لا شك أن ثقافات وتاريخ الشعوب ثري بالأساطير، منها المشهور ومنها المغمور وأشهر الحضارات الغنية بالأساطير الفرعونية و الأشورية، العربية والإغريقية والرومانية والهندية والصينية، وجميعها غنية بأساطير تخص الأبراج والكواكب والنجوم، حيث كانوا يعبدون الكواكب وينحتون تماثيل لها على شاكلة البشر. لكل كوكب من كواكب المجموعة الشمسية وكوكبنا الأرض و الشمس والقمر أساطير مشهورة في جميع الحضارات بخاصة الإغريقة والرومانية. وهو عنوان مقالنا اليوم أسطورة كل كوكب.
من المعروف أن الكواكب في مجموعتنا الشمسية تدور حول الشمس، بدءً من عطارد إلى بلوتو الذي اخرجوه مؤخرًا من المجموعة الشمسية لكن تأثيره في علم الفلك والتنجيم كبير وله أسطورة معروفة. من هنا سنتناول أسطورة كل كوكب في طي سطور هذا المقال.
فهيا بنا في رحلة إستكشافية إلى المجموعة الشمسية، نتوقف عند كل محطة حسب ترتيب الكواكب لنتعرف على أسطورة كل كوكب.
أسطورة كل كوكب
عطارد عند العرب:
سمى قدماء العرب كوكب عطارد بهذا الاسم؛ لسرعة تحركه وجريانه المتتابع، حيث إنه يتحرك ويدور بسرعة حول الشمس لقربه الشديد منها (من ناحية فيزيائية كلما اقترب الكوكب من الشمس تزداد سرعة دورانه حوله).
عند الإغريق:
اعتقد الإغريق قديما أنه نجمان، فقد أطلقوا عليه اسم أبولو عند ظهوره في الصباح قبل شروق الشمس، وهيرمس في المساء بعد غروب الشمس.
عند الرومان:
وكوكب عطارد هو رسول الآلهة عند الرومان، وأما اسم كوكب عطارد في اللغة اللاتينية فهو Mercury، فقد كانت لدى عطارد في الحكايات القديمة أجنحة كبيرة تسمح له بالطيران بسرعة فائقة من مكان لآخر، وجاء الاسم بالتالي تيمناً من سرعة دوران عطارد حول الشمس، تماماً مثل اسمه العربي.
يطلق على كوكب عطارد بسبب سرعته عده اسماء منها “الطارد” أى المتتابع فى سيرة، وفي اللاتينية يطلق عليه “Mercury” وهو إله فى الأساطير الرومانية القديمة.
كوكب الزهرة أو فينوس
عند العرب:
عشتار عند بلاد الرافدين العراق قديما:
ما زلنا نتحدث عن أسطورة كل كوكب ونصف كوكب الزهرة باسم عشتار وعشتار هي إلهة الحب والجمال والتضحية بالحروب عند حضارات منطقة بلاد الرافدين ونواحيها. وهي إنانا لدى السومريين، عشتروت عند الفينيقيين، أفروديت في اليونان القديمة، فينوس لدى الرومان. أطلق عليها السومريون اسم ملكة الجنة، وكان معبدها يقع في مدينة الوركاء، وهي نجمة الصباح والمساء (كوكب الزهرة) رمزها نجمة ذات ثماني أشعة منتصبة على ظهر أسد، على جبهتها الزهرة وبيدها باقة زهور.
أفروديت عند الإغريق:
إلهة الحب والجمال والرومانسية في الأساطير اليونانية أفروديت، أصلها يتتبع العودة إلى الوقت Aphodite تعني زبد البحر (aphros) ‘. حيث قام البحر لها إما قبرص أو Cythera وهذا هو السبب، ويشار إلى أفروديت باسم Kypris (سيدة قبرص) وسايثيريا (سيدة Cythera). ويصور الإلهة أفروديت أيضا لها دور آخر باسم إلهة الحب الجنسي. كان من المعروف عن الإلهة أفروديت رغبتها في مساعدة كل من الآلهة والبشر للعثور على من يحب. حيث سعت النساء وصلوا لأفروديت أن تعطيهم القوة الجنسية لتوقع رجل إلى الأبد!.
ڤينوس عند الرومان:
تحمل الزهرة كنجمة المساء رمزية ومعنى كبيرين في مختلف الأساطير والثقافات. وغالبًا ما ترتبط بالحب والجمال والأنوثة. في الأساطير الرومانية، تم تبجيل فينوس Venus باعتبارها إلهة الحب والجمال والخصوبة عند النساء.
كوكب المريخ الكوكب الأحمر
عند العرب:
استكمالا لأسطورة كل كوكب سمي بالكوكب الأحمر وذلك سبب لونه الأحمر في السماء وكأنه عين دموية في السماء لسفك الدماء.
عند الإغريق:
هو (آريس اليوناني) هو إله الحرب في الدين وسمي أيصا برج الحمل بنفس الإسم باللاتينية ثم الإنجليزية في ما بعد Aries تعني برج الحمل، هو نفسه كوكب المريخ في الإغريقية؛ وذلك لان برج الحمل يحكمه كوكب المريخ.
عند الرومان:
اله مارس Mars في روما القديمة والميثولوجيا الرومانية يعتبر من أهم الآلهة العسكرية في ميثولوجيا روما القديمة. كانت معظم الأعياد الرومانية الخاصة به تتم في شهر آذار (مارس)، لذا سمي هذا الشهر على اسمه. كان يُنظر إليه على أنه الجد الأسطوري لشعب روما، وقد ارتبطت به أسطورة تأسيسها.
كوكب المشترى
عند العرب:
كان المشترى من ضمن الكواكب التى ميزها العرب، فاسمه لديهم مأخوذ من الشراء وهو الوضوح والظهور لضياء لونه وصفائه، ويقال أنه يسمى بذلك لحسنه وقيل لإنه نجم البيع والشراء، كان يسمى أيضا السعد الأكبر وأضافوا إليه الخيرات الكثيرة والسعادات العظيمة.
زيوس عند الإغريق:
كان زيوس يعادل كوكب المشترى فى الأساطير اليونانية، وهما يشتركان فى نفس الميزات والخصائص، نظرا لشعبية كوكب المشترى.
جوبيتر عند الرومان:
المعروف أيضا باسم جوف، هو إله السماء والرعد، وكذلك ملك الآلهة فى الأساطير الرومانية القديمة، وجوبيتر هو الإله العلوى من آلهة الرومان، اعتبر المشترى المعبود الرئيسى لدين الدولة الرومانية في العصور الجمهورية والإمبراطورية حتى أصبحت المسيحية الدين السائد.
كوكب زحل
عند العرب:
لم ننسى كوكب زحل في رحلة حديثنا عن أسطورة كل كوكب، فهو يعني بالعربية الارتفاع والعلو، وبحسب كتاب “المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام” فإن “زحل”، وقد تعبد له بعض أهل مكة. حتى إن من الباحثين من زعم أن “الكعبة” كانت معبدًا لزحل في بادئ الأمر! .وسمي كوكب زحل بهذا الاسم حيث كان العرب يطلقون الأسماء على الكوكب نسبة الخصائص المميزة له، إذ يشتق اسم زحل من الجذر زحل الذي يعني في اللغة العربية أبطأ، ويعود السبب في ذلك إلى أن كوكب زحل يشتهر ببطء دورانه، وحركته في السماء، فهو يحتاج إلى ما يقارب 30 سنة ليتم دورة كاملة حول الشمس
عند الإغريق:
في الأساطير اليونانية، يعتبر زحل هو كرونوس، الإله الأب الذي ابتلع أطفاله؛ ليمنعهم من النمو لأنه كان يعتقد أنهم سوف يقتلوه عندما يكبروا كما قتل هو أبوه. ولكن في نهاية المطاف، تم إخراج الأطفال وتمكنوا من الانتقام من والدهم.
عند الرومان:
كان الرومان يحتفلون به في كل عام في مهرجان يسمى عيد الإله ساتورن Saturn . وكانت الاحتفالات تبدأ في يوم 17 ديسمبر وتستمر لمدة إسبوع. تغلق المدارس أثناء هذه الفترة، ويتوقف العمل فيها، ولا يعاقب المجرمون، وتوقف القوات الرومانية شن الحروب، ويتساوى العبيد مع الأحرار، وتتعطل القوانين التي تنظم السلوك العام.
ويشترك كل المواطنين في احتفالات تتميز بالعنف والعربدة. ويعتقد بعض العلماء أن العادات المتبعة الآن في أعياد الميلاد جاءت من الاحتفالات بعيد الإله ساتورن، مثل إقامة الولائم ومنح الهدايا.
عند بلاد فارس:
في الأساطير الإيرانية، يعتبر زحل النجم السابع في السماء، ويشار إليه باسم “Kevan” أو “Kaivan”. و كثيرا ما يرتبط زحل بالحظ السئ أو العدل الإلهي والقدرة على التحمل.
في الهند:
في الأساطير الهندية، يعتبر زحل (Shani) إله الأقدار ويحمل خصائص الغموض والاكتئاب والعزلة. وقد أُعتُبر في بعض الأحيان أيضًا إله الخراب والدمار.
ننتقل الأن إلى كواكب تم إكتشافها فيما بعد؛ لأنها لا ترى في السماء ليلا بالعين المجردة وبعض علماء التنجيم والفلك كانوا يجهلون دورهم في الخارطة الفلكية، ونتناول ما قبل عنها ونحكي أسطورة كل كوكب.
كوكب أورانوس
تم إكتشاف كوكب أورانوس عن طريق عالم الفضاء هيرشل الذي حصل لاحقا على لقب فارس؛ لاكتشافه التاريخي لكوكب أورانوس الذى اكتشفه سمي سابقا بـ “الكوكب الجورجي” تكريماً لملك إنجلترا جورج الثالث، وبعد ذلك اقترح عالم الفلك الألماني يوهان بود اسم “أورانوس” للجرم السماوي من أجل التوافق مع الأسماء المستمدة من الأساطير الكلاسيكية للكواكب المعروفة الأخرى؛ حيث كان أورانوس هو الإله اليوناني القديم للسماء، وسلف الآلهة الأولمبية وفقا للأساطير اليونانية القديمة.
وبحلول منتصف القرن التاسع عشر كان اسم كوكب أورانوس، هو الاسم المستخدم على نطاق واسع للكوكب السابع من كواكب المجموعة الشمسية.
كوكب نبتون إله البحار والمحيطات
عند الإغريق:
سمي عند الإغريق الإله بوسيدون في الميثولوجيا اليونانية وهو إله البحار والمحيطات والمسطحات المائية.
عند الرومان:
نيبتون (باللاتينية: Neptūnus) هو إله الماء والبحر في الميثولوجيا الرومانية، نيبتون هو شقيق جوبيتر وبلوتو، والإخوة الثلاثة هم المسؤولون عن الجنة والأرض والعالم السفلي وزوجة نبتون هي سالاقيا. كانت صور نيبتون تملئ الفسيفسائات الرومانية وخصوصاً الموجودة في شمال أفريقيا.
كوكب بلوتو
عند الإغريق:
نأتي لأخر أسطورة من حكاية أسطورة كل كوكب، ونتحدث عن بلوتو والذي سمي بلوتون وعند الرومان بلوتو وهو كان إله العالم السفلي للأرض. في علم أصل الكون اليوناني، تسلم الإله بلوتو حكم العالم السفلي في قسمة ثلاثية لسلطان العالم، يحكم فيها أخوه زيوس السماء وأخوه الآخر بوسيدون البحر. و هناك جانب محوري في الأسطورة هي اختطافه بيرسيفوني لتكون زوجته ومليكة مملكته.
ظهر اسم بلوتون للمرة الأولى بصفة حاكم العالم السفلي في الأدب اليوناني العائد للفترة الكلاسيكية، في أعمال المسرح الإغريقي وأعمال الفيلسوف أفلاطون، الذي يُعد المصدر اليوناني الأساسي لأهميته. يظهر الإله تحت اسم بلوتو في أساطير أخرى بدور ثانوي، غالبا بصفته صاحب غرض ما في رحلة البحث، وخصوصا في هبوط أورفيوس وأبطال آخرين إلى العالم السفلي.
لفظة بلوتو (Plūtō) هي اللفظ الروماني للفظة اليونانية بلوتون (Plouton). هو اسم كل من إله العالم السفلي كمكان، يستخدم الاسم اليوناني بلوتو احيانا لحاكم الأموات في الأدب اللاتيني، يعد بلوتو الاسم الأكثر شيوعا لحاكم العالم السفلي الكلاسيكي في الأدب وأشكال الفنون الغربية الأخرى اللاحقة.
هنا نأتي لنهاية قصص أسطورة كل كوكب، على وعد بعرض قصص أخرى عن عالم الكواكب المليء بالإثارة والغموض.
