حكاياتماورائيات

الصفقة مع الشيطان.. أسرار وخبايا السحر تقشعر لها الأبدان ويشيب لها الولدان

الصفقة مع الشيطان

لا يخفى على أحد أن السحرة والمشعوذين يسعون في الأرض فسادا، والثمن غالي ولكنه في النهاية رخيص، يدفع ثمنه المغيبون واللاهثون وراء الخلود والشهرة والمال والانتقام، ولا يكترثون لنهايتهم المرعبة نتيجة الاستعانة بحلفاء الشيطان، وعقد معهم تلك الوثيقة المدمرة وهي الصفقة مع الشيطان.

ينتشر السحر نتيجة الجهل وقلة الإيمان وعدم التوكل على الخالق عز وجل، ولجوء الناس للحلول السهلة وعدم الأخذ بالأسباب، فمن تأخر زواجها ولم تلحق قطار الزواج يكون بسبب السحر، وهذا الرجل الذي لا يقرب زوجته ويراها أقبح امرأة في الكون بسبب السحر، وتلك السيدة التي لم ترزق بأطفال بسبب السحر، وتتعدد الأسباب والطريقة واحدة لإبرام الصفقة مع الشيطان.

بداية الصفقة مع الشيطان

لا ندري ما السبب الحقيقي وراء عقد الصفقة مع الشيطان لممارسة السحر، هل لأن عالم الجن مخفي والانسان فضوليا بطبعه، أم أن المعتقدات والأساطير سيطرت على القلوب قبل العقول وجعلتها عبدة لشهواتها ونزواتها، أم أن هذا الطريق له بريق الذهب الذي يأسر القلوب ويذهب بالعقول؟.

دعونا نبدأ من رغبة الشخص في أن يكون ساحرا، فلا بد ان تكون هناك خطوات معينة على الشخص اتباعها قبل ابرام الصفقة مع الشيطان وهي:

العزلة. حيث يذهب إلى مكان بعيد 40 يوما يُحضر خلالها نسختين من القرأن الكريم، يمزق احدهما نصفين ويضعهما تحت قدميه، ثم يمزق المصحف بالكامل ويفترش به الأرض ليدهسه ذهابا وايابا، ثم يمارس الفاحشة والرذيلة مع الشياطين عليه.

الكفر بالله. يكون بتقديم القرابين والسجود للنار في دورة المياه. نعم ما قرأته صحيحا، فالساحر لا يقدر على عمل السحر أو فك السحر إلا بعد أن يدخل دورة المياه فتظهر له نار كبيرة ويسجد لها، ثم يخرج للناس الراغبين في تقديم المساعدة سواء بالسحر أو فك السحر، ويصلي ركعتين يظن من يراه أنه يسجد لله وهو يسجد للشيطان على هيئة كلب أو خنزير يضع رأسه بين قدميه.

هذه أولى خطوات الكفر وأول سطر في عقد الصفقة مع الشيطان،  ويتم الاتفاق بين شخص بشري وبين الشيطان أو روح شريرة، حيث يبيع الشخص روحه في مقابل خدمات شيطانية، وتتنوع طبيعة هذه الخدمات بحسب الحكاية أو القصة، ولكنها تشمل في أغلبها الشباب والمعرفة والثروة والشهرة أو السلطة.

الصفقة مع الشيطان

السحر السفلي أخبث أنواع السحر

كثيرا ما نسمع عن هذا النوع من السحر وهو السحر السفلي وهو أخبث أنواع السحر؛ لأنه يتم بطريقة أقل ما يقال عنها أنها كفر وسفالة وانحطاط أخلاقي، بكل ما تحمله الكلمات من معانى، حيث يأتي الساحر بداعرة وداعر ويمارسان الجنس امامه، ثم يأخذ ما ينتج من شهوتهما ويكتب به أيات الله والطلاسم السحرية. وهي أقذر بنود هذه الصفقة مع الشيطان.

لماذا اسم الأم

يغيب عن معظم الأشخاص الذين يلجأون للساحر، أن أول سؤال يسأله إياه هو اسم الأم، والسبب هو مخالفة القرأن الكريم الذي تنص آياته على النداء على الشخص باسم الأب”ادعوهم لآبائهم”، وهو بذلك يخالف الأمر الألهي ويدعوهم بأمهاتهم، ولا يقل السبب الثاني وقاحة عن السبب الأول، فالساحر يشكك في نسب الشخص ويقول الأضمن اسم الأم، إذ ربما لا ينسب هذا الشخص لأبيه، والسبب الثالث، هو قراءة النجوم للشخص وادعاء الساحر أن ذلك يساعده في معرفة الغيب.

شروط الصفقة مع الشيطان

لابد من شروط في عقد هذه الصفقة الشيطانية، يلتزم الشخص بها وهي كالتالي:

  • أن يبيع الساحر نفسه وكل ما يملكه للشيطان ، ويدل على صحة هذا المعنى قوله تعالى : ” ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون “، ومعنى شروا به أنفسهم أي باعوها به، ومتى باع المرء نفسه للشيطان فلا بدّ أن يتخلّى عن كل الأخلاق الفاضلة والاعمال الحميدة، فيصبح عديم الحياء والضمير والاحساس.
  • أن يكون معادياً للدين والشرائع السماوية مستهزئا بها، متبرءا من الكتب السموية، جاهداً في حرقها وتمزيقها واستعمالها في أغراضه الدنيئة، مقابل ذلك عليه أن يكون مشركاً بالله، عابداً لما يمليه شيطانه الذي يمده بالخدم.
  • أن يكون مثالاً للقذارة والدناءة، ويحرج عليه استعمال الماء والصابون والروائح الطيبة، أو تغيير ملابسه مهما بلغت من القذارة في بداية الأمر.
  •  وبعد كل ذلك يقوم بتطبيق الطقوس الشيطانية، ويحضر نفسه لمقابلة الشيطان حيث سيقدم له فروض الطاعة، ويبرم معه عقداً وثيقا لا فكاك منه. وإحدى هذه الطقوس الذي يمارسها الساحر قبل إعلانه ساحرا رسميا : أن يختار الساحر ليلة قمرية لمقابلة أحد شياطين المنطقة وجهاً لوجه، ويسلمه العقد الذي يصبح بموجبه ساحراً، فعند منتصف الليل  يقصد الساحر منطقة مهجورة بعيدة عن العمران،  ومعه الأدوات والمعدات اللازمة المذكورة في كتب السحر، ثم يخلع ملابسه ويصبح عارياً، ثم يرسم دائرة كبيرة على الأرض بلون أحمر وأزرق، وينقش داخل وخارج الدائرة الأشكال والرموز والطلاسم، ثم يوقد شمعتين لونهما أسود، ثم يقوم بعمل طقوس في غاية التعقيد، ويردد الأناشيد الشيطانية ويستعطف الشيطان ويلوح بالعقد ويقفز مثل القرد داخل الدائرة، ثم يظهر له الشيطان ويأخذ منه العقد ويحدد له موعدا مع عمدة السحرة في المنطقة التابع لها ويخبره باسمه وعنوانه.
  • يتم تعميد الساحر بعد اليوم التالي لاستلام الشيطان العقد وبعد مقابلة عمدة السحرة التابع له الساحر، لأن لكل منطقة عمدة هو رئيس السحرة لتلك المنطقة يأتون بأمره وينفذون تعليماته، وبعد حضور السحرة المنوي تعميدهم، يأتي كل واحد حسب ديانته بما عنده من الأشياء التي يقدسها، فيبصق عليها أمامه ويدوس عليها بأقدامه، وهذا دليل على كفر الساحر وجحوده بكل الشرائع السماوية، فيركع بعدها لمندوب الشيطان، وبعد مشاهد عديدة من الإذلال للساحر وانتهاء هذه المراسم القذرة يسجل في سجل السحرة، ويسمى من قبل رئيس السحرة باسم قذر يعرف به.

الصفقة مع الشيطان

عقود السحرة

وقد ظهرت تلك العقود الشيطانية لأول مرة أثناء محاكمة السحرة في العصور الوسطى، ويوجد بعضها في المكتبات والمتاحف في فرنسا، ومنها أخبث عقد تحرر بين الساحر والشيطان، وهو العقد الذي أبرمه الساحر :” أوربان جراندبيه ” مع إبليس نفسه وقد حكم بإعدامه في 18 أغسطس عام 1934، والعقد محفوظ بالمكتبة العمومية بباريس. ما يؤكد لنا رغبة السائرون في هذا الدرب المظلم وعقد النية على عقد الصفقة مع الشيطان.

قوة الحروف والأرقام

لم ينته الحديث بعد عن تفاصيل الصفقة مع الشيطان، فهناك سحر يستعين فيه الساحر بقوة الحروف والأرقام والأجرام السماوية وذبذباتها، ومن أصعب انواع السحر ولا يستخدمه أي ساحر؛ لانه يتطلب معرفة صحيحة ودقيقة بكل ما يتصل بالكواكب وصعودها وهبوطها وقيمة كل حرف والإلمام التام بالمعادلات الجبرية والتوافيق وحسابات هندسية وفلكية.

أما النوع الأشهر والذي يعتمد فيه الساحر على صورة أو قطعة ملابس لاجراء السحر وعمل أحجبة هذا غالبا نوع من النصب والتضليل ولا علاقة له بالسحر وهذه الصفقة مع الشيطان.

هل يمكن تسخير الجان؟

قال الشيخ «محمد متولي الشعراوي رحمه الله في الفتاوى: «يستطيع الله سبحانه وتعالى بطلاقة قدرته ان يجعل من الجنس الأدنى من يسخر الجنس الأعلى ويتفوق عليه، فيريد الله ان يأتي اناس أقل قدرة من الجن في قانونهم ويعطيهم الأسباب فيسخّرون الجن. والنوع الذي سيسخّره الانسان لا يخلو من أحد نوعين: جني خير وجني شرير.

علينا أن نبتعد عن السير في هذا النفق المظلم، ولا نتبع الهوى وهمهمات الإفلاس الديني والفكري، فالسحر طريق اللاعودة مفروش بالكفر ونهايته الحتمية الموت على الشرك، فلم ولن ينجو احد من هؤلاء السحرة من براثن انتقام الشيطان وتقديم قربان الموت، كنتيجة حتمية لمثل هذا النوع من الصفقات وهي الصفقة مع الشيطان.

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى