الزئبق الأحمر مادة يتسابق عليها القاصي والداني ويبحث عنها منظمات ودول، تتسابق فيما بينها للحصول على هذه المادة العجيبة، فهناك من يروج لاستخدامه في أعمال السحر الأسود، فيما يبحث عنه أخرون للشباب الدائم والخلود.
اكُتشف الزئبق الأحمر من قبل العالم الجليل “جابر بن حيان” وغالبا ما يظهر على شكل معدن أو حبيبات تختلف في الحجم وصولا للشكل الترابي، وجميعها يغلب عليها اللون الأحمر القرمزي الفريد، استخدمته العديد من الحضارات لصنع أدوات التجميل مثل أحمر الشفاة، ثم استخدم في طلاء المباني والجدران، ومع الوقت انحسر استخدامه؛ نظرا لسميته وإثبات كم أن الزئبق الأحمر مادة سامة وخطيرة على الانسان.
هذا بالنسبة له كمعدن، لكن المادة التي نتحدث عنها سائلة لونها أحمر داكن. حتى الأن ليس هنالك ما يدعو للاستغراب، لكن ما سيرد لاحقًا هو المدهش حقا.
نشرح في هذا المقال، حقيقة وجوده ومكان تواجده ولماذا هذا الغموض، وما هي أسرار استخدامه وما هذا الصيت والغموض الملتف حوله؟، كلها تساؤلات ستجيب عنها السطور التالية:
الزئبق الأحمر
هو مادة ذات تركيبة غير مؤكدة ذاع صيتها منذ عقد الثمانينيات من القرن العشرين بسبب المزاعم الكثيرة التي راجت حول استخداماتها الكثيرة في صناعة عدد من الأسلحة المختلفة غير ذات العلاقة ببعضها البعض، وهو مما أثار المزيد من الشكوك حول صحة وجود مثل هذه المادة.
فمثلاً يزعم مروجوا تلك المادة أنها تدخل في صناعة الأسلحة النووية، أو أنها توفر طريقة أسهل لصنع القنابل الاندماجية وذلك عبر تفجيره هذه المادة موفرةً بذلك ضغطاً شديداً يؤدي لبدء التفاعل النووي الاندماجي دون الحاجة لوقود انشطاري يُفَجَّر نووياً أولاً لتوفير الضغط اللازم.
علاقة الأهرامات بالزئبق الأحمر؟
يقول عالم الكيمياء العربي الشهير جابر بن حيان: “أن الزئبق الأحمر وهو أكثر إكسير ممزوج ومتفرد تحت الأرض يوجد أسفل الأهرامات. وعن هذه القصة يقال أنه في بداية الأربعينات من القرن الماضي، عثر الآثاري زكي سعد على زجاجة تحوي سائل يحتوي على لون بني يميل إلى الإحمرار، أسفل مومياء “آمون تف خت”، وهو قائد الجيوش المصرية خلال عصر الأسرة السابعة والعشرين، والذي تم تحنيط جثمانه في تابوته داخل مقبرته نتيجة عدم التمكن من تحنيطه خارجها.
كما أن هناك رأي أخر يؤكد على استعمال الزئبق الأحمر في التحنيط للمومياوات المصرية في العصر القديم-حسبما أكد عدد من الخبراء-، ووضع قدماء المصريين، الزئبق الأحمر مع المومياء داخل التابوت أو في قارورات بالمقبرة، أو داخل قطع على شكل «بلح» في أماكن محددة داخل الجسد عند التحنيط، وتحديدا «الحنجرة»، «فم المعدة»، وغيرهما من الأماكن المتفرقة في الجسم.
حمى الزئبق الأحمر
انتشر في مصر بعد ما قيل آنفا، أنه هو سر خلود الفراعنة؛ لذلك قام العديد من الأشخاص بالبحث عنه بلا هوادة بين المومياوات والمقابر الفرعونية لا سيما الملكية منها. ثم ما لبث أن حسمت هذه المسألة من قبل الدكتور عالم المصريات الكبير “زاهي حواس”، بأن السائل الذي عُثر عليه ما هو إلا سوائل خرجت من جسم المومياء أثناء التحنيط، ولا وجود للزئبق الأحمر بين المومياوات.
لاحقا، روج للبحث عن الزئبق الأحمر في كهوف الخفافيش، وبالتحديد الخفافيش مصاصة الدماء، والتي قيل عن اعشاشها أنها تحتوي على الزئبق الأحمر، وتروج لها بنفس ما يروج لمصاصي الدماء، بأنهم يبتعدون عن الثوم وينجذبون للذهب ولا ينعكس صورهم على المرآة، والمعروف عنهم أيضًا أنهم لا يشيخون ولا يموتون. ما يؤكد علاقة الزئبق الأحمر بالخلود والشباب الدائم.
الأمر الذي بات رائجا على منصات التواصل الاجتماعي وخاصة اليوتيوب بوجود أماكن تبيع أعشاش الخفافيش التي تحتوي على الزئبق الأحمر، ويشتريها الملايين حول العالم بمليارات الدولارات. فهي مادة تفتح القبور وتسخر الجن وتستخدم في السحر وغير ذلك من الأمور الغرببة.
هذا، ولم يثبت بالدليل وجود الزئبق الأحمر في أعشاش الخفافيش ولم يعثر عليه أحد حتى يومنا هذا، ولا تعدو هذه الأكاذيب إلا محض محاولات للنصب وبيع الأوهام للبشر.
خصائص الزئبق الأحمر
- القدرة الهائلة على شفاء ومعالجة الأمراض المستعصية.
- إعادة الشباب
- زيادة القدرة الجنسية
- تسخير الجن
- أعمال السحر المختلفة
- إكسير الحياة وسر الخلود
- استخراج الكنوز المخبأة تحت الأرض
وعليه، يتوجب علينا أن نؤكد على أن هذه الخصائص غير مؤكده علميا، ولا يوجد دليلا ماديا على صحة هذه الخصائص، وكلها من دروب الخيال، وبين مؤيد لفكرة حقيقة الزئبق الأحمر ومعارض لوجوده من الأساس، ندرك أننا بصدد جدال لا طائل منه؛ لأنه سيأخذنا لطريق مسدود، ولذلك ننصح الجميع بعدم تصديق ما يقال عن الزئبق الأحمر.
كذلك رفض ما يقال بأن الزئبق الأحمر هو المادة الفعالة لتسخير الجن واستخراج كنوز الأرض، فلا يجوز استخراج الكنوز عن طريق المشعوذين، وما يفعله هؤلاء المشعوذون هو من المنكرات العظيمة، بل قد يصل بعضها إلى الشرك والعياذ بالله، وذلك كالذبح للجن تقرباً لهم وطلباً لمساعدتهم في تعيين مكان الكنز ونحو ذلك.