متلازمة داون من بينها.. 5 اضطرابات عصبية تصيب الطفل في سنواته الأولى
الاضطرابات العصبية النفسية عند الأطفال
منذ نعومة أظفاره، يأخذ الطفل جل تفكيرنا واهتمامنا، ونعتني به بكل ما اؤتينا من قوة، من حيث التغذية والمتابعة الصحية وتوفير الحياة المناسبة الخالية من المتاعب والمنغصات. ولا تقل الصحة النفسية أهمية عما سبق، فالنفس كائن حي يحتاج الرعاية والاهتمام وتمرض مثل الجسد تماما. الأمر الذي دعانا للحديث عن الاضطرابات العصبية التي تصيب أطفالنا منذ الطفولة وبالتحديد الخمس سنوات الأولى من حياته، منها متلازمة داون بجانب اضطرابات عصبية أخرى سنتحدث عنها في طي السطور التالية.
تعتبر السنوات التكوينية في حياة الأطفال مرحلة حاسمة من حياته؛ حيث تؤثر هذه السنوات بشكل أساسي على نموهم وتطورهم وعافيتهم مدى الحياة. تجدر الإشارة إلى أهمية الأجهزة الضرورية لنمو الطفل، حيث يلعب الجهاز العصبي – بما في ذلك الحبل الشوكي والدماغ والأعصاب – دورًا رئيسيًا في الاصابة بهذه الاضطرابات العصبية. وهو مسؤول عن التنسيق بين العمليات الجسدية والقدرات المعرفية والحركية.
مع ذلك، يعاني بعض الأطفال من تحديات عصبية بسبب تشوهات في الدماغ والجهاز العصبي أو الخلايا العضلية، كما يقول الدكتور سونام كوثاري، مؤسس شركة Butterfly Learning والخبير في علوم الأعصاب السريرية (طب أعصاب الأطفال). وفقًا للدكتور كوثاري، هذه بعض الاضطرابات العصبية الشائعة لدى الأطفال التي تظهر دون سن الخامسة، إلى جانب خيارات العلاج المتاحة لهم.
يوضح لنا موقع “ذا هيلث سايت”، هذه الاضطرابات العصبية وكيف تؤثر على حياة الطفل كاملة، تصيب الطفل منذ الصغر وتستمر معه مدى الحياة.
متلازمة داون
يؤدي تطور زوج إضافي من الكروموسوم 21 إلى الإصابة بمتلازمة داون عند الأطفال. يمكن أن يكون الأمر صعبًا بالنسبة للأطفال، مما يؤثر على كيفية نمو أجسادهم وعقولهم. قد يرجع سبب الإصابة إلى صعوبات جسدية وعقلية، منها التأخر في مهارات الكلام والرعاية الذاتية.
يقول الدكتور كوثاري: “تظهر عليهم علامات جسدية ظاهرة تميزهم عن غيرهم مثل الرقبة القصيرة، والأذنين الصغيرة، واليدين والقدمين، وجسر الأنف المسطح، وما إلى ذلك”. ويوضح الطبيب: “يمكن أيضًا تشخيص متلازمة داون عند الأطفال أثناء الحمل. ثم بعد ولادة الطفل، يوجه المهنيين الطبيين الوالدين بشأن علاجات معينة على أساس نقاط القوة والضعف والاحتياجات الفكرية والجسدية.
هي حالة تطورية تؤثر على السلوك والتفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الناس. عادة ما يكون سببها عوامل وراثية وبيئية. يمكن لمقدمي الرعاية مساعدة الأطفال على التعامل مع اضطراب طيف التوحد، من خلال العلاج السلوكي وعلاج النطق والمساعدة التعليمية لتمكينهم من تحقيق نتائج أفضل.
الشلل الدماغي
قد يؤثر الشلل الدماغي على توازن الأطفال ووضعهم وحركتهم، وهي إعاقة جسدية شائعة تنتج عن نمو غير سليم للدماغ. وتختلف شدة أعراضه لكل طفل بحسب حالته. في حين أن البعض منهم قد يواجه صعوبة في تناول الطعام أو الحفاظ على توازن عضلات العين، قد يواجه البعض الآخر مشاكل في المشي أو الجلوس.
وفق الأطباء، يمكن للوالدين تزويد أطفالهم بالتدخل المبكر وبرامج العلاج بالتغذية؛ لجعلهم يتعلمون كيفية التواصل والمشي، كذلك بامكانهم اختيار العلاج الطبيعي الذي يتضمن تمارين التمدد والتقوية كذلك، بجانب العديد من التدابير الوقائية التي يتخذها الآباء مع المداومة على العلاج.
اضطراب فرط النشاط ونقص الانتباه (ADHD)
يقول الخبير إن هذه الحالة العصبية تنتج عن الاندفاع والتهور وصعوبة التركيز. ويضيف: “ربما يكون لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تأثير هائل على الصحة العامة للطفل والعلاقات الاجتماعية والنجاح الأكاديمي. ويمكن للوالدين السيطرة على سلوك الأطفال بالعلاج السلوكي وطلب المساعدة المهنية لعلاج هذا الاضطراب”.
عسر القراءة
ضعف التعلم، ويصنف عسر القراءة عند وجود مشاكل في القراءة، والفشل في اكتشاف الكلام والأصوات وما إلى ذلك. يجد الأطفال صعوبة في ربط الحروف والكلمات. غالبًا ما تنتج هذه المتلازمة عن اختلافات في مناطق الدماغ المسؤولة عن معالجة اللغة.
عادةً ما تظهر الأعراض عند الأطفال عند بلوغهم سن الخامسة أو عند بدء الذهاب إلى المدرسة. ويوضح الطبيب أنه لا توجد حاليًا أدوية متاحة لعلاج عسر القراءة، لكن التدخلات التعليمية يمكن أن تساعد الأطفال في التعلم والقراءة.س
تظل متابعة صحة الطفل النفسية والعصبية ضرورة ملحة، على الوالدين الانتباه إليها مبكرا بالمراقبة والمتابعة عن كثب، واعلم أن التشخيص المبكر لهذه الاضطرابات قد يسهم بشكل كبير في السيطرة عليها وتقديم الحلول المناسبة قبل فوات الآوان.