الفينج شوي وطاقة المكان.. كيف تطوعهما لجلب الطاقة الإيجابية لحياتك؟

مكانك المفضل يمنحك طاقة لا حدود لها، وزمانك الذي تختاره للإبداع يجعلك تكتشف أجمل ما فيك، أنت مرتبط بالمكان وتأخذ من طاقته اللامحدودة، وبدورها تحيطك بهالة من السعادة والارتباط بالأشياء من حولك، لتستمع بأجواء ملهمة في منزلك، تشعرك بالتناغم حتى مع النوافذ والأثاث، وكلها أشياء تنتمي لما يسمى بـ الفينج شوي، وهو موضوع مقالنا اليوم.

الفينج شوي أو الفنغ شواي (بالإنجليزية: Feng Shui)‏ هي فلسفة صينية نشأت منذ حوالي 4000 سنة مضت وهي فن التناغم مع الفضاء المحيط وتدفقات الطاقة من خلال البيئة والتصالح مع النفس، ومع الطبيعة المحيطة بالإنسان وبذلك يستطيع التعايش بشكل إيجابي بدون توتر

طاقة المكان وعلم الفلك الصيني

نقصد بالطاقة هنا تلك المتولدة من الأثاث والعوامل المحيطة بالإنسان، والتي تؤثر على حياة الفرد وصحته ومزاجه وعلاقاته بالآخرين وكل ما يحيط به. يقوم مبدأ الفينج شوي على فكرة انبعاث الطاقة وامتصاصها ويعتمد على الباجوا (بالإنجليزية: Bagua)‏ وهي الخارطة التي تترجم حركة الطاقة، وتوزيعها في تسعة محاور كل منهم يرمز لجانب من جوانب حياة الإنسان.

يعتبر الفينج شوي، أو الفنغ شواي نظاما صينياً من العرافة يقوم على استخدام مبادئ السماء (علم الفلك الصيني)، والأرض لتساعد الفرد على تحسين حياته عن طريق تلقي الطاقة الإيجابية والتي تدعى بالـ (تشي). يدعى المصطلح الأصلي لهذه الفلسفة بالكان يو والذي يرتبط بالأرض والسماء معاً.

استخدم الصينيون الفينج شوي طاقة الأبنية ذات المدلولات الروحانية كالأضرحة، وأخرى كالمنازل من أجل الحظ السعيد، أو الطالع الحسن. ويعتمد ذلك على استخدام طريقة معينة من الفينج شوي، فتحديد الموقع الذي يتسم بحسن الطالع قد يعتمد على الملامح المحلية للموقع نفسه، الجغرافية منها ككمية المياه وأشكاله، أو الفلكية كالنجوم، وقد تعتمد على البوصلة.

طاقة المكان والفينج شوي

في الوقت الحاضر توفر كلاً من حضارة الـ يانغشوا- الواقعة بجانب النهر الأصفر المركزي بالصين- والـ هنغشان الصينية – الواقعة شمال شرق الصين- الأدلة الأولى لأصول الفينج شوي، وقد اعتمد الفينج شوي على علم الفلك من قبل اختراع البوصلة المغناطيسية؛ لإيجاد الرابط بين البشر والكون في عام 4000 قبل الميلاد.

طاقة المكان بالنسبة للعلماء

أخرج بعض العلماء وبعض رجال الدين علم طاقة المكان من حرم العلوم، كذلك علماء الغرب الذين أخرجوا الفينج شوي من حرم العلوم، على أساس أنه خرافات من الماضي. أما من الناحية الشرعية، فهناك البعض من علماء الدين من حرمه، لأنه يتناقض ويتنافى مع العقيدة الإسلامية، وكونه من الطيرة أو التطير. في حين، إن هناك من يرى بأنه حتى في ديننا الحنيف، هناك أمور تدخل ضمن نطاق طاقة المكان. لهذا، تم التحذير منها، كجعل المرحاض في نفس اتجاه القبلة، وترك أواني الطعام مكشوفة، وعدم تنظيف الفراش، والأكل في إناء مكسور.

تجانس طاقة المكان مع طاقة الزمان (أين ومتى):

المكان والزمان وأثرهما في قرارات الأشخاص وأقدارهما -وكله بإذن الله تعالى- أن يكون لديك مكان مقربا تحبه تعشقه تألفه ترتاح إليه تجد روحك فيه. لعله من أعظم الخطوات التي يجب عليك أن تتخذها، مكان به ومعه تأتيك الأفكار الإبداعية والقدرة على وضع الحلول والقرارات المصيرية.

قوة المكان وطاقة المكان اذا جمعتهما مع قوة الزمان وطاقة الزمان سيؤثران بشكل إيجابي على حياة الفرد. فلكل إنسان زمان وتوقيت يكون فيه في أوج قوته وعزمه وطاقته. توقيت يشعر فيه بالذروة من النشاط والعزيمة والقوة، إنها طاقة التوقيت او طاقة الزمان، اذا استطعت أن تبحث بعمق عن الأوقات التي تكون فيها في أوج عطائك، فانتهز ذلك الوقت مع طاقة مكانك المفضل. وهناك ستجد نفسك كما تمنيتها حالمة حاضرة واعية قوية منتبهة تقدم لك كل الحلول بعون الله.

كيف تزيد طاقة المكان سعادتك وراحتك النفسية؟

هل حدث أن دخلت منزلا وشعرت بأنك غير مرتاح فيه، رغم فخامة أثاثه وديكوره؟ في حين، إنك شعرت براحة بالغة في بيوت أخرى أقل منه بذخا وفخامة. السر هنا، أعظم من مجرد أثاث ثمين أو رفاهية مطلقة. وهو يكمن في ما يسمى الفينج شوي، أو طاقة المكان التي يؤكد المؤمنون بها أن اختيارك لموقع منزلك وتصميمه وترتيب غرفه وديكوره، سوف يؤثر بالضرورة على صحتك وثروتك وازدهارك، وعلى عدة أصعدة حياتية.

الفينج شوي.. تناغم مع محيطك

الفينج شوي feng shui كلمتان، معناهما الحرفي الريح والماء. أما اصطلاحا، فيشار إليه بعلم طاقة المكان. وهو فلسفة صينية قديمة، تقوم على مبدإ أن كل الظواهر الاجتماعية والنفسية والروحية للإنسان تتأثر بمحيطه، وتعتمد عليه. وبالتالي، فإن الفينج شوي يهدف إلى الوصول إلى أقصى قدر من التناغم مع هذا المحيط، بهدف تحقيق السلام النفسي والاجتماعي والازدهار المادي.

وبعبارة أكثر بساطة، الفينج شوي هو علم صيني يقوم على مجموعة من الممارسات، التي تحث على حسن اختيار الشخص لمنزله وتصميمه، وترتيب غرفه، بقصد طرد الطاقة السلبية وجلب الطاقة الإيجابية. أي، بالمختصر، الفينج شوي يروج لفكرة ترتيب منزلك التي تؤثر على نجاحك واستقرار زواجك وراتبك الشهري، ومزاجك، وأغلب نواحي حياتك.

نصائح لتعزيز طاقة المكان بمنزلك

احذر التكديس والعشوائية

التكديس والعشوائية معيقان للطاقة الإيجابية بحسب ثقافة الفينج شوي، فإن كل الأشياء مرتبطة بطاقة التشي، التي تلف الكون. فإذا بنيت منزلا في مكان به طاقة إيجابية، فسوف ينالك نصيب منها. والعكس بالعكس. وعلى هذا الأساس، يجب الانتباه إلى أربع ركائز في المنزل، أو المكان الذي تعيش أو تعمل فيه. أولها، التخفف وتجنب التكديس، لأن المكان المكدس بالأثاث والأشياء مليء بالطاقة السلبية.

أما البساطة، فهي مرتع للطاقة الإيجابية. وثانيها، التناغم والتنظيم. فالعشوائية تعيق تدفق وسير الطاقة الإيجابية. وثالثها، الإضاءة؛ لأن الظلام عدو الطاقة الإيجابية، والنور صديقها. وأخيرا، حبال الذاكرة. فوجود أشياء بمنزلك تذكرك بالماضي، ستثقل كاهلك وتمنعك من التقدم إلى الأمام.

تحث فلسلفة الفينج شوي على نظافة المكان وترتيبه وتهويته، والتخلص من القمامة والكراكيب والاهتمام بالنباتات. ولتعزيز طاقة المكان بمنزلك وجعله وسطا مريحا وهادئا وجالبا للطاقة الإيجابية، هذه بعض النقاط التي ينصح بها خبراء الفينج شوي طاقة المكان:

-مدخل بيتك، يجب أن يكون نظيفا وغير مكتظ. ولا تضع سلة المهملات أمام عتبته، بل استبدلها بإصيص لنبات أو زرع أخضر.

ويقول علماء الطاقة: “إذا كان للمنزل أكثر من باب فمن الأفضل الدخول من الباب الرئيسي، حتي لو الأبواب الخلفية مثل باب الحديقة أسهل لسكان المنزل؛ وذلك لأن الباب الرئيسي يدخل الطاقة المتجددة والحياة للمنزل.

-تجنب تكديس الكثير من الأثاث في غرفة النوم. وضع سريرك في أبعد نقطة عن الباب، لتعزيز شعورك بالخصوصية.

-لا تضع مرآة عند مدخل بيتك أو مقابل الباب، حتى لا تعكس الطاقة المتجهة إليه. ولكن، ضع مرآة كبيرة مقابل طاولة الطعام لتعزيز الوفرة.

-احرص على خطوات التنظيف الطاقي، الذي يبدأ بفتح النوافذ والأبواب والأدراج صباحا، للتخلص من الطاقة السلبية الليلية.

– الكراكيب والأواني المكسورة تعرقل مسارات الطاقة. لهذا، ينصح بالتخلص منها.

-الأثاث الدائري يسهل تدفق الطاقة الإيجابية وسلاسة الحوار والنقاشات الودية.

– لابد من غلق باب الحمام، منعا لانتشار الطاقة السلبية بالمنزل.