من رائحة الفم الكريهة إلى رائحة القدم.. كيف تكشف رائحة جسمك عن صحتك؟
اكتشف أمراضك من رائحة جسمك
معظمنا يتجاهل الروائح الصادرة من جسمه ولا يلقي لها بالا، ويركز على أماكن معينة من جسمه ويتنسى الأخرى، بالرغم من أهميتها الشديدة في تحديد صحة الجسم ومدى اصابته بالأمراض، والتي يكشف عنها بصدور رائحة كريهة من الجزء المصاب من الجسم. لهذا السبب جئنا إليك اليوم لنجيب عن هذا السؤال وهو كيف تكشف رائحة جسمك عن صحتك ومتى يجب أن تقلق؟
نشم جميعًا رائحة كريهة من وقت لآخر، سواء كان ذلك بعد التمارين الرياضية أو بعد يوم مرهق في العمل، أو عندما نحشر أنفسنا في وسيلة للنقل مزدحمة بالأشخاص، الذين تفوح منهم رائحة العرق ولا نستبعد ذلك عن أنفسنا لأننا ببساطة مثلهم.
ولكن إذا كنت تعاني من أقدام متعرقة طيلة الوقت أو رائحة الفم الكريهة بشكل مستمر، فقد يريد جسمك إخبارك بشكل ما ولذلك طرأت عليك هذه التغيرات في رائحة جسمك.
وفقا لما ورد في صحيفة “ذا صن” البريطانية، يقول كيني تشان، الصيدلي في مركز خدمات المعلومات في Numark ببريطانيا: “رائحة الجسم يمكن أن توفر أدلة مهمة حول صحتك. وأضاف لصحيفة ذا صن: “على الرغم من أنه من الطبيعي أن ينبعث روائح من الجميع، إلا أن التغيرات في رائحة جسمك قد تشير في بعض الأحيان إلى مشاكل صحية خطيرة”.
وأوضح الصيدلي أن هناك بعض الأسباب الشائعة لرائحة جسمك، منها تأثير النظام الغذائي على الرائحة العامة لجسمك، وخاصة الأطعمة مثل الثوم والبصل وبعض التوابل. كما تلعب نظافتك أيضًا دورًا مهما للغاية- إذا لم تحافظ عليها- وذلك لاحتمالية تراكم البكتيريا على جلدك وتسبب رائحة جسمك الكريهة.
أما بالنسبة للعرق، فقد كشف كيني أنه لا يجعلك كريه الرائحة بالطريقة التي تعتقدها. لأن العرق في حد ذاته عديم الرائحة، ولكن عندما يمتزج مع البكتيريا الموجودة على الجلد ينتج عنه رائحة كريهة جدا لا يقوى أحد على تحملها. فيما يلي نوضح أربعة أنواع مختلفة من رائحة جسمك وما يمكن أن تعنيه بالنسبة لصحتك.
رائحة القدم الكريهة
هناك عدة أسباب مختلفة لرائحة القدم الكريهة، ويعد سوء النظافة أحد الأسباب الرئيسية. وأوضح كيني أن “عدم غسل القدمين بانتظام أو ارتداء نفس الأحذية والجوارب لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى ظهور الرائحة”. وقد تصاب أيضًا برائحة كريهة عند إزالة جواربك وأحذيتك إذا كنت مصابًا بعدوى فطرية.
ووفقا لكيني: “إن حالة قدم الرياضي هي عدوى فطرية شائعة يمكن أن تسبب رائحة قوية. أحد الأعراض الرئيسية لهذه الحالة هو وجود بقع بيضاء مثيرة للحكة بين أصابع قدميك، ولا تختفي من تلقاء نفسها، ولكن يمكنك علاجها بالأدوية المضادة للفطريات من الصيدلية.
“كما يمكن أن يؤدي التعرق الزائد أيضًا إلى ظهور أقدام خشنة، لأن التعرق الزائد يمكن أن يخلق بيئة رطبة تعزز نمو البكتيريا، مما يؤدي إلى رائحة القدم الكريهة وبالطبع تنعكس على رائحة جسمك.
رائحة الفم الكريهة
وفقًا لكيني: “يمكن أن تنتج رائحة الفم الكريهة من البكتيريا التي تتراكم في الفم في حال كانت نظافة أسنانك ليست الأفضل،لكن هناك حالات مثل التهاب اللثة، وهي المرحلة الأولى من أمراض اللثة، يمكن أن تجعل رائحة أنفاسك عفنة بشكل مستمر، وبطريقة لا تطاق تجعلك لا تقترب من أحد بسبب رائحة جسمك.
تشمل الأعراض الأخرى لأمراض اللثة نزيف اللثة عند تنظيف أسنانك بالفرشاة، واستخدام خيط الأسنان وتناول الأطعمة الصلبة، بالإضافة إلى تورم اللثة واحمرارها وتقرحها.
يجب عليك مراجعة طبيب الأسنان إذا لاحظت هذه الأعراض. هذا وقد يسبب جفاف الفم نفس المشكلة؛ وذلك لأن اللعاب يساعد في تطهير الفم، وبحسب كيني، عليك تطهير الفم باستمرار وتذكر نوعية الأكل تلعب دورا بارزا في حدوث هذه المشكلة، لذلك عليك اختيار نوع الأطعمة حتى تنعم بالصحة وجودة رائحة جسمك.
وقال الصيدلي: “الأطعمة مثل الثوم والبصل وبعض التوابل يمكن أن تسبب رائحة الفم الكريهة مؤقتا، ولكن عندما تحافظ على نظافة الفم وتطهيره واختيار نوع الطعام المناسب ولا تزال المشكلة مستمرة، عليك بزيارة الطبيب على الفور.
وأضاف كيني: “رائحة الفم الكريهة المزمنة يمكن أن تكون علامة على حالات مرضية مثل مرض السكري، أو أمراض الكبد، أو أمراض الكلى، أو مشاكل في الجهاز الهضمي”.
التعرق الزائد
من الطبيعي أن تتعرق إذا شعرت بالحرارة أو كنت تمارس التمارين الرياضية، ولكن قد تتعرق بشكل مفرط حتى أثناء وجودك في مكان جيد التهوية وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية. ويشار إلى هذه الحالة باسم فرط التعرق. هو حالة يحدث فيها التعرق الزائد دون سبب طبي أساسي.
وفي الوقت نفسه، ما يعرف بفرط التعرق الثانوي يمكن أن يكون أحد الآثار الجانبية لحالات طبية، مثل مشاكل الغدة الدرقية، أو مرض السكري، أو الالتهابات، أو انقطاع الطمث.
وقد يؤدي تناول بعض الأدوية أيضًا إلى التعرق أكثر من المعتاد. يتضمن ذلك بعض مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) ومضادات الاكتئاب، بالإضافة إلى مسكنات الألم مثل الأيبوبروفين أو الأسبرين. أخيرًا، قد يؤدي التوتر أو القلق أيضًا إلى جعلك تتعرق أكثر مما اعتدت عليه. الأمر الذي يدعوك للكشف المبكر حتى تعالج المشكلة من بدايتها، ولا تتجاهل رائحة جسمك.
رائحة الجسم بشكل عام
يمكن أن يؤثر نظامك الغذائي على رائحة جسمك بشكل عام، خاصة الأطعمة مثل الثوم والبصل وبعض التوابل. كما تلعب التقلبات الهرمونية دورًا أيضًا. قد تكون المرأة عرضة بشكل خاص للتغيرات الهرمونية في مراحل معينة من حياتها، مثل فترة البلوغ وانقطاع الطمث، وكذلك أثناء الدورة الشهرية.
وأكمل كيني بقوله: “أن الحالات الطبية مثل مرض السكري وأمراض الكبد وأمراض الكلى قد تؤثر على حاسة الشم. كذلك الالتهابات البكتيرية أو الفطرية يمكن أن تسبب روائح موضعية.
متى يجب أن تقلق بشأن رائحة جسمك؟
حذر كيني من أن “التغير المفاجئ وغير المبرر في رائحة الجسم يمكن أن يشير إلى مشكلة صحية أساسية، فقد تكون رائحة الفواكه أو الرائحة الحلوة علامة على الحماض الكيتوني السكري، الأمر الذي يتطلب عناية طبية فورية، ويمكن أن تشير رائحة الأمونيا أو رائحة تشبه رائحة البيض إلى مشاكل في الكبد أو الكلى.
وقد تكون الرائحة المريبة علامة على وجود عدوى بكتيرية. وتابع كيني: “عندما يتعلق الأمر بالرائحة الكريهة المستمرة، إذا لم تحل ممارسات النظافة الجيدة المشكلة، فقد يكون ذلك بسبب عدوى أو حالة طبية أخرى. إذا لاحظت زيادة في التعرق مع تغير في الرائحة، فقد يكون ذلك بسبب فرط التعرق أو مشكلة في الغدة الدرقية.”