لا يكف واضعي نظريات المؤامرة عن الترويج لها، فتارة يحاولون إثبات وجود كائنات فضائية تعيش بيننا، ثم يعلنوا عن جنس جديد يسكن جوف الأرض وهم الرماديين تارة أخرى. واليوم نسمع عن الزواحف البشرية، التي تسكن العالم السفلي وجوف الأرض، وتظهر بشكل شيطاني في وجوه المشاهير والحكام مثل بايدن على سبيل المثال.
أثير في الآونة الأخيرة، أن الرئيس بايدن ليس هو من يخرج علينا ولكنه روبوت يتصرف بشكل غريب، وعجت المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى المقالات والصور ومقاطع الفيديو، التي يعكف مروجوها على إثبات أن بايدن روبوت. كلا، ليس روبوتا إنما هو من الزواحف البشرية!، فما هي الزواحف البشرية؟ .
الزواحف البشرية وفق قول العلماء هم جنس من أعراق وأجناس سكان العالم الداخلي إلى جوف الأرض، ويؤمن بعض العلماء والباحثين في وجودهم حقًا وهم من الشعوب القاطنة في العالم البشري السفلي.
تعتبر نظرية الزواحف البشرية أو نظرية مؤامرة الزاحفين هي نظرية مثيرة للجدل، روج لها ديفيد إيك وهو أحد أصحاب نظرية المؤامرة، حيث ادعى أن الزواحف البشرية أو الفضائية، قادرة على تغيير شكلها وتتحكم في الأرض من خلال اتخاذ شكل بشري واكتساب القوة السياسية للتلاعب بالمجتمعات البشرية. وقد صرح المقدم الرياضي السابق دايفيد آيك David Icke في مناسبات متعددة أن العديد من قادة العالم من الزواحف البشرية أو ممسوسون بتلك الكائنات.
حسب المؤمنين بما يسمى نظرية مؤامرة الزاحفين، فإن الزواحف البشرية هي نوع من الكائنات الفضائية المزعومة تعيش على كوكبنا لفترة طويلة. كما يشير اسمها فهي زواحف، لكنها تتشكل في هيأة البشر دون أن يلاحظها أحد.
الزواحف هي في الأساس زواحف تشبه البشر ولديها القدرة على التحول إلى إنسان عادي حسب الرغبة. وفقًا للاعتقاد، فإن الهدف الوحيد لهذا النوع هو التسلل بين البشر، وتحديداً في المستويات العليا من السلطة، إستعباد سكان الأرض وغزو العالم. في الواقع، تقول الأسطورة أن أشهر الشخصيات في السياسة والدين والفنون والترفيه هم في الحقيقة زواحف. مثل باراك أوباما وجوستين بيبر والملكة إليزابيث الثانية، وبالطبع ترامب والرئيس الحالي بايدن أيضًا.
الزواحف البشرية
بحسب مروجي النظرية: لقد جاءوا إلى الأرض منذ العصور السحيقة، وبدأت بالإندماج والتزواج مع البشر، ليس بالمعنى الحسي لكن عبر التلاعب بالجينات البشرية والحمض النووي البشري. رواد هذه النظرية يدعمون وجهة نظرهم بأن البشر يحملون في دمائهم بعض جينات الزواحف، وأن الأجنة تتخذ شكل الزواحف في رحم الأمهات، ناهيك عن ما ورد في الكتاب المقدس من تغير الشكل الخارجي للشيطان، إلى أفعى وتنين وكذلك لشكل البشر بطبيعة الحال، وهو ما نتفق معهم عليه.
هذه الزواحف البشرية استطاعت الوصول عبر القرون إلى مراكز السلطة العالية، وبات تحكمها بالعالم وسكانه أمرا واقعا، وهدفهم الأبرز هو السيطرة على الأرض وسكانها، وسيادة عرقهم إي عرق الزواحف البشرية على الكوكب، والوصول لمبتغاهم بحكم العالم بحسب ما يرونه مناسبا، فالإنسان أثبت فشله في حكم العالم!.
انتشرت هذه النظرية عام 1998 مع صدور كتاب “Bigger secret” أو السر الأعظم للكاتب “ديفيد “إيك” المشار إليه سابقا، وأثار الكتاب ضجة كبيرة ما استدعى تدخل الحكومة البريطانية وسحب الكتاب من الأسواق ومنع تداوله، لكن الكاتب لم يكتف بما حدث وأقام محاضرات يحضرها أكثر من 6 الاف شخص، ما يدل صراحة على تجذر هذه النظرية في عقول مناصريها.
قد يظن البعض أن هذا الكتاب هو الشرارة الأولى لبدء هذه النظرية، إلا أن المسألة أقدم من ذلك بكثير، إذ يعود تحديدا إلى عام 1934، في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية عندما قام مهندس المناجم الأمريكي “جي وارن شافلت”، بالبحث عن الذهب أسفل المدينة باستخدام جهاز يسمى “أشعة الراديو الصينية. خلال البحث والتنقيب عن الذهب، عثر على مدخل ضخم لأنفاق تحت الأرض، ووضع لها المهندس المذكور خرائط مفصلة.
هذه الأنفاق مليئة بالتفاصيل المعقدة وهي عبارة عن متاهة بغرف كثيرة متصلة بأنفاق بعضها جاف والأخر رطب، والتقط الجهاز كميات كبيرة من الذهب مخبأة بالغرف، ومنتشرة في الأنفاق، ما جعل الحكومة تتجه لتمويل المشروع للبحث عن هذا الكنز الكبير.
مع الحفر والتنقيب وعلى عمق 250 قدما امتلئ المنجم بالمياه، ولم يعد من السهل الوصول للغرف والأنفاق؛ ليضيع بذلك حلم الثروة، مع شيوع الخبر تقدم رجل يدعى “إل ماكلين”، من قبيلة هوبي المحلية، الذي عزز نظرية وجود الكنز المدفون في هذه الأنفاق، بحسب الأسطورة المحلية التي تؤكد أن هذه الأنفاق هي مدينة كاملة تحت الأرض، بنيت بواسطة الزواحف البشرية، وتعود تاريخها إلى 5 الاف سنة.
وانتشرت هذه القصة كالنار في الهشيم، ومنذ ذلك الحين وهذه النظرية تتردد حتى الأن. ليخرج علينا المناهضين لهذه النظرية ويشككون في وجود هذه الأنفاق من الأساس. بحسب أساطير الهنود الحمر ليس هناك ما يسمى بالأنفاق أو المدينة التي يرجع تاريخها لقبيلة هوبي، بل والأدهى من ذلك أنه بالرجوع لسجلات المواليد من هذه القبيلة لم يعثر على اسم “إل ماكلين” المشار إليه آنفا.
لنعود لنقطة الصفر، وأننا بصدد أكذوبة لا أساس لها من الصحة، فهذا الشخص لا وجود له وظهر فقط لتعزيز نظرية وجود الزواحف البشرية، أي أن الأمر مختلق برمته.
كيف نفرق بين البشر والزواحف البشرية؟
بحسب المروجون لنظرية الزواحف البشرية، تعد التفرقة سهلة للغاية فعند التمعن في العيون نجدها زرقاء أو عسلية ويتحول لونها كالحرباء، هذه العيون لا ترمش، الشعر أحمر اللون وليس مصبوغ، ضغط الدم لديهم منخفض للغاية، كما لديهم قدرة هائلة على السمع والبصر تفوق البشر بكثير، إضافة إلى قدرتهم على التشويش على الأجهزة الكهربائية وحب الفضاء والعلوم، وبالطبع يرافقها العلاقة مع الكائنات الفضائية، وأخيرا القدرة على تغيير أشكالهم.
رأي علم النفس في نظرية الزواحف البشرية:
يشدد الأطباء النفسيين على أن الناس على استعداد لقبول التفسيرات التي تمنحهم التميز عبر امتلاك المعلومات السرية، ما يجعلهم يشعرون بالتحكم في زمام الأمور، وأن تصديق المؤامرات هي صفة شخصية تنتقل من شخص لأخر وتتحكم فيها العوامل النفسية والاجتماعية والبيئة المحيطة.
رأي أخر يقول أن البشر يختارون دائما الجانب الشرير الخاص بهم، وهو في أغلب الأحيان كائن غير بشري؛ لأننا كبشر عادلون وما يجري حولنا من صراعات وحروب هي من صنع الكائنات الفضائية. بذلك نكون قد وجدنا المبرر لحدوث مثل هذه الأحداث الظالمة التي تدور حولنا في أغلب بقاع العالم، ويؤكد ما يجري في العالم هذا الرأي، فما يفعله المتعطشون للخراب والدمار وفناء البشرية، ورضوخ البعض الأخر لهم دون حراك لا يمت للإنسانية التي فُطر الناس عليها بصلة. وأنت عزيزي القارئ ما رأيك في هذه المسألة؟.