يعاني العديد من الآباء من مشكلة النسيان عند الأطفال، فهي مشكلة مؤرقة تؤثر على حياتهم ودراستهم وتركيزهم بشكل عام، ويجدون معاناة كبيرة في التحصيل الدراسي، والتركيز فيما يقومون به من مهام تسند إليهم سواء من المدرسة أو الآباء. الأمر الذي دعانا لتسليط الضوء على هذه المشكلة المزعجة ومعرفة الأسباب وتقديم الحلول.
مشكلة النسيان لدى الأطفال جديرة بالاهتمام والبحث، وذلك لكونها مشكلة عامة لا يخلو منها منزل فكم طفل يعاني من النسيان وعدم التركيز، فهو أحد الأعراض التي يعاني منها الأطفال في مختلف الأعمار، وقد يكون طبيعيًا في بعض الحالات، ولكنه قد يكون أيضًا علامة على وجود مشكلة صحية أو نفسية. في هذا المقال، سنناقش أسباب النسيان عند الأطفال، وطرق علاج النسيان عند الأطفال.
أسباب النسيان عند الأطفال
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ظهور مشكلة النسيان لدى الأطفال، والتي تتلخص في الآتي:
- عدم الانتظام في النوم سواءً كان النوم بكثرة أو بقلة، وعلى حسب الدراسات فإن الجسم يحتاج إلى 8 ساعات نوم خلال اليوم بشكل منتظم، وعدم الانتظام يؤدي إلى ضعف وفتور في الأجهزة الحيوية في جسم الطفل وبالتالي عدم عمل العقل بشكل جيد والذي قد يؤدي إلى النسيان.
- سوء التغذية والتي يحتاجها الطفل في سنواته الأولى لبناء جسده بشكل سليم.
- الضغوط النفسية التي تتعلق بتعرضه للتنمر أو المشكلات الأسرية والاجتماعية، وكذلك ضغوط الدراسة وتشتت الذهن.
- سوء استخدام التكنولوجيا أو قضاء أوقات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية.
- عدم تناسب البيئة المحيطة مع عقلية الطفل، فقد يتواجد الطفل في بيئة مليئة بالضوضاء والشغب.
- مشكلات صحية تتعلق بصعوبات التعلم، مثل اضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط وغيرها.
- قلة حركة الجسم مما يؤدي إلى عدم تدفق الدم بشكل سليم إلى المخ وبالتالي عدم تحفيز عمل الدماغ والقدرات العقلية.
حلول للتغلب على مشكلة النسيان لدى الطفل
بحسب الدراسات التي تم إجراؤها على هذا الموضوع، ينصح الخبراء دائماً بالآتي:
- وضع مواعيد نوم محددة للطفل لضمان حصول جسده على قسط معين من الراحة، وتختلف تلك المواعيد بحسب عمر الطفل، وتتراوح من 8 إلى 11 ساعة.
- تضمين الوجبات التي يتناولها الطفل للعناصر الأساسية المهمة في بناء الجسم من فيتامينات وبروتين ومعادن، وكذلك يجب التركيز على العناصر التي تساعد في تحسين الذاكرة مثل الأطعمة التي تحتوي على أوميجا
- توفير بيئة مناسبة للطفل خالية من القلق والتوتر والمشاعر السلبية.
- الاهتمام بالجانب العاطفي لدى الطفل ومساعدته على تهدئة أعصابه والسيطرة عليها.
- تدريب الطفل على استخدام التكنولوجيا بالشكل الأمثل بما يضمن الاستفادة منها أو الحصول على وقت ترفيهي بين الأوقات الهامة لديه.
- في حالة اكتشاف أية مشاكل تتعلق بصعوبات التعلم يجب الإسراع في معالجتها فوراً والاستعانة بالمتخصصين.
- توفير بيئة تعليمية داعمة ومناسبة لمساعدته على التركيز في دراسته وإنجاز مهامه بكل سهولة ويسر.
- يمكن توفير ألعاب ذكاء وتحديات ذهنية وألغاز تساعد في تقوية الذاكرة لديه وتحسين قدرته العقلية.
- مساعدته في ممارسة التمرينات الرياضية التي تناسب عمره بدون مجهود بدني زائد.
كيف أعرف أن طفلي يعاني من النسيان؟
يمكنك ملاحظة الآتي على طفلك والتي تعني أنه يعاني مشكلة عقلية قد تتعلق بالنسيان ويجب استشارة الطبيب المختص أو الاعتماد على الحلول التي تم ذكرها سابقًا:
- صعوبة فهم التعليمات الموجهة إليه وعدم تذكرها عند الحاجة.
- عند سؤاله عن أشياء قالها له أحدهم وعدم قدرته على التذكر.
- ملاحظة تأخير في النمو العقلي أو البدني.
- افتقاد مهارات في الرياضة أو السير بشكل سليم، وهذا قد يشير إلى خلل في العقل.
- عدم تذكر الأماكن التي يضع بها الأشياء الخاصة به.
- وجود مشكلات دراسية مثل عدم الرغبة في حل الواجبات المدرسية أو فقدان الشغف تجاه المذاكرة بشكل عام.
تأثير النسيان على تحصيل طفلك الدراسي
يؤثر النسيان في ظهور العديد من المشكلات الدراسية، وهي:
- مواجهة صعوبة في استيعاب المعلومات الجديدة ومتابعة دروسه، وهذا يؤدي إلى افتقاد أجزاء مهمة من شرح الدروس المقررة عليه.
- عدم تذكر المعلومات عند أداء الامتحانات أو إنهاء الواجبات المدرسية والتي تمت دراستها من قبل.
- صعوبة في إنجاز المهام المسندة إليه وعدم إكمالها بالشكل المطلوب.
- تقليل الثقة بالنفس والشعور بالإحباط الدائم وزيادة القلق والتوتر.
- الفهم السطحي للمصطلحات وافتقار مهارة الفهم العميق، وهذا يؤدي إلى حدوث مشاكل عند التطبيق العملي لهذه المفاهيم والمصطلحات.
- عدم التركيز داخل الفصل والشعور الدائم بالتشتت وعدم الانتباه.
- التأثير بالسلب على المستوى الأكاديمي والدراسي وعدم الأداء الجيد في الامتحانات وبالتالي عدم الحصول على درجات مرتفعة.
حلول لتحسين مستوى طفلك الدراسي الذي يعاني من النسيان
يمكن الاعتماد على تلك الحلول لعمل تغذية مناسبة لعقل طفلك ومساعدته في تحصيله الدراسي إذا كان يتعرض للنسيان كثيراً، وتشمل تلك الحلول:
- إعداد الجداول المنظمة لتنظيم أوقات الدراسة والتي يكون فيها الطفل أكثر تركيزًا.
- مساعدة الطفل على استخدام الأدوات والوسائل المساعدة التي تلهمه التركيز وتذكر الأشياء، مثل الخرائط الذهنية وتكرار المعلومات وتدوينها.
- استخدام الألعاب الذهنية بطريقة علمية تساعده على اكتساب أكبر قدر من المعلومات وتحسين مستوى ذكائه وتقوية عقله.
- توفير بيئة دراسية مناسبة وهادئة وفعالة للطفل.
- ممارسة الأنشطة البدنية التي تساعد في وصول الدم للدماغ بشكل سليم مما يضمن عمل الخلايا وتحفيزها ومساعدة الطفل على التذكر.
وإلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا الذي ذكرنا فيه مشكلة النسيان لدى الأطفال والتي تعتبر مشكلة عصرية حالية نظراً للبيئة المحيطة وكثرة التشتتات بها.
