اكتئاب ما بعد التقاعد..كيف يؤثر نفسيا واجتماعيا على رب الأسرة؟
اكتئاب ما بعد التقاعد.. كيف تدير حياتك بعد التقاعد؟
“الحياة تبدأ بعد الستين”، جملة تمنح الكثير من الطمأنينة نحو المستقبل القادم بعد الوصول لسن التقاعد، ويأتي مع الاقتراب من منتصف العقد السادس من العمر، لكن هل بالفعل هناك حياة بعد الستين، وهل يمنحنا التقاعد وقت ضاع منه الكثير في سنوات العمل، وكيف تتغير عاداتنا وواجبتنا نحو العائلة، وكيف نبدأ في تحقيق الأحلام المؤجلة لسنوات من سفر واطلاع ومشاركة في أنشطة إجتماعية وخيرية؟، كلها أسئلة سنجيب عنها في هذا المقال ونتحدث عن اكتئاب ما بعد التقاعد.
مرحلة التقاعد قد تكون صعبة جداً على الأشخاص الذين اعتادوا الذهاب إلى العمل كل يوم، وممارسة المسؤوليات والمهام المطلوبة منهم أو حتى ممارسة الإدارة و السلطة؛ لذلك قد يؤدي الوصول إلى هذه المرحلة بعض المشكلات النفسية الحقيقية لدى الكثيرين.
علامات اكتئاب ما بعد التقاعد:
الشعور بالوحدة والحزن
الشعور بالوحدة غالبا ما يكون جزءاً من علامات الشيخوخة، إما لأن الأصدقاء أو أفراد الأسرة يعيشون بعيداً ومنشغلون بحياتهم ما يسبب للشخص المتقاعد شعورًا مضنيًا بالحزن والوحدة. ومهما كان السبب سيكون بداية لأعراض اكتئاب ما بعد التقاعد.
الشعور بإنعدام الفائدة:
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يقتصر مفهوم النجاح على العمل، بغض النظر عن حب الشخص لعمله فإن الذهاب إلى العمل يمنحه روتيناً حياتيًا لا غنى عنه، ويُعتبر بمنزلة مقياس لاحترامه لذاته وكيانه، في حين يخلق عدم الذهاب إلى العمل فراغاً كبيراً في حياته والاحساس بأنه عديم الفائدة.
المخاوف المالية:
عدم التأكد منامتلاك المتقاعد ما يكفيه من المال؛ لدعم نفسه في مرحلة التقاعد يمكن أن يكون مصدراً كبيراً للقلق؛ لأن الضغط المادي يزيد من حدة الإكتئاب، وبالتالي يزيد من احتمالية الإصابة بمرض اكتئاب ما بعد التقاعد.
خطوات العلاج
التحدث مع طبيب متخصص:
إذا شعر المتقاعد بعلامات اكتئاب ما بعد التقاعد، فيجب أن يتحدث مع طبيب متخصص،في حال كان يعاني من الاكتئاب السريري فهناك أدوية يمكن أن تساعده، وإذا كان صعب عليه الخروج خارج المنزل بسبب ظروفه الصحية يمكنه العثور على خدمات الصحة النفسية والعقلية عبر الإنترنت فهناك جلسات مخصصة عبر الإنترنت.
التواصل المستمر مع الأشخاص الذي يحبهم:
عندما يشعر المتقاعد بالإحباط، عليه أن يتذكر أنه ليس وحده. وأن هناك أشخاص يريدون مساعدته والتواصل معه بإستمرار، وأن هنالك من هم بحاجة إلى مساعدته، ما يمنحه الشعور بالإنجاز. على سبيل المثال، يمكنه الانضمام إلى مجموعة الدعم. أو يمكنه التطوع لمساعدة الآخرين؛ مما يزيد من احترامه لذاته وكيانه.
يمنحه الإشتراك في نادي رياضي شعوراً بالانتماء، ويفضل ممارسة الرياضة بانتظام، الأمر الذي يحسن من مزاجه ويجعله نشيطًا دائمًا، كذا يحدث تناول وجبة بسيطة مع صديق أو أحد أفراد العائلة فارقاً كبيراً.
التنزه والخروج من المنزل
للحد من أعراض اكتئاب ما بعد التقاعد يجب الخروج من المنزل بشكل متكرر، سواء كان بمفرده أو مع شخص مقرب منه، بالإضافة إلى الحرص المستمر على زيارة الحدائق أو السينما والمسرح أو حتى الزيارات المتكررة للمتاحف والأماكن الأثرية.
ممارسة هواية ممتعة
من الضروري البحث عن هواية يحبها الشخص المتقاعد؛ لأنه لم يفُت الأوان بعد لتعلم شيئًا جديدًا؛ إذا كان يحب الموسيقى عليه أن يأخذ دروساً في الموسيقى، أما في حال كان يحب الرسم فيمكنه رسم المناظر الطبيعية. مهما كانت الهواية سيساعده ممارسة هواياته على تحفيز عقله ويمنحه إحساساً بالهدف ويشعره بالإنجاز والرضا.
الضحك
يجب أن يكثر المتقاعد من الضحك فالضحك هو أفضل دواء حتى لا يقع فريسة لأعراض اكتئاب ما بعد التقاعد؛ فالضحك يطيل العمر ويضبط معدل ضربات القلب وضغط الدم؛ مما يجعله يشعر بالاسترخاء. وقد يستمتع الشخص المتقاعد بمشاهدة أفلامه الكوميدية المفضلة، أو تبادل النكات مع الأصدقاء، أو استرجاع الذكريات المضحكة، أو مشاهدة العروض الكوميدية الخاصة.
تربية حيوان أليف
يساعد كثيرا تربية حيوان أو طائر أليف، والإهتمام برعايته وتفاصيله علي الشعور بالحب والرضا والامتنان، ويشعر بأنه شخص مفيد وأن هناك كائن ضعيف يحتاجه، والنتيجة الابتعاد عن اكتئاب ما بعد التقاعد. سواء كان يحب الكلاب أو القطط أو الببغاوات فإن الاعتناء بكائن حي أو التحدث إليه أو احتضانه يمكن أن يحسن المزاج بشكل كبير. في استطلاع طبي حديث، لاحظ 97% من الأطباء تحسناً كبيرًا في الصحة العقلية لمرضاهم الذين تبنوا حيواناً أليفاً.
السفر والترحال
أحد الأشياء التي يحب المتقاعدون القيام بها أكثر هو السفر وزيارة بلدان العالم والتعرف علي ثقافات شعوب جديدة، ويمكنه من الابتعاد عن ضغوط الحياة اليومية ورؤية أماكن جديدة، وهي من أحد الأشياء المهمة التي تساعد في تخطى اكتئاب ما بعد التقاعد.
التغذية الصحية وممارسة الرياضة:
لا شك أن النظام الغذائي وممارسة الرياضة مهمان للغاية، ليس فقط للصحة الجسدية، ولكن أيضاً للصحة العقلية. عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة، ليست هناك حاجة لاختيار التدريب المكثف، فيكفي المشي لمسافة قصيرة كل يوم، أما بالنسبة للنظام الغذائي فالأطعمة الصحية تقلل السكر والكربوهيدرات المكررة عن طريق دمج المزيد من البروتين والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية، كلها عوامل يمكن أن تساعد في تحسين المزاج فالعقل السليم في الجسم السليم.
قسط كافي من النوم
مع تقدم السن، يصعب الحصول على نوم هانئ ومريح، لذا لا تنام أقل من 7 إلى 9 ساعات إن أمكن، ويمكنك إستخدام كبسولات الميلاتونين، والميلاتونين هو المادة التي تعزز النوم الجيد والعميق، وهو ليس منتجًا كميائيًا وليس له أي أضرار صحية، ويساعد النوم في غرفة مظلمة وهادئة مع تجنب الكافيين خاصة في المساء على النوم الهادئ للساعات المطلوبة.