تحدثنا في المقالة السابقة عن توأم الشعلة وكيفية التناغم بينهم وكأنهم روح واحدة في جسدين مختلفين، يكملان بعضهما البعض وجهان لعملة واحدة. سنتحدث اليوم عن موضوع مميز جدا في علم الطاقة في الثقافة الصينية القديمة وثقافة دول شرق آسيا عامة و هي طاقة الين واليانج أي الطاقة الأنثوية ين والطاقة الذكورية يانج.
علامة الين واليانج (بالإنجليزية: Yin and Yang) ترمز لكيفية عمل الأشياء في العلم الصيني القديم. الدائرة الخارجية تمثل (كل شيء)، بينما الشكلان الأبيض والأسود داخل الدائرة يمثلان التداخل بين طاقتان متضادتان، طاقة اليين «الأسود» وطاقة اليانج «الأبيض» الطاقتان المؤديتان لحدوث أي شيء في الحياة.
وهما ليسا أبيض وأسود تماماً مثلهم مثل أي شيء آخر في الحياة، ويحتاج كل منهما للآخر ويكملان بعضهما البعض ولا يتواجد أي منهم دون الآخر. يدل الين على الظلام، السكون الأسفل، البارد، الانكماش والضعف، فيما يرمز اليانج للنور، النشاط الأعلى، الساخن، التمدد والقوة. وتعتبر علامة الين واليانج رمزاً للديانة الطاوية. اسلوب الحياة هو اليانج واليين. هو عدم مطلق، لا صحيح ولا خطأ، التغيير الثابت، الحكم الذاتي، لا اجبار.
أهمية توازن طاقة الين واليانج:
هما طاقتان متضادتان طاقة اليين “الأسود” وطاقة اليانج “الأبيض“، الطاقتان المؤديتان لحدوث أي شيء في الحياة، طاقة الخلق والإيجاد والحركة والحياة. إذ تعد طاقة الين هي طاقة الأنوثة والهدوء والصمت والسكون والعزلة والبرودة واللطف والسلام. فيما تدل طاقة اليانج على طاقة الذكورة والحركة والنشاط والديناميكية والارتفاع والقيادة والقوة.
على الرغم من التناقض الموجود في الين واليانج، إلا أنهما يمثلان التكامل وبدونهما لا يمكن للكون أن يكتمل وأن يتطور ومن هنا تتمثل هذه الدائرة الأزلية .
مشاعر الين هي الحزن، القلق، التوتر، الكتمان والميل للنوم.
أما مشاعر اليانج هي الغيرة، الشك، الايجو، التسلط، العنف وحب الظهور.
الرجل والمرأة يحملان طاقة ذكورية وطاقة أنثوية في آن واحد، ولكن بشكل متوازن حسب الفطرة الربانية.
متى تزيد طاقة الذكورة عند المرأة؟
عندما ترغب المرأة “بشدة” في النجاح والتفوق والوصول إلى أهدافها فإن مستويات اليانج لديها تزيد، ودون وعي منها وتنعكس على طريقة تفكيرها وتصرفاتها، كذا حملها العديد من المسؤوليات في آن واحد.
متى تزيد طاقة الانوثة عند الرجل؟
في حالات معينة مثل وقوعه في الحب أو شعوره بالأبوة. كونك امر ستكون طاقتك ٦٠٪ انوثة و ٤٠٪ ذكورة وهكذا تكون طاقة المرأة متوازنة.
كرجل ستكون طاقتك ٦٠٪ ذكورة و ٤٠٪انوثة، او مايقاربها و هكذا تكون طاقة الرجل متوازنة.
كل شاكرا من الشاكرات تمثل طاقة معينة:
الحمراء يانج
البرتقالية ين
الصفراء يانج
الخضراء ين
السماوية يانج
الأزرق الغامق ين
البنفسجية محايدة
تكامل الأضداد يبني الحياة:
كلنا نعلم أن الحياة مبنية على تكامل الأضداد أي الين و اليانج. هما أعظم طاقتان تحكمان الحياة:
الين : تمثل الأنثى، الليل، القمر، سكون، حدس، سلبي، لين، برودة.
اليانج : تمثل الذكر، الصباح، الشمس، حركة، منطق، ايجابي، صلب، سخونة. وقس على ذلك
هناك من يقول ايضا الخير يانج والشر ين ولكن الأصح أن نقول الخير عندما توضع الامور مكانها الصحيح سواء ين او يانج والتناغم بينهما، اما الشر فهو الطاقة الشاذة و فقدان الأشياء لتناغمها، وحتى مفهوم الخير والشر هو مفهوم نسبي فكما ورد بالقرآن الكريم : (عسى أن تكرهو شيئا و هو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم ).
أكبر مثال لطاقة الين واليانج هو دماغ الإنسان فقسمه اليميني يمثل طاقة الين، و قسمه اليساري يمثل طاقة اليانج .
لا يوجد ين مطلق ولا يوجد يانج مطلق ولكن الغلبة لكل يانج يحوي بداخله بذور الين، وكل ين يحوي بداخله بذور اليانج. لا يوجد تفضيل لأي منهما على الأخر فهما يكملان بعضهما البعض.
ولكن من اراد أن يمشي على الدرب الروحي ويترقى، عليه أن يسمو فوق الأضداد ليصل إلى التوحد مع ذاته الحقيقية، فيستوي عنده الخير والشر والسلب والإيجاب، ويصبح قادرا على رؤية عمق و حقيقة الأمور، ويخرج من دائرة المحاكمة و الحكم على الأشياء، ويعيش بطمأنية و سلام داخلي.
أهمية التوازن بين الطاقتين الين و اليانج:
التوازن مهم جدا بين الطاقتين طاقة (الين) موجودة بالطبيعة أساسا هي طاقة الأرض.
ارجعوا للطبيعة إستشعروا بأن طاقة الأنوثة موجودة بالكون كله. فالمجتمع عنده رفض للدورة العاطفية للرجل فلا يمارسها ولديه أيضا رفض لطاقة الذكورة للمرأة فلا تمارسها. مما أدى الى رفضهما ذلك. التوازن الطاقي بين الين واليانج يبدأ من الشخص نفسه.
كل شخص منا لديه هاتين الطاقتين
الايمن=ين
الايسر=يانج
جانب دماغ الإنسان الأيسر هو يانج ومرتبط بالتحليل في التفكير، أما الأيمن الذي هو الين المتصل بالخلق والفعاليات الفنية وكلاهما مرتبط بالآخر.
التوازن الطاقي للشخص
التوازن الطاقي يجعل الشخص متوازن في سلوكياته و أفكاره وحتى في شكله و صحته، وهذا يفسر لنا أن أي اختلال قد يؤدي لعارض مرضي وشكلي أيضا.
وتعد إنخفاض طاقة الرجولة عند الرجال يسبب انخفاض هرمون التستوستيرون وزيادة هرمون الإستروجين فتصيبه أمراض عدة؛ لأنه غير فطرته الذي خلقه الله عليها ، فهو في الأساس تحكمه طاقة يانج وفيه نسبة قليلة من طاقة ين تجعله يسعى، يكد ويتحرك.
فالرجل يانج متى أراد أن يغير قانون الله في فطرته تؤذيه تلك الطاقة الزائدة التي كبتها و لم يتحرك بها و تتحول إلى أمراض و علل لا يعالجها اي طبيب ..
بالمقابل ارتفاع طاقة الرجولة عند النساء وانخفاض طاقة الأنوثة فيرتفع هرمون التستوستيرون وينخفض الاستروجين وتتسبب في كثير من الأمراض. فالمرأة تحكمها طاقة ين وفيها نسبة قليلة من طاقة اليانج .
من يغير فطرة الله التي جبله عليها يدمر جميع مراكز طاقته و يتسبب في أمراض عدة، وعليه كن أنت فقد خلقنا في أحسن صورة سبحانه وتعالى، والحفاظ على طاقتنا الجوهر من أروع و أحسن الهدايا التي أنعم الله بها علينا .
فلسفة الين واليانج
إن الين واليانج تعتبر فلسفة صينية قديمة، وهي المبدأ الأساسي الذي تقوم عليه الكثير من جوانب ومجالات الحياة في دول شرق آسيا.
الين واليانج فكرتها تقوم على ما لاحظه الصينيون القدماء من المتضادات الكثيرة التي تحيط بالإنسان، حيث أن لهذا المبدأ تأثير كبير على شرق آسيا حتى وقتنا هذا، فالين واليانج هما كلمتان تحملان معنى التضاد بين الطاقات المختلفة، وتعبر عن الازدواجية الثنائية في الكون والتي تبنى على أن لكل شيء ما يقابله ويكامله في نفس الوقت.
وداخل الدائرة يوجد قسمان الأسود وبداخله دائرة بيضاء «الين» والأبيض وبداخله دائرة سوداء «اليانج» والخط الفاصل بينهما يعمل على إبقاءهما متحركين ومتغيرين، ولكن ليس لأي منهما وجود مطلق دون الآخر بل هناك تداخل بينهما وتكامل دائما بين الأبيض والأسود مما يشير إلى أن أي أمر سيئ يقابله أمر جيد والعكس صحيح.
كما يشير أيضا إلى أنه لا يوجد شيء مطلق وأن الأبيض قد يتخلله بعض من الأسود والأسود قد يتخلله بعض من الأبيض. ومن أهم الظواهر التي يتم تفسيرها في ضوء نظرية الين واليانج هي: الليل والنهار، الذكر والأنثى، الصيف والشتاء، الحياة والموت…. الخ.
فمثلا الليل هو الظلام ويتناقض مع النهار وهو النور وكليهما يكمل بعضه البعض فلولا الليل ماعرفنا النهار وهكذا. ولذلك فالصينيون القدماء يشيرون إلى أن هذه الدائرة تمثل الكون وبداخلها كل شيء مقسوم إلى نصفين متساويين ومتكاملين في نفس الوقت.
فالين يعبر عن الطاقات السلبية مثل: الظلام، الضعف، الأنثى، الحزن، البطىء، الشمال، القمر، الليل، السكون، الشتاء، النوم، الأرض، الموت. واليانج يعبر عن الطاقات الإيجابية مثل: النور، القوة، الذكر، الفرح، السرعة، اليمين، الشمس، النهار، الصيف، الربيع، اليقظة، السماء، الحياة.
ومثالٌ على ذلك: اليانج تأتي قوته من الضوء الصادر من الشمس، وتأتي قوة الين من دوران الأرض حول نفسها والتي يتعاقب الليل والنهار من خلالها، حيث الين يشير إلى ظلام الليل واليانج يشير إلى ضوء النهار.
ومثال آخر: عند نمو النباتات تكون الجذور متجهة للأسفل والساق والأوراق لأعلى، حيث أن قوة اليانج هنا تأتي من هبوط وتعمق الجذور في الأسفل، بينما قوة الين تكون من اتجاه الساق لأعلى حيث أن تعمق الجذر وقوته هي اليانج بينما نمو الساق والأوراق في اتجاه معاكس للجذر هي الين.
القوانين التي تحكم الين واليانج
توجد قوى تجاذب بين الين واليانج. ويتنافر كل من الين مع الين، واليانج مع اليانج. يوجد اتحاد بين كل من الين واليانج ولكن بنسب متفاوته تختلف من حدث لآخر، كما أنه لا يوجد وجود مطلق لكل من الين بمفرده أو اليانج وإنما يكمل بعضهما الآخر.
كما لا يوجد حالات وسط أو محايدة وإنما تنتمي جميع الأحداث والظواهر الكونية إلى أحد الطاقتين سواء ين أو يانج. فالشيء شديد الين يجذب الشيء قليل الين وكذلك بالنسبة لليانج. إذا وصل الين للحد الأقصى تحول إلى يانج وكلما وصل اليانج إلى الحد الأقصى تحول إلى ين.
الديانة الطاوية
هي تقليد ديني أو فلسفي ذو أصل صيني، وهي تؤكد على العيش في وئام مع الطاو، والطاو هو فكرة أساسية في معظم المدارس الفلسفية الصينية. ومعناها في الطاوية هو المبدأ الذي يمثل مصدر ونمط ومضمون كل شيء موجود في الحياة.
تعود جذور الطاوية إلى القرن الرابع قبل الميلاد على الأقل. رسمت الطاوية المبكرة مفاهيمها الكونية من مدرسة ين يانج (الطبيعيين أو علماء الطبيعة)، وتأثرت بعمق بأحد أقدم نصوص الثقافة الصينية «أي تشينج»، الذي يعرض نظامًا فلسفيًا حول كيفية الحفاظ على السلوك البشري بالتزامن مع الدورات المتغيرة الطبيعة.
قد يكون للقانوني شين بوهاي (حوالي 400 – 337 قبل الميلاد) تأثيرًا كبيرًا أيضًا، مما يفسر السياسة الواقعية الخاصة بالوو وي. ويعتبر كتاب “طاو تي تشينج” -كتابا مدمجا يحتوي على تعاليم تُنسب إلى الفيلسوف والحكيم “لاو تسي”- ركن أساسي للتقليد الطاوي، جنبا إلى جنب مع كتابات جوانج زي الأخيرة.
تغلغلت مصادر الطاوية المختلفة في عهد أسرة هان (206 ق.م. – 220 م) في تقليد متماسك من المنظمات والطقوس الدينية في ولاية شو (سيتشوان حالياً). كان يعتقد في الصين القديمة في وقت سابق أن الطاويين هم النساك أو يعزل الذين لم يشاركوا في الحياة السياسية. كان جوانج زي أشهر هؤلاء، ومن الجدير بالذكر أنه عاش في الجنوب حيث أصبح جزءًا من التقاليد الشامانية الصينية المحلية.