منذ بداية الخلق و تحدث جرائم قتل وسفك دماء ومنذ فجر التاريخ حدثت جريمة شنعاء بسبب الحقد والغيرة بين الأخوين أبناء سيدنا أدم أول الخلق قابيل وهابيل، حين هوى قابيل بحجر علي رأس هابيل وقتله وحينها صرخت الأرض؛ لأن من أعظم الكبائر قتل النفس التي حرم الله قتلها وسفك الدماء، وبعد أن قتل قابيل أخاه هابيل صرخ وبكى من شدة الندم على ما فعل و أخذ يفكر كيف يداري سوءة أخيه، وحينها بعث له الله عز وجل غرابا يدفن غراب أخر فتعلم كيف يدفن أخاه. فهل شبح القتيل يظهر مكان الجريمة كل ليلة؟
و منذ هذه الواقعة وتتكرر جرائم القتل يتبعها ظهور شبح القتيل. تتعدد الأسباب للقتل وأبرزها الغل والحقد والكره، وأحيانا يحدث سفك للدماء و الأرواح البريئة بغرض السرقة، هذا ويرتكب الكثير الجرائم بسبب الشك فيما يخص قضايا الشرف والخيانة.
لكن الجميع في كل الأديان السماوية يعلم جيدا أن الروح اذا انتقلت إلى بارئها في السماوات العلى لا ترجع الأرض أبدا. فلماذا إذا نسمع كثيرا أن قتلى جرائم القتل والإنتحار أيضا (أي تعمد قتل النفس التي حرم الله قتلها) يظهر لها شبح القتيل يرعب قلوب كل من يراه، ويؤكد أكثر من شخص أنه يرى الجريمة تحدث مرارا وتكرار، ويحدث هذا ليلا ويختفي الشبح عند طلوع الشمس. ما معني هذا ولماذا يظهر وإذا كان هذا الشبح ليس روح القتيل العائدة فمن يكون إذا؟.
حاولنا في الداديز البحث والتمحيص في هذه المسألة المرعبة، وحاولنا فك طلاسم هذا الأمر الغامض وهو سر ظهور شبح القتيل في مكان مسرح الجريمة، ووجدنا الإجابة في السطور التالية:
إنقسم أراء علماء الدين إلي قسمين
الراي الأول القرين:
كلنا نعلم أن لكل إنسان خُلق على وجه الأرض قرين من الجن وقرين أخر من الملائكة، وقد أجمع العلماء بأنه حقيقة وأنه مخلوق وكل مخلوق يموت، لكن القرين لا يموت بموت الإنسان، لأن القرين شيطان والشيطان لا يموت، طالما الإنسان عموماً حي على وجه الأرض.
من أجل ذلك، يقول بعض العلماء: عندما يموت الإنسان، يظل قرينه من الجن حرًا طليقاً ولا نعلم إلى أين يذهب، وقالوا بأنه عند تحضير الأرواح يمكن أن يستدعي هذا القرين، وقد حدث ويحدث لنا دائماً أن يُقتل إنسان في حادث ما في مكان ما، ثم بعد فترة يخرج من ذلك المكان شبح القتيل يصرخ ويتألم أو يحترق، المهم أنه يعيد إلى الذاكرة تفاصيل ذلك الحادث.
ويمكن أن تتجسد هذه الصورة من خلال آثار الشخص المقتول أو المحترق مثلاً، فكلما وجدوا قميصه أو سيارته أو المكان الملطخ بدمه تمثل لهم ذلك الشخص في ذلك الوقت، وقد قيل بأن القرين الطليق بعد موت ذلك الشخص يتبع أثر الميت فيظهر لهم كالشبح (شبح القتيل). ويقول الباحثين: وإن كنا نؤمن بأن الروح التي صعدت إلى بارئها لا تعود ، إلاّ أن ما قلناه حقيقة يشاهدها الناس في كل مكان وكل زمان.
الرأي الأخر: تلاعب عفاريت الجن لتخويف الإنسان أو تضليله:
يقول العلماء الباحثين: قد تقع الجريمة في مساكن يسكنها بعض أنواع الجن وخاصة الجن المجوسى عابد النار والكفرة من الجن، وهي بذلك تكون أماكن القتل الا من قتل في سبيل الله، وعندما يحدث سفك الدماء بالقتل الجنائي او قتل الظلم والاعتداء بغير حق وكل دم أريق على سطح الارض، يأتى إليه دفعات معينة من الجن لتشارك في حفلة الدم بالشرب وغمس الجسم بهذا الدم، ويظهر بذلك شبح القتيل عند حضورهم.
لذا فإنه ينصح بما يلي:
١- عدم نقل ملابس المقتول أو المحترق من مكان الحادث إلى المنزل، بل دفنها أو إحراقها بعيداً عن المنزل، ولاسيما إذا كانت ملوثة بالدماء.
٢- المكان الذي وقع فيه الحادث وتلطخ بالدم ينظف ثم تتلى فيه سورة البقرة لأيام.
٣- لا تعطى ملابس المحترق أو القتيل أو المتعرض لأي حادث لأي شخص آخر بل تُحرق، لأن القرين من الجن يتبع الأثر، فربما عاقب من يلبس ذلك اللباس انتقاماً لصاحبه.
والقرين بما أنه كان يلازم هذا الشخص منذ ولادته، وكان يجري فيه مجرى الدم؛ فإنه على اطّلاع تام بكل ما كان في جسم هذا الإنسان، صحيح أنه مات لكن القرين لم يمت بعد وهو طليق كما قلنا ويحمل كل المعلومات عن ذلك الشخص.
فقد أثبتت نصوص الكتاب والسنة وجود القرين، وأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، والإنسان يتأثر بالقرين على قدر إيمانه، فالمؤمن القوي لا يقدر عليه قرينه. وقد يرجع سبب ظهور شبح القتيل للقرين.
أشهر أمثلة ظهور شبح القتيل
حادثة قتل المطربة ذكري
في حي الزمالك سنة ٢٠٠٣ وقع أشهر حوادث، وأكثرها رعبا حيث أجمع كل القاطنين لهذه البناية التي وقعت فيها حادثة القتل، رؤية شبح الفنانة الراحلة ذكري وسماع أصوات تمثيل الجريمة وأشياء أخري مرعبة يندي لها الجبين، ويؤكدون جميعا رؤيتهم شبح القتيل رؤية العين.
يبدو أن الكوابيس والأحلام المزعجة لا تطارد الفنانين علي الشاشة فقط، لكنها تطاردهم في الحقيقة أيضا، ويعد إسدال الستار علي البلاغ الذي تقدم به “محمد” شقيق “أيمن السويدي” إلى نيابة قصر النيل، وطلب فيه الإذن له بفتح الشقة مسرح الجريمة بعد إغلاقها بالشمع الأحمر، بعد أن أخبره رجال الحراسة بأن هناك أصوات غريبة تنبعث من الشقة وأنهم يرون شبح القتيلة ذكرى.
كما أنهم لاحظوا شباك غرفة النوم يُفتح فجأة، بالإضافة لمشاهدتهم أحجارا صغيرة تتطاير من الشقة كل ليلة! وكانت هذه الشقة قد شهدت أواخر عام 2003 جريمة بشعة انطلقت خلالها (69) رصاصة من مدفع رشاش أمسك به “أيمن” السويدي، وقتل به زوجته التونسية ذكرى، ومدير أعماله “عمر الخولي” وزوجته “خديجة” ثم صوبه داخل فمه وانتحر .
وبعد أن اطمأن شقيق السويدي لعدم وجود أشباح وبالأحرى شبح القتيل داخل الشقة كما ادعى حارس العمارة وبعض الجيران، وخفت الحديث عن الحجارة التي تتطاير من الشقة والأصوات الغريبة التي يسمعونها بداخلها، عاد الحديث مرة أخرى عن عفريت أو شبح القتيل “ذكرى” الذي يفزع سكان العمارة، وغنائها الذي لا ينقطع ليلاً من داخل الشقة التي لقيت مصرعها فيها!!.
وقد سمح وكيل النائب العام بفتح مسرح الجريمة، وتوجهت قوة من رجال مباحث قصر النيل إلى الشقة، و هناك تلقوا أكثر من طلب من حراس العقار وعدد من الجيران، بضرورة تشغيل الراديو على إذاعة القرآن الكريم لأن الشقة أصبحت مسكونة بشبح القتيل أو القتلى وبالأخص شبح الفنانة ذكرى!.
تعالوا نتعرف على حقيقة ما يجرى كل ليلة داخل شقة شهدت مصرع أربعة أشخاص و ظلت مغلقة و مهجورة لأكثر من عام.
ضابط مباحث بقسم شرطة قصر النيل قال: دخلت شقة “ذكرى” و “أيمن السويدي” أكثر من مرة عقب وقوع الجريمة، و تجولت في أرجاء المكان وقتها بلا خوف رغم مشاهدتي للجثث الأربعة ضحايا الحادث، فطبيعة عملي وكثرة مشاهداتي لجرائم مماثلة أزالت عنى رهبة النظر للجثث، ولكن هذه المرة عندما وصلنا وزملائي بقرار وكيل النائب العام بفتح الشقة مسرح الجريمة بعد البلاغ الذي تقدم به شقيق “أيمن السويدي”، انتابني إحساس غريب وشعرت بقليل من الخوف لم أكن أعلم سببه وفكرت فيما يصفه الناس من رؤيتهم لأشباح القتلى.
وأضاف ضابط المباحث قائلا: في الحادية عشرة ظهرا توقفت سيارة “البوكس” أمام سراي السلطان بشارع حسن مظهر بالزمالك، نزلت مع زملائي الضباط والقوة المرافقة لنا ودخلنا إلى العقار حيث كان في انتظارنا “محمد” شقيق “أيمن السويدي” وكان يقف مع الحراسة الخاصة المكلفة بحراسة سراي السلطان، وراح يسمع منهم حكايات غريبة تحدث داخل شقة شقيقه كل ليلة ورؤيتهم لشبح القتيل أو القتلى.
“إحدى الحكايات التي سمعتها منهم كانت تقول إن مصعد العقار كلما دقت الساعة تمام الخامسة فجرا وهو نفس موعد ارتكاب الجريمة يتوقف عند الطابق الثاني، نفس الطابق الذي توجد فيه شقة “ذكرى” و “أيمن السويدي”، و هو طابق ليس به أي شقة أخرى، فمن الذي يستدعى المصعد من أي طابق إلى الطابق الثاني؟!.
يصمت ضابط المباحث للحظات هنيه ثم يكمل قائلا: حكاية أخرى أشد غرابة سمعتها من حارس العقار أثناء وقوفنا في مدخل سراي السلطان في تلك اللحظات، وكانت تؤكد سماع أصوات شجار تصدر من داخل الشقة عند منتصف كل ليلة، وبعدها تنطلق صرخات أشبه بصرخات “القطط” في العراك لمدة خمس دقائق فقط، هذه الأصوات يسمعها حراس العقار الذين يتولون وردية الليل من الثامنة مساء وحتى الثامنة صباحا.
ڤيلا شيكوريل في حي الزمالك
حكاية النجم عزت أبو عوف عن ڤيلا التاجر اليهودي شيكوريل
من شقة السويدي وذكري إلي فيلا أبو عوف حيث يقيم شبح القتيل رجل الأعمال اليهودي “شيكوريل” صاحب المحلات الشهيرة باسمه، والذي قتل داخل الفيلا منذ أكثر من خمسين عاماً. ويضحك رئيس مهرجان القاهرة السينمائي آنذاك عزت أبو عوف وهو يحكي قصة تعايشه هو وأخواته البنات مع شبح القتيل شيكوريل منذ كانوا صغاراً، وكيف كانوا لا يخرجون من غرفهم ليلاً إلا لسبب قوي.
وشرح الفنان عزت ابو عوف بقوله: هذا الشبح كان يظهر لنا مع دخول الليل واضحاً كهالة نور علي شكل إنسان عجوز يمسك في يده مصباح، حتي يتلمس طريقه بوضوح داخل طرقات وممرات الفيلا!!، وحين حاول أبي إسترداد أمواله من الرجل الذي اشتراها منه بعد أن قضينا ليالي مرعبة، وحاولنا الضغط عليه لكي يبحث لنا عن بيت آخر نعيش فيه بعيداً عن الأشباح، أكد الرجل لوالدي أن العفريت هادئ وفي حاله ولا يمكن أن يؤذي أحد، ويختفي بمجرد إضاءة الأنوار، ولأن عقد الفيلا كان يتضمن شرطاً جزائياً تضيع معه نقود الوالد إذا حاول استردادها فقد ابتلع غضبه، وتعود وتعودنا التعايش مع الشبح الطيب!.