العلاقات الجنسية.. ما العلاقة بين الضعف الجنسي والصحة العقلية عند الشباب؟
أسباب الضعف الجنسي عن الشباب
ما أكثر المشاكل العاطفية التي تظهر في العلاقات الجنسية بين الأزواج، والتي تؤثر بالسلب على العلاقات الزوجية، وتسمى بالقاتل الصامت إذ أن كل طرف يلوذ بالصمت ولا يتحدث عنها، خشية اللوم أو الإساءة للطرف الأخر، والنتيجة الكبت المفرط أو الاكتئاب والصمت العاطفي، والنتيجة واحدة في كل الأحوال وهي الإنفصال.
تؤكد العديد من الدراسات على كيفية تأثير الضعف الجنسي على الاستقرار المهني والمالي ويؤثر على حياة الرجل الخاصة، ويضر بشكل أو بأخر العلاقة الجنسية بين الشريكين، لا سيما الشباب في مقتبل العمر وبدايات الإرتباط المقدس. ففي العقود القليلة الماضية، تحول ضعف الانتصاب (ED) تدريجيًا من حالة ترتبط عادةً بالشيخوخة إلى مصدر قلق متزايد بين الشباب. يعكس هذا الاتجاه فرضية ألا يكون الضعف الجنسي مجرد مشكلة فسيولوجية، ولكنه غالبًا ما يكون متجذرًا في الصحة العقلية. تعد ظاهرة الشباب الذين يعانون من الضعف الجنسي مثيرة للقلق وتبعث برسائل سلبية نحو مستقبل العلاقات؛ لأنها لها آثار جسدية وعاطفية ومجتمعية كبيرة.
أهمية العلاقات الجنسية
علينا أن ندرك جميعا أن العلاقات الجنسية من أهم الأمور الحياتية التي تسهم في استمرار العلاقات الزوجية، وتعزيز الإستقرار العاطفي بين الشريكين، فهي توطد أواصر الصلة وتزيد من الحب وتقوي الحميمية في العلاقة، وتجعل الشريكين يجتازا كل المشاكل مهما كانت طالما الحب والود متوفرين بينهما.
من هذا المنطلق، يسلط موقع“ذا هيلث سايت” الضوء على هذه المشكلة الشائكة، ويوضح العلاقة بين الصحة العقلية والضعف الجنسي، ونسردها لكم في السطور التالية:
العلاقة بين الصحة العقلية والضعف الجنسي
من المعروف أن العوامل النفسية مثل القلق والتوتر والاكتئاب من العوامل الأساسية للضعف الجنسي لدى الشباب. إذ يعد القلق من الأداء هو العامل النفسي الأكثر شيوعًا والذي يؤدي إلى ضعف الانتصاب. حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول والأدرينالين، والتي تسبب تقلص الأوعية الدموية وتجعل من الصعب الانتصاب والحفاظ عليه.
كذا يؤدي الاكتئاب إلى انخفاض الرغبة الجنسية وتعطيل الأداء الجنسي للفرد. كل هذا يؤدي إلى حلقة مفرغة تؤدي إلى أن الضعف الجنسي يوصل إلى تفاقم الإصابة بالأمراض العقلية، ما يؤدي بدوره إلى الشعور بالخجل وتدني احترام الذات والعزلة. والنتيجة ينسحب الكثير من الشباب من العلاقات الجنسية بسبب الإحراج، الأمر الذي يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية وتفاقم آثار الضعف الجنسي على حياتهم.
كيف يؤثر الضعف الجنسي على العلاقات والحميمية العاطفية؟
من الضروري أن نفهم أن العواقب العاطفية للضعف الجنسي ليست شخصية فقط. غالبًا ما يؤدي ذلك إلى توتر العلاقات الجنسية بالطبع، ما يخلق مسافة بين الشركاء بسبب قلة العلاقة الحميمية. تجنب اللقاءات الجنسية بسبب الخوف من الفشل قد يؤدي إلى الانفصال العاطفي والصمت الدائم والطلاق العاطفي.
مما يصعب على الشاب الحفاظ على علاقات صحية، فقد تؤدي أنماط الانفصال السلوكية والعاطفية والجسدية هذه إلى تأثيرات اجتماعية ونفسية شديدة على الحياة الشخصية، مما يتسبب في عدم القدرة على تكوين علاقات وثيقة متعمقة وذات معنى حقيقي بين الشركاء، أو بالأحرى إنتهاء الود والحب بين الشريكين للأبد. وتسهم القضايا الصحية وخيارات نمط الحياة في الضعف الجنسي عند الشباب.
ربما يكون الضعف الجنسي أحد أعراض المشاكل الصحية الأساسية الشديدة. ما يأخذنا إلى ضرورة الحصول على حلول مجربة وموثوقة لعلاج هذه الحالة. يتم الإبلاغ بشكل متزايد عن حالات مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب بين الشباب، وغالبًا ما يكون الضعف الجنسي أحد العلامات الأولى لهذه الحالات.
من ناحية أخرى، من الضروري النظر إلى الضعف الجنسي كمؤشر محتمل لمخاوف صحية كبيرة تتطلب الاهتمام، وليس كمسألة معزولة عن الواقع. في حال تُركت هذه الحالات دون علاج، فقد يكون لها عواقب صحية وخيمة على المدى الطويل، ليس فقط على الأداء الجنسي والعلاقات الجنسية، ولكن أيضًا على الصحة العامة؛ فقد يؤثر الضعف الجنسي على الاستقرار المهني والمالي ويؤثر على حياة الرجل الخاصة.
مواجهة المشكلة
العالم تغير كثيرًا وأصبحت الثقافة الجنسية مطلبًا ملحًا في ظل الظروف الراهنة، وفي خضم متاعب الحياة ومشاغلها التي لا تنتهي، يتوجب علينا ألا ننسى أهمية العلاقات الجنسية لنجاح واستمرار الزواج، والحفاظ على الاستقرار العاطفي بين الشريكين. إن مواجهة المشكلة والاعتراف بها هما السبيل الوحيد لإيجاد الحلول الجذرية، كما أن العمل المشترك بين الزوجين يمنحهما الثقة والرغبة القوية في الاستمرار.
فالضعف الجنسي ظاهرة منتشرة حاليا بين الشباب، وليست مقتصرة على كبار السن. قد تعود الأسباب إلى العديد من العوامل سواء الوراثية أو الصحية، ولكنها تؤثر على الصحة العقلية دون شك، وهو ما دعانا لقرع ناقوس الخطر بين الشباب، وحثهم على البحث عن الحلول ومعالجة المشاكل الحقيقية المسببة لها، حتى ينعموا بعلاقات جنسية مثالية، تسهم في الحد من الإنفصال وتعزز الاستمرارية بين الشريكين.