهم أثناء النوم فقط، وكان ابن الجوزية قد توسع في هذه المسألة في كتابه الجميل (الروح) مستشهداً بقوله تعالى: {الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}..
وبخصوص هذه الآية قال ابن عباس: إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فيتساءلون بينهم، فيمسك الله أرواح الموتى لفناء أجسادها، ويرسل أرواح الأحياء إلى أجل مسمى.
وقد اختار شيخ الإسلام ابن تيمية الرأي القائل إن كلتا الروحين تتوفى وفاة النوم (الوفاة الصغرى) ثم يمسك الله التي استكملت أجلها، ويرد التي لم تستكمل أجلها إلى جسدها.
أما من واقع الحياة؛ فنكاد نجزم بأن جميعنا سمع أو جرب الحلم بشخص ميت يخبره بأسرار لا يعرفها. وهذه الظاهرة (الالتقاء بالأموات أثناء النوم)، مشتركة بين جميع البشر وتتشابه قصصها في الثقافات كافة. وترتفع نسبة الالتقاء مع روح أقرب قريب أو ميت نعرفه جيداً.
فنسبة الالتقاء ترتفع مثلاً بين روح الأم وولدها، والولد وأبيه، والمرأة وزوجها والأرامل بالذات يرون أزواجهن وأبناءهن كثيراً في أول عام بعد وفاتهم.. كان يمكن إعادة الظاهرة لرغبة المرأة اللاواعية برؤية زوجها أو ابنها المتوفى لولا تبادل حقائق ومعلومات (بين الطرفين) لا يمكن إعادتها للتهيؤات أو «حديث النفس».
نعود إلى كلام ابن الجوزية وابن تيمية وابن عباس فـفي حال ثبت فعلاً إمكانية تواصل الأحياء (أثناء نومهم) مع الأموات فهذا يعني في المقابل (خـلود) وبقاء أجسادنا الأثيرية إلى الأبــد.
أسماء الجسم الواحد
كما عرفنا طبقات الهالة هي الجسم الأثيري ، وهناك الجسم السببي ، والجسم النجمي أو الطيفي ، والجسم الأثيري الروحاني ، والجسم العاطفي والجسم العقلي أو الذهني ، وكلها طبقات ذات أهمية في تكوين وتطوير شخصية الفرد ، فثلاث منهم يكونوا جسد الإنسان فسيولوجيًا ، والباقية تكون روحانيته.
وهذا الجسم الأثيري مكون من أربعة مجموعات ، تم توزيعها من خلال قنوات ناقلة للطاقة من مكان لآخر في جسم الإنسان ، وتعرف باسم الشاكرات ، وهذه هي العلاقة بين الشاكرات والجسم الأثيري ، فهي مراكز الطاقة بالجسم الأثيري.
وظائف الجسم الأثيري
للجسم الأثيري عدد من لوظائف أبرزها قدرته على الاستقبال للطاقات المحيطة وكذلك المعلومات ، كما يعمل على تكوين أنابيب نقل الطاقة داخل وخارج الجسم ، بالإضافة إلى كونه محللًا لأي مركبات ، ولهذا تشعر أنت كفرد بالألم أو الكراهية والحب والسعادة ، فالجسم الأثيري هو المسؤول عن تلك المشاعر.
إذا ما كان هذا النظام الطاقي للجسم الأثيري متزنًا ، سوف يشعر الفرد باتزان صحي وسلامة عقلية وروحية عالية ، نتيجة إطلاق الطاقات داخل الجسم وخارجه بشكل متوازن ودون ضغوط ، أما في حالة الاختلال أو النقص في تنفيذ أو تفعيل تلك الوظائف ، يبدأ الجسم في الشعور بالمرض أو الكآبة واختلال المشاعر. ولهذا يعتبر علماء النفس والطاقة أن الجسم الأثيري ، هو أداة روحية قوية ووسيلة اتصال مهمة ، مع الآخرين ممن يحيطون بالفرد.
العوامل المؤثرة على الجسم الأثيري
من أهم العوامل المؤثرة في تفعيل وتقوية عمل الجسم الأثيري ، هو تغذية الجسم المادي جيدًا ، بالغذاء المناسب من أجل الحفاظ على صحة سليمة ، إلى جانب ممارسة الرياضة بشكل منتظم للتخلص من الطاقات السلبية ، أو المواقف السيئة التي يتعرض لها الفرد بشكل متكرر ، كما يجب على الفرد أن يدخل في نقاشات ومجموعات نقاشية صحية مع الآخرين ، خاصة من يجمعهم الحب معًا ، حيث تولد طاقة المحبة رقيًا ، وتبث الإيجابية وتنشط الجسم الأثيري بشدة.
كيف نتحكم في خروج الجسم الأثيري من الجسم المادي؟
إذا كان العقل الواعي على قدر كبير من النشاط ، فإن العقل الباطن يكون غير مستيقظ ، فالعقل الواعي لن يسمح للعقل اللاواعي أو الباطني بالتحكم في السلوك والتصرف ، ولكن العقل الباطن يعمل عقب نوم العقل الواعي ، هنا يبدأ الجسد الأثيري في النشاط والتحفز ، في علاقة أشبه بما نسميه علاقة القط والفأر ، فإذا ما أردنا استخدام الجسم الأثيري من أجل السيطرة على الجسد ، لابد من عملية تنويم للعقل الواعي.
العائدون من الموت
تحدث الشيخ أشرف الفيل، الداعية الإسلامي وأحد علماء الأزهر الشريف، عن فكرة انفصال الروح عن الجسد وما يحدث مع العائدين من الموت، وذلك في خلال لقاء تليفزيوني، ليوضح الفيل بعض الحقائق عن الروح والنفس وسر الحياة.
فيقول الفيل: “أن العلماء قد ذكروا أن الروح مخلوقة وليست من ذات الله، وقالوا أن الروح تختلف عن النفس والنفس هي من يقع عليها العذاب والنعيم، وتكون النفس في البرزخ، وأشار الفيل أن ما يخرج من أطراف الأقدام ونحوها عند الموت هو “سر الحياة” لا الروح ولا النفس.
وعلق الفيل على ما يروى من قصص العائدين من الموت، إذ يقص البعض بعد إفاقته من غيبوبة مثلًا أن روحه خرجت ورأى كذا وكذا، قائلًا أن ذلك يحدث عند خروج الروح، ويرى وقتها صاحبها مشاهد حدثت بالفعل ويحدث ذلك للمسلمين وغير المسلمين، وقال الفيل أن ذلك مثلما نحلم بأشياء قد تحدث أو بشخص متوفى ونشعر أننا نجلس معه في الحقيقة، فهذا بالفعل تلاقي أرواح.
واستشهد الفيل بقوله صلى الله عليه وسلم: الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها وما تنافر منها اختلف، قائلًا أن ذلك ينطبق على الدنيا والآخرة، فحين تتلاقى الأرواح في المنام هو دلالة على تآلفها.
الجسم الأثيري والإسقاط النجمي
بعد ما عرفنا ما هو الجسم الأثيري، سنتعرف على ما يتصل به وهو الإسقاط النجمي وهو كما يصفه المشتغلون به هو: عملية ترتكز على فرضية وجود جسد ثان للإنسان من إشعاع، والإسقاط النجمي يتمثل بخروج هذا الجسد الإشعاعي وانفصاله عن الجسد المادي، ويحدث ذلك في ظروف معينة دقيقة أهمها أن يبلغ الإنسان حالة ما بين الوعي والغفوة.
نظرية الإسقاط النجمي على أن لكل إنسان جسدان: الجسد المادي الملموس، والجسد الروحي، ويدّعي أتباع هذا الفكر أنهُ بواسطة ممارسات معينة، يمكن للجسد الروحي ( الروح ) الخروج من الجسد المادي لرؤية عوالم أخرى، ثم العودة فيما بعد.
أما في بعض الأحيان فالخروج من الجسد يعد نوعًا وحده، والطرح النجمي نوعًا آخر، وقرب من الموت يدرج أحيانًا تحت الخروج من الجسد، فهنا كل نوع وحده ليس مدرجًا تحت شيء. الخروج من الجسد أو الإسقاط النجمي هو عيش الواقع، ولكن بجسم أثيري في محيط أثيري يسمى العالم الأثيري، كما أن أبحاثاً تشير إلى صلتها بعدم استقرارية في فص صدغي.
ونخلص مما سبق أنها كلها غيبيات وليس هناك من يجزم بحقيقتها وتظل قيد الدراسة والتحليل، ودورنا يقتصر على نقل المعرفة دون الخوض في كونها حقيقة أم من الغيبيات.