نسمع عن التعتيم الشمسي للحد من الاحترار وتُعرف هذه العملية بالهندسة الجيولوجية الشمسية وتهدف إلى عكس جزء صغير من ضوء الشمس إلى الفضاء أو زيادة كمية الإشعاع الشمسي الذي ينسحب عائدا إلى الفضاء لتبريد الكوكب. وبالرغم من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلا أن هناك تناقص في أشعة الشمس وهو الأمر المثير للاستغراب!.
تعود الظاهرة لعقود مضت، ويندرج تحت مسمى الافرع العلمية المتخصصة، ومنذ الشروع في بدايته وهو مثير للجدل بين العلماء بين مؤيد ومعارض بغرض تبريد الأرض والوسيلة هي الهندسة الجيولوجية الشمسية، والمعروفة أيضا بهندسة المناخ.
علاقة أثرياء العالم بالتعتيم الشمسي
منذ انطلاق هذا المشروع هرع إلى تمويله أثرياء العالم مثل بيل جيتس، وأنفقت مليارات الدولارات على تمويله، ويهدف المشروع كما سبق وأشرنا إلى تبريد الأرض بعد ارتفاع درجة حرارتها إلى درجة ونصف الدرجة مئوية، وفي حال زادت درجة حرارتها عن هذا الحد، سيؤدي ذلك إلى كوارث طبيعية لا يسيطيع احد السيطرة عليها.
وتكمن فكرة تبريد الأرض في حجب حجم كبير من الطاقة الشمسية عن الأرض، وعكس أشعة الشمس وحرارتها إلى الفضاء، ويتسابق العلماء فيما بينهم لتحقيق هذا الهدف، ويجرى العمل على قدم وساق في جامعة هارفرد من فريق علمي.
وطرحت هذه الفكرة للمرة الأولى عام ١٩٦٠، وعادت للواجهة في الأعوام القليلة الماضية نتيجة الكوارث الطبيعية التي سببها الاحتباس الحراري من فياضانات وحرائق وغيرهما، وترتكز تقنيات الهندسة الجيولوجية الشمسية على ثلاث وهي:
تبيض السحب البحرية
وهي تهدف إلى جعل السحب المنخفضة فوق المحيطات أكثر عكسا لأشعة الشمس عبر رشها بملح البحر، وذلك باستخدام مناطيد أو طائرات أو أي وسائل أخرى قادرة على بلوغ هذه السحب، وبهذه التقنية تصبح السحب أكثر بياضا ما يجعلها قادرة على عكس أشعة الشمس،
تقليص السحب السمحاقية
تتشكل هذه السحب في طبقات الجو العالية وهي عبارة عن سحب جليدية ناصعة البياض بعيدة عن سطح الأرض وملوثاته، وتهدف هذه التقنية إلى زرع ما يسمى بالهباء الجوي داخل هذه السحب بهدف تنحيفها، لجعل أشعة الشمس الواصلة للأرض أقل من معدلها، وقبل أن نتحدث عن التقنية الثالثة علينا اولا فهم ماهية الهباء الجوي.
هو جزيئات صغيرة جدا منتشرة في الغلاف الجوي، وبالرغم من صغر حجمها إلى أن تأثيرها بالغ الشدة على المناخ والصحة والبيئة بشكل عام، تختلف احجام هذه الجزيئات وبقدر حجمها يختلف تأثيرها على سطح الارض وتفاعلها مع أشعة الشمس، وقدرتها على حجب هذه الاشعاعات ووصولها إلى سطح الأرض، وبعض هذه الجزيئات في رذاذ البحر والرماد والدخان والهواء الجوي وغيرهم. من هذا المنطلق، نصل للتقنية الثالثة وهي:
التعتيم الشمسي
تحدث هذه التقنية بحقن طبقة التراتوسفير البعيدة عن سطح الأرض بجزيئات الهباء الجوي، وتحديدا الكبريتية منها والمكونة من كبريتات الكالسيوم، وستكون الطريقة لتطبيق هذه التقنية استخدام الطائرات أو المناطيد الخاصة القادرة على الوصول لهذا الارتفاع، وعندما تصل لغايتها تبدء برش حمولتها من الهباء الجوي، بغية التقليل من أشعة الشمس وحرارتها وعكس أكبر كمية منها إلى الفضاء وهو ما يسمى بالتعتيم الشمسي. أو بالأحرى صنع غروب الشمس في وضح النهار.
إفريقيا ملعب التجارب
بسبب منع اجراء تجارب انطلاق المنطاد المحمل بالهباء الجوي ناحية طبقة التراتوسفير من العديد من البلدان، تتجه الأنظار نحو إفريقيا لإجراء التجارب من أراضيها نحو سمائها، ولأن هذه التجارب خطيرة للغاية وتسبب العديد من الكوارث البيئية الخطيرة، فهي تحارب غير أخلاقية، يروج لها في البلاد الفقيرة على أنها تجارب إنمائية.
أضرار تجارب التعتيم الشمسي
ستتضرر الارض ومن عليها بطبيعة الحال، ومن هذه الأضرار تأثر طبقة الأوزون المتضررة بالفعل وتأثر المحاصيل الزراعية، فضلا عن أمطار حمضية ورياح ملوثة بالهباء الجوي، ليس ذلك فحسب بل انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة والتي يجهل مسببها والسبب واضح وهي تجارب التعتيم الشمسي.
في نفس السياق، يحتشد الباحثون ضد الهندسة الجيولوجية الشمسية كوسيلة لمكافحة تغير المناخ. وتريد مجموعة دولية من العلماء والخبراء من جميع الدول التوقيع على ميثاق يحظر التمويل العام ونشر الهندسة الجيولوجية الشمسية، بالإضافة إلى التجارب الخارجية التي تدور حول طرق “التعتيم الشمسي“.
ويقول المؤيدون إن هذه التكنولوجيا ستحد من آثار تغير المناخ. لكن على النقيض من ذلك يرى علماء كثيرون أن هذا النوع من “الهندسة الجيولوجية” يهدد بالمزيد من زعزعة استقرار النظام المناخي المضطرب بالفعل.
واضطر أصحاب المشروع إلى سحب اقتراحهم لعدم توصل المجتمعين إلى توافق في الآراء بشأن الموضوع المثير للجدل.
وحسب مقال في مجلة ساينس ألرت، فإن الدعوات إلى إجراء تجارب خارجية لهذه التكنولوجيات هي دعوات مضللة وتتجاهل ما يجب علينا القيام به اليوم: التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وتسريع عملية التحول العادل في جميع أنحاء العالم.
“إن تغير المناخ هو التحدي الأعظم الذي يواجه البشرية، وكانت الاستجابات العالمية غير كافية على الإطلاق، لا ينبغي للبشرية أن تسعى إلى الانحرافات الخطيرة التي لا تفعل شيئا لمعالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ، والتي تأتي مع مخاطر لا حصر لها، ومن المرجح أن تؤدي إلى تأخير العمل المناخي.
ووفقا لما ذكره موقع “ديلى ميل” البريطانية، فإن النموذج الأولى مساحته 100 قدم مربع، والذى قالوا أنه يمكن تحقيقه بحلول عام 2027. سيوضع “الشراع” على بعد أكثر من تسعة ملايين ميل من الأرض ويتحرك عبر الفضاء عن طريق فتح وإغلاق طبقة التظليل.
تحذير العلماء من الكوارث القادمة
حذر فرانك هوغربيتس، العالم الهولندي المعروف بتنبؤه بالزلازل، من مشروع علمي أمريكي يعرف بـ “تعتيم الشمس”، الذي يهدف إلى مكافحة الاحتباس الحراري.
هوغربيتس يشير إلى أن تنفيذ هذا المشروع قد يؤدي إلى كوارث وأمراض على الأرض، معتبرًا أن الشمس هي المصدر الأساسي للحياة على الأرض، وأي تدخل فيها قد ينتج عنه آثار سلبية كبيرة.
هذه التطورات تثير تساؤلات حول أثر هذه التجارب العلمية على البيئة والصحة العامة، وتجدد النقاش حول استخدام التكنولوجيا لمواجهة التحديات البيئية.
ويبدو أن الانسان قد تخلى عن دوره المخلوق من أجله وهو تعمير الأرض، إلى تقمص دور خطير سيتسبب في العديد من الكوارث والنتائج الخطيرة وهو دور تخريب الأرض، فهو لم يكتفي بتسببه في الاحتباس الحراري بفعله كل السلوكيات المنافية للحفاظ على المناخ، بل يسعى بكل قوته إلى حجب أشعة الشمس، مصدر الحياة على الأرض بحجة تبريد الأرض.
إلى أين تأخذنا يداك أيها الانسان، وإلى متى سيدفعنا غرورك للنزول للهاوية؟، مهلا فالخالق لن يترك لك الكون لتعيث به فسادا، ولن يسمح لك بتغير النظام الكوني الخالي من أي نقص والكامل بقدرته سبحانه.