الحضارة المصريةحكايات

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.. الحلقة 39

الحضارة المصرية القديمة

منذ بداية العالم وضُخ دم البشرية في عروق الحياة، خرجت للدنيا حضارة تعد عالما قائما بذاته، غيرت مجرى التاريخ ورسمت ملامح عظمتها على وجه الزمن، وكنا وما زلنا وسنظل نفخر بها حتى النهاية، ودائما نكون غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة. 

نبذة عن سلسلة غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

لمن يتابعنا للمرة الأولى، نعرفكم بهذه السلسلة من حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، فقد قررنا في الداديز أن نعرف الجيل الجديد ونذكر بقية الأجيال بهذه الحضارة العريقة الخالدة.

فتحدثنا منذ البداية أي قبل أن يحفر المصري القديم مكانته بين البشر، وينطلق لأعنان السماء معلنا عن بداية ليس لها نهاية، من عبقرية وتحدٍ وقدرة على الإبداع لم يعرف لها العالم سر بعد، وقررنا أن نأخذ دور غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة وننزل إلى الأعماق.

نستكمل اليوم الحديث في حلقة جديدة من غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، نبدأ معا تاريخ الإمبراطورية البيزنطية بعد الانتهاء من العصر الروماني ونأسف لوجود خطأ تقني في الموقع جعلنا نعيد هذه الحلقة من حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة لعدم توفر الحلقة المنشورة الأسبوع الماضي.

وقبل الحديث عن هذا العصر الذاخر بالأحداث والتقلبات وجب علينا التنوية أننا سنتناول الحديث عنه في حلقات متعددة، وذلك لتعثر الحديث عنه في مقال واحد. هلم بنا نتعرف على العصر الروماني في حلقة اليوم من غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة.

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

الإمبراطورية البيزنطية

يطلق على مصر فى الفترة المتأخرة من الحكم الرومانى بمصر البيزنطية أو الفترة القبطية منذ حكم الأمبراطور الرومانى ديقلديانوس فى 284 م وحتى دخول العرب مصر فى 641 م. شهد عهد الإمبراطور دقلديانوس الاضطهادات الأكثر عدوانية في التاريخ الروماني خاصة ضد المسيحيين المصريين.

الإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو بيزنطة دولة مسيحية امتدّت من العصور القديمة المتأخرة وحتى نهاية العصور الوسطى وتمركزت في العاصمة القسطنطينية. عرفها سكانها وجيرانها باسم الإمبراطورية الرومانية (باليونانية: Βασιλεία Ῥωμαίων)‏ أو رومانيا (باليونانية: Ῥωμανία)‏، وأُطلقَ على شعبها اسم الروم، وكانت استمرارًا مباشرًا للإمبراطورية الرومانية في الشرق وحافظت على تقاليد الحضارة الرومانية القديمة.

نشأت الإمبراطورية البيزنطية نتيجة انقسام الإمبراطورية الرومانية، وفي حين سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس، استمرّت الدولة البيزنطية لأكثر من ألف سنة أخرى حتى سقطت بيد الدولة العثمانية عام 1453.

خلال معظم وجودها كانت الإمبراطورية البيزنطية أكبر قوة اقتصادية وثقافية وعسكرية في أوروبا وأسست ثقافة وحضارة مزدهرة، وكانت القسطنطينية -حاضرة الإمبراطورية وعاصمتها- دُرَّة المدن المسيحية وعلى جانبٍ كبيرٍ من التنظيم والتنسيق والتطوُّر بمقاييس زمانها، كما كانت أكبر مدن العالم، ومخزنًا للتماثيل ومخطوطات العصر الكلاسيكي، ومركزًا رئيسيًا للمسيحية الشرقية، وحاضرةً للعلوم والفنون البيزنطية. لعبت العلوم البيزنطية دورًا هامًا في نقل المعارف الكلاسيكية للعالم الإسلامي، وأيضًا في نقل العلوم اليونانية الكلاسيكية والعربيَّة إلى عصر النهضة في إيطاليا.

سميت باسم:  بيزنطة

عاصمة: القسطنطينية

نظام الحكم: أوتوقراطية

اللغة الرسمية: اللاتينية المتأخرة، اليونانية العامية المختلطة، الرومية (610–1453)، لغات محلية معترف بها كالسريانية، القبطية، الأرمنية، الكرجية، العربية، السلافونية الكنسية القديمة، الفهلوية.

الديانة: المسيحية (تسامحت مع الديانة المسيحية بعد مرسوم ميلانو في 313 وأصبحت دين الدولة بعد 380)

الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بعد الانشقاق العظيم عام 1054

الإمبراطور (قائمة الأباطرة البيزنطيين)

قسطنطين العظيم (الأوّل) 306-337

قسطنطين الحادي عشر (الأخير) 1449-1453

التشريع: السلطة التشريعية مجلس الشيوخ البيزنطي

التاريخ.: الفترة التاريخية العصور القديمة المتأخرة–العصور الوسطى المتأخرة

ديوكلتيانوس يقسم الإدارة الإمبراطورية إلى شرقية وغربية 285

نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى القسطنطينية 330

وفاة ثيودوسيوس الأول 395

خلع رومولوس أغسطولوس الإمبراطور الاسمي في الغرب، مما أنهى الانقسام الرسمي للإمبراطورية الرومانية 476 البابا ليون الثالث ومن معارضته لحكم الإمبراطورة إيرين، حاول منح السلطة الإمبراطورية للملك شارلمان 800

الانشقاق العظيم 1054

سقوط القسطنطينية بيد الحملة الصليبية الرابعة 1204

استعادة القسطنطينية 1261

فتح القسطنطينية 3 29 مايو 1453

نهاية الطربزونيين 1461

غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة

القسطنطينية (330–1204 و1261–1453). عاصمة إمبراطورية نيقية وهي الإمبراطورية التي خلفت الحملة الصليبية الرابعة وكانت في مدينة نيقية أو إزنيق الحالية في تركيا.

يعتبر تاريخ التأسيس هو تاريخ نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية إلى مدينة القسطنطينية (324/330) مع استخدام التواريخ الأخرى أيضًا. يعتبر تاريخ السقوط عمومًا 1453 مع أن بقايا الإمبراطورية استمرّت في موريا وطربزون.

وصعدت مرة أخرى لتصبح قوة بارزة في شرق البحر الأبيض المتوسط بحلول أواخر القرن العاشر لتنافس الخلافة الفاطمية؛ توسعت الإمبراطورية مرة أخرى وشهدت نهضة ثقافية وعلميَّة وأدبيََة وفنيَّة واقتصادية عُرفت بعصر النهضة المقدونية الذي دام قرنين، والذي انتهى بفقدان جزء كبير من الأناضول لصالح الأتراك السلاجقة بعد معركة ملاذكرد في عام 1071. فتحت هذه المعركة الطريق أمام الأتراك ليستقرّوا في الأناضول.

بحلول القرن الثاني عشر انتعشت الإمبراطورية خلال الترميم الكومنيني وهي حقبة شهدت فيها الدولة انتعاشًا عسكريًا وماليًا وإقليميًا، وكانت القسطنطينية أكبر مدينة في أوروبا وأغناها، وظلَّت في ذلك العهد المدينة الرائدة في العالم المسيحي من حيث الحجم والثراء والثقافة.

واستعاد آل كومنين بعض الأرض وفرضوا هيمنتهم لمدة وجيزة في القرن الثاني عشر ولكن بعد وفاة الإمبراطور أندرونيكوس الأول كومنينوس (حكم 1183-1185) ونهاية سلالة الكومنينيين أواخرَ القرن الثاني عشر تراجعت الدولة مرة أخرى. تلقت الإمبراطورية ضربة قاتلة خلال الحملة الصليبية الرابعة، عندما حُوصرت القسطنطينية ونُهبت عام 1204، وقُسمت الأراضي التي حكمتها الإمبراطورية سابقًا إلى كيانات بيزنطية يونانية ولاتينية مُتنافسة.

مع أنّ السلالة الباليولوجية استعادت القسطنطينية في نهاية المطاف عام 1261، ظلَّت بيزنطة واحدة فقط من بين عدة دول متنافسة في المنطقة على مدى السنوات المئتين الأخيرة من وجودها. ومع ذلك كانت هذه المدة الزمنية الأكثر إنتاجًا ثقافيًا في تاريخ الدولة. أدت الحروب المتعاقبة في القرن الرابع عشر إلى استنزاف المزيد من قوة الإمبراطورية، وفقدت معظم أراضيها المتبقية تدريجياً خلال الحروب البيزنطية العثمانية على مدى القرنين الرابع عشر والخامس عشر.

وبلغت تلك الحروب ذروتها إثر استيلاء الدولة العثمانية على الأراضي المتبقية في القرن الخامس عشر مع سقوط القسطنطينية بيد العثمانيين عام 1453، ثم تعرضت إمبراطورية طرابزون للغزو بعد ثماني سنوات في حصار عام 1461. غزا العثمانيون إمارة ثيودورو وهي آخر الدول التي خلفت الدولة البيزنطية في عام 1475.

تركت الإمبراطورية البيزنطية بصمة طويلة الأمد على تاريخ وحضارة أوروبا والعالم، ويتفق المؤرخون على عدم إمكانية إنكار المساهمة البيزنطية في تشكيل أوروبا القروسطية، وعلى أن بيزنطة لعبت دورًا رئيسًا في تشكيل الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية، والتي تحتل بدورها موقعًا مركزيًا في تاريخ ومجتمعات اليونان، ورومانيا وبلغاريا وروسيا وجورجيا، وصربيا ودولٍ أخرى. ولا يزال الإرث الطقسي والأدبي والمعماري (القديم والجديد) والموسيقي والفني والقانوني والثقافي البيزنطي ظاهراً وحيّاً في دول أوروبا الشرقيَّة والبلقان إلى جانب المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط.

نكتفي بهذا القدر من حلقة اليوم من سلسلة حلقات غواص في بحر الحضارة المصرية القديمة، ونستكمل الحديث عن الإمبراطورية البيزنطية الأسبوع المقبل. دمتم في أمان الله.

كتبت: مروة مصطفى

آمال أحمد

يأسرني عالم الترجمة وقضيت حياتي أحلم بأن أكون جزء من هذا العالم الساحر الذي اطلقت لنفسي فيه العنان لأرفرف بأجنحتي في سماء كل مجال، وأنقل للقارئ أفكار وأحداث من كل مكان على أرض المعمورة مع مراعاة أفكاره وعاداته وثقافته بطبيعة الحال، وفي مجال الترجمة الصحفية وجدت نفسي العاشقة للتغيير والمتوقة للإبداع والتميز.. من هنا سأعمل جاهدة على تلبية كل احتياجاتك ومساعدتك على تربية ابنائك وظهورك بالشكل الذي يليق بك ومتابعة الأخبار التي تهمك واتمنى أن أكون عند حسن ظنك.
زر الذهاب إلى الأعلى