كثيرا ما نقع في فخ العلاقات السامة التي تعكر صفو حياتنا، وتخطف السعادة من قلوبنا وندور في دائرة مفرغة لا نستطيع الخروج منها، ونعاني من الصراعات الداخلية بين الرغبة في الاستمرار وعدم القدرة على الاحتمال، فنقرر الإنسحاب لكن جهلنا بأصل المشكلة يجعلنا نتردد كثيرا وخصوصا عند وجود أطفال. لكن عندما نكتشف أن الشريك مصاب بمرض اضطراب الشخصية الحدية يسهل علينا إتخاذ قرار الإنسحاب الكامل من العلاقة.
من الصعب أن نتذكر الوقت الذي كان فيه الزواج هادئًا، ودائما ما تكون البدايات حلوة ولا يعكرها شيء، لكن مع مرور كل عام نكتشف الدراما والمشاكل النفسية، ونصاب بالتوتر والإحباط وبعد المسافات. مع الوقت نصبح أعداء لمجرد أن أحد الزوجين يعاني من اضطراب في الشخصية. إن الجهود المبذولة لتحسين الوضع مؤقتة وضعيفة في أحسن الأحوال. وعلى الرغم من وجود اضطراب الشخصية الحدية أثناء المواعدة، إلا أنه لا يظهر إلا بعد الزواج.
تدلنا مجلة “يور تانجو” الهندية على 10 علامات إذا لاحظناها في شريك الحياة، تدل على إصابته بمرض إضطراب الشخصية الحدية، وقتها الخروج من العلاقة هو الحل الأمثل وذلك بحسب رأي المتخصصين والأطباء النفسيين وإليك تفاصيل هذه العلامات.
عدم القدرة على التواصل
في كثير من الأحيان، لا يستطيع الشريكين فهم ما يحدث في العلاقة أو التواصل بشكل فعال، ونتيجة إصابة الشريك أو الشريكة بمرض اضطراب الشخصية الحدية، تطرأ على تصرفاته سلسلة طويلة من الأخطاء والإخفاقات والمخاوف، فيصاب الشريك بالقلق والانزعاج والإحباط والإكتئاب.
وجدت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية (BPD) يميلون إلى إقامة علاقات رومانسية أكثر اضطرابًا وفوضوية، غالبًا ما تتميز مثل هذه العلاقات بالتوتر والصراع والخلل الوظيفي.
تظهر بعض التصرفات بوضوح على المصاب بمرض اضطراب الشخصية الحدية في العلاقة، كالتبديل بين المطالب المفرطة بالاهتمام والانسحاب المفاجئ، والخوف الشديد من الهجر، والكذب والخداع، وغالبًا ما تحدث بسبب التصورات المشوهة التي قد يحملها الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية.
تعدد الشخصيات
على الرغم من أن هذا الاضطراب منتشر في كل بيئة، إلا أنه عادةً ما يتخذ طابعًا مميزًا لدى أشخاص مختلفين، حيث يعيش هذا الشخص المضطرب بأكثر من قناع دون أن يدري، ولا يشعر من حوله بإصابته باضطراب الشخصية الحدية إلا بشكل مفاجئ وغير متوقع.
الرغبة في الوحدة
يشعر الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية، بالرغبة الشديدة في الجلوس منفردا، ولا يجد سعادته في الإنخراط وسط مجموعة، أو يجالس أي شخص فالوحدة بالنسبة له الملاذ الآمن والبيئة الملائمة للحياة. لذلك لا يجد الشريك المريض سعادته في الجلوس مع شريكه، أو الرغبة في الحديث معه، فما هي الحاجة للاستمرار إذن؟.
مقاومة التغيير
لا يريد الشريك المصاب باضطراب الشخصية الحدية في تغير نفسه، ويقاتل من أجل تغير شريكه لاستيعابه، فهو لا يخطئ وليس بحاجة للتغيير، يحاول بكل قوته قلب الطاولة ضد شريكه، لأن الأخير لديه مشكلة وليست عند المضطرب ذاته.
يحاول تشكيل الشريك ليتناسب مع تطلعاته ويجعله أكثر خضوعا، لسهولة السيطرة عليه ولأنه ضعيف في التواصل والإقناع، يفشل في كل مرة يحاول فيها الهيمنة على الأمور، والنتيجة إما إخضاع الشريك أو الرحيل.
المعالجة النفسية لا تجدي
العلاج التقليدي للأزواج أو الندوات ليس له تأثير يذكر على المرضى، ويرجع السبب لعدم اعتراف الشريك المصاب بإضطراب الشخصية الحدية بأن يعاني من مشكلة نفسية، ويشعر دائما بالإضطهاد والنقد المستمر لتصرفاته بزعم أنه ليس المخطئ.
وعندما يفشل أحد الطرفين بالاعتراف بالمشكلة، لن يستجيب للعلاج بطبيعة الحال، إذ ينبغي على الشريكين أن يعملا سويا على حل المشكلة وبذل المزيد من الجهد للحفاظ على العلاقة، ومنع الحياة الزوجية من الانهيار.
الكذب والإنكار
تتسم الحياة والأفكار داخل عقل الشريك المريض بالضبابية المفرطة، إلا أن هناك نمطًا من المبالغات غير المجدية، وتجنب الخوض في مناقشة المواضيع الحساسة، وإغفال المعلومات الأساسية. وغالبا ما يُسقط الشريك المصاب باضطراب الشخصية الحدية السلوكيات السيئة على الشريك، لأنه لا يخطئ أو يرى نفسه كذلك.
رؤية مشوهة للواقع
يعمل الشريك المصاب باضطراب الشخصية الحدية بكل قوته على إذلال شريكه، ويتلاعب بمشاعر المحيطين به ليعيش دور الضحية المظلوم، الذي لا يجد من يقدر ما يقوم به من تضحيات. وفي حال كان الشريك هو الرجل يتصرف بشكل فظ للغاية، مثل حجب الأموال عن شريكته والتخويف والإكراه والضغط النفسي الرهيب.
وفقًا للأبحاث، قد يتصرف الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية بطريقة تزعج شركائهم، كما يفسر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية الحدية تصرفات أزواجهم بطريقة تهديدية أو سلبية. الحياة معهم شبه مستحيلة لأنهم دائما ما يلقون بالتهم على الشريك وأنه مصدر تعاستهم.
يرفض تحمل المسؤولية
لا يعترف هذا الشخص بخطئه ونادرا ما يعتذر ويقول “أسف”، وفي حال نطقها لا بد أن يتبعها بكلمة و”لكن أنت”، فهو لا يقبل الشعور بالمسؤولية أو المساءلة. ومقتنع بإن الشريك هو الجاني والسبب الحقيقي وراء فشل الزواج. حتى عندما يشير طرف ثالث إلى أنه سبب المشكلة ينكر ذلك تماما وقد يضطر إلى البعد عن هذا الطرف نهائيا.
التوتر المستمر
يعاني الشريك المصاب باضطراب الشخصية الحدية من التوتر المستمر، والرغبة بالعيش بطريقة فوضوية دائما، ويميل إلى خلق مشكلة من لا شيء لمجرد الشكوى منها، ليس هناك رضا دائم، ولن يتحقق السلام المؤقت في المنزل إلا عندما يحقق مراده.
لا يأخذ موقف
يتعلق الأمر بما يشعر به، وما يفكر فيه، ولماذا يفعلون الأخرون ما يفعلونه تجاهه، المرة الوحيدة التي تتحول فيها المحادثة نحو الشريك هي الاتهام أو إلقاء اللوم. إن عواطفه وأفكاره وأفعاله وتصوراته صحيحة دائمًا، ما يؤدي إلى إنزواء المشاعر والبعد عن العلاقة الحميمية وتجنب التعبير الصادق عن المشاعر.
زواج غير متكافئ
يطلب الشريك المريض أن يعيش في علاقة زوجية صحية، لكن تصرفاته في كثير من الأحيان تخلق بيئة غير آمنة لشريكه لكي يكون شفافًا وصادقا في التعبير عما يختلج في صدره. ويمكن حل هذه المشكلة بطريقة أكثر توازنا ولكنها تتطلب جهدا كبيرا والتزاما من الجانبين.
كما أن هناك عدة أنواع من اضطرابات الشخصية منها: جنون العظمة، والفصام، والعداء المجتمعي، والحدية، والهستيرية، والنرجسية، والتجنبية، والاعتمادية، والوسواس القهري. ولكل منها سلوكيات معروفة تتمركز حول الأنا، وعدم المرونة، والتشويه، والتحكم في الاندفاعات في بيئات متعددة تبدأ من مرحلة المراهقة.