تحدثنا من قبل في مقالات سابقة عن خطورة إدمان المخدرات الكيميائية الحديثة مثل مخدر الأيس وغيره، و لكن يجب أن تعلم عزيزي الدادي أن هناك أنواع أخري من الإدمان تؤثر تأثيرا سلبيا أيضا علي حياة إبنك المراهق و أهمهم وأخطرهم إدمان المواقع الإباحية وما يصاحبها بإرتباط وثيق من إدمان العادة السرية.
ما هو إدمان المواقع الإباحية؟
يُعرف إدمان المواد الإباحية (بالإنجليزية: Pornography Addiction) على أنه الرغبة الشديدة وغير المسيطر عليها لمشاهدة المواقع الإباحية، والتي يمكن أن تتعارض مع الحياة اليومية للفرد وعلاقاته وقدرته على العمل. ومن الممكن أن يكون إدمان الإباحية شديدًا لدرجة أن يصبح الفرد غير راضٍ عن حياته الجنسية في المستقبل مما يؤدي إلي فشل حياته الزوجية المستقبلية.
في دراسة أخرى أجريت عام 2017 على عدد من الذكور خضعوا للعلاج؛ للتخلص من مشاكل استخدام المواد الإباحية والحرص على مشاهدة المواقع الإباحية وجد أن هناك تغيرات في أدمغة المشاركين والتي تتوافق مع حدوث الإدمان لديهم، كما وجد أن أدمغة الرجال الذين يعانون من مشاكل استخدام المواد الإباحية نتيجة إدمان المواقع الإباحية، والتي تتفاعل بشكل مختلف مع الصور المثيرة مقارنة بأدمغة الرجال الذين لا يعانون من هذه المشاكل.
هذا الأمر لا يزال يشكل خطرًا على الأفراد والمجتمع خصوصًا وأن الوصول إلى المواقع الإباحية أصبح متاحًا بسهولة في عصر الإنترنت. وعليه، لا بد من معرفة ما هي العوامل والأسباب المؤدية إلى إدمان المواقع الإباحية، وكيفية علاج هذه المشكلة والتخلص منها.
أسباب إدمان المواقع الإباحية
تعد الأسباب المباشرة التي تؤدي إلى إدمان المواقع الإباحية غير محددة حتى الآن، إذ من الممكن أن يبدأ الفرد بمشاهدة المواقع الإباحية لمجرد أنه يحب ذلك ويستمتع بالاندفاع والنشوة التي توفرها له هذه المواقع.
ومن العوامل الأخرى التي تزيد خطر الإصابة بإدمان المواقع الإباحية ما يلي:
-نوع الجنس، فهو أكثر انتشارًا لدى الذكور مقارنة بالإناث.
-صغر السن.
-الاستخدام المتكرر للإنترنت.
-الصراع العائلي.
أعراض إدمان إبنك المراهق للمواقع الإباحية
لا يفوتنا أن ننوه أن إدمان العادة السرية نتيجة بديهية لمشاهدة وإدمان المراقع الإباحية، وتظهر بعض الأعراض على هؤلاء المراهقين وهي كالتالي:
١) إهمال مجالات الحياة الأخرى وقضاء معظم الأوقات في مشاهدة المواد الإباحية.
٢) الشعور الدائم بالضيق الشديد و العصبية، والخجل، والخلل النفسي بسبب مشاهدة المواد الإباحية.
٣) العزلة الدائمة والبعد عن الناس والرغبة الشديدة في الوحدة والإنزواء.
٤) فقد الشهية الواضح والأرق المزمن نتيجة السهر المستمر.
٥) الشعور المستمر بالذنب والعار وقلة احترام الفرد لنفسه.
٦) انخفاض الرضا الجنسي.
٧) المعاناة من الاكتئاب، والقلق، والأفكار الانتحارية.
٨) فقدان التركيز في العمل، والذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوظيفة.
مضاعفات إدمان المواقع الإباحية على المراهق بعد الزواج:
١) صعوبة التحكم أو التوقف عن مشاهدة المواد الإباحية.
٢) تداخل مشاهدة المواد الإباحية مع الحياة اليومية للفرد.
٣) الاستمرار في مشاهدة المواد الإباحية رغم الوعي بآثارها السلبية.
٤) إهمال مجالات الحياة الأخرى وقضاء معظم الأوقات في مشاهدة المواد الإباحية.
٥) عدم القدرة على الاستمتاع بالجنس دون مشاهدة المواد الإباحية أولًا.
٦) إجبار الشريك الجنسي على مشاهدة المواد الإباحية قبل الشروع في العلاقة الحميمية.
٧) الإصابة بسرعة القذف بعد الزواج ويتبعها عدم رضا شريكة الحياة عن العلاقة الحميمية.
كيف أعالج إبني من إدمان المواقع الإباحية ؟
يوجد عدد من برامج العلاج النفسي التي يمكن أن تكون مفيدة لمن يعاني من إدمان المواقع الإباحية، وتشمل ما يلي:
1) العلاج المعرفي السلوكي: وهو نوع من العلاج النفسي أو العلاج بالكلام، حيث سيساعد هذا العلاج على تحديد المشكلة وتعلم طرق التغلب عليها.
2) العلاج النفسي الديناميكي، والذي يركز على جعل الفرد أكثر وعيًا بالأفكار والسلوكيات اللاواعية، بالإضافة إلى التعرف على دوافعه الداخلية وحل النزاعات التي يعاني منها.
3) العلاج الدوائي في بعض الحالات التي قد تطلب ذلك ويشمل العلاج ما يلي:
- وصف بعض الأنواع من الأدوية، والتي يمكن أن تفيد في التحكم بالعوامل والأمراض المؤدية لإدمان الإباحية.
- العلاج بمضادات الاكتئاب، والتي يمكن أن تساعد في التخفيف من وعلاج الاكتئاب، أو القلق، أو اضطراب الوسواس القهري.
- النالتريكسون، والذي له تأثير على الجزء من العقل المسؤول عن الاستمتاع بالسلوكيات الإدمانية.
- مثبتات المزاج، والتي تستخدم لحالات الاضطراب ثنائي القطب ويمكن أن تعمل على التقليل من الرغبات الجنسية القهرية.
- مضادات الأندروجين، والتي تعمل على تخفيف آثار الهرمونات الجنسية الذكرية، وبالتالي يمكن أن تساعد في التخفيف من الرغبات الجنسية لدى الرجال والتي تؤدي إلى إدمانهم على المواد الإباحية.
هذا بالنسبة للشق العلاجي بالأدوية، أما الشق النفسي للعلاج فيتضمن خلق لغة حوار بينك وبين ابنك المراهق، والحرص على صداقته ليتسنى لك توعيته من مخاطر إدمان المواقع الإباحية دون خجل أو مواربة.
من المهم جدا أن يتقرب الأب من ابنه المراهق وأن يستمع إليه وأن يبني أواصر الصداقة الحقيقية معه، لدرجة تسمح بالكلام في هذه الأمور والقدرة علي توعيته له، والوصول به لبر الأمان.
وأخيرا عليك بترسيخ مبدأ مراقبة الله ثم الضمير داخل ابنك، وأنه يقدر على الاختباء من الناس لكنه لا يقدر أن يتوارى من خالقه، وأن ما يفعله محرم شرعا ومن المنكرات المرفوضة، والتي تلقي بظلالها القاتمة على صحته ونفسيته وحياته المستقبلية.