الارحام الاصطناعية أخر تقاليع أيلون ماسك.. هل سينتهي دور البشر على الأرض؟
روبوت بالرحم الاصطناعي
لا ندري إلى أين يأخذنا التطور التكنولوجي، وما هي الأهداف وراء التدخل في الفطرة البشرية والهدف الأسمى الذي خلق الإنسان من أجله وهو عمارة الكون، فهل يريد إيلون ماسك وغيره من المتطفلين على النظام الكوني والراغبين في إلغاء دور البشر على أرض المعمورة؟، لذلك يروج لصنع الارحام الاصطناعية؟.
يقف العالم حائراً أمام التطورات التكنولوجية يشاهدها في صمت وانبهار شديدين؛ نظراً لما وصلت إليه التكنولوجيا في التطبيقات العملية في حياتنا اليومية، فيرى البعض أنها لازمة وضرورية لإنجاز المهام وتوفير المجهود وتحقيق المطالب، ويرى الآخر أنها لا يمكن أن تغني عن الفطرة البشرية والعادات التقليدية التي من شأنها تسهيل الأمور الحياتية أيضاً.
يتجه العلم في الوقت الحالي بكل ما أوتي من نظريات وغيرها لتطبيق تلك التكنولوجيا في كل مناحي الحياة، ومن ضمن تلك المناحي الارحام الاصطناعية التي تلقى رواجاً كبيراً بين محبي العلم والعلماء ومنهم مؤيد ومعارض، فما هي الارحام الاصطناعية وهل هي حقيقة أم خيال وتمني؟، سنعرف تلك التفاصيل خلال هذا المقال.
الارحام الاصطناعية: المصطلح الشامل
يخلق مفهوم الرحم الاصطناعي فجوة كبيرة من تطبيق التكنولوجيا العملية، وهو عبارة عن بيئة محاكية لرحم الأم؛ لتوفير المكان المناسب لنمو الجنين دون التعرض لأي مشاكل قد تؤثر عليه فيما بعد، كما أنها بيئة من شأنها تقديم الدعم المباشر لبعض الأطفال الذين تتم ولادتهم بمشاكل صحية، وكذلك مساعدة الأمهات اللواتي لديهن مشكلة في الحمل على إنجاب الأطفال.
مكونات الرحم الاصطناعي
يحتوي الرحم الاصطناعي على أنظمة تعقيدية تشمل:
- حاضنة بها سائل شبيه للسائل الأمنيوسي لتغذية الجنين بالسوائل الضرورية للنمو.
- أنظمة تغذية وتنفس لمساعدة الجنين على نقل الأكسجين إليه وكذلك المواد المغذية وذلك عبر نظام توصيل يشبه الحبل السري في رحم الأم.
- أجهزة مراقبة لجميع العمليات الحيوية التي يقوم بها الجنين للاطمئنان عليه، وتشمل تلك العمليات نمو الأعضاء ومراقبة معدل ضربات القلب وضغط الدم وغيرها.
- تنظيم البيئة الحرارية لتوفير ظروف نمو أفضل.
استخدامات الارحام الاصطناعية
ترى التكنولوجيا الحيوية تطبيق تلك التقنية في الحالات التي تشمل:
- توفير بيئة تسمح لاكتمال نمو الأطفال الخدج وإنقاذهم من الموت المحقق مع إمكانية بقائهم على قيد الحياة في بيئة صحية جيدة.
- مساعدة النساء على الحمل والإنجاب وخاصة الذين يعانون من مشاكل في الرحم والحمل والولادة بشكل عام.
- مساعدة العلماء وخاصة علماء الأجنة على تسهيل دراسة سلوك الجنين ومراقبة الوضع عن قرب.
- توفير بيئة مثالية لنمو الأطفال حتى في البيئات التي لا تتوفر بها الحياة الكاملة؛ للنمو مثل الدول التي تعاني من الحروب وعدم توفير رعاية صحية كاملة.
- المساعدة في أبحاث الفضاء وتطويرها لمحاولة خلق بيئة جديدة بتحديات أكبر.
- الأبحاث الوراثية التي تتطلب دراسة جيدة للأمراض والتشوهات التي يولد بها الأطفال وكذلك اكتشافها وتوفير العلاج المناسب لها.
مراحل تطوير الرحم الاصطناعي
منذ فترة ليست ببعيدة كانت الارحام الاصطناعية الشغل الشاغل لدى بعض العلماء؛ لمحاولتهم تطبيق تلك التقنية وفرضها على أرض الواقع. لذلك مرت الارحام الاصطناعية ببعض التطورات والتي تعتمد على أحدث ما يتوصل إليه العلماء في العلم والتكنولوجيا، وشملت تلك المراحل:
- تجربة التقنية على الحيوانات؛ حيث تم نشر بحث يفيد بالتجربة على حيوان الحمل لمساعدته في الإنجاب.
- دراسة المحاليل اللازمة لتغذية الجنين وحمايته من الموت داخل الرحم، ومنها السائل الأمنيوسي الأزمة لتوفير المغذيات للطفل.
- توفير نظام محاكي للحبل السري وغيره؛ وذلك لتسهيل نقل الأكسجين والتخلص من السموم والفضلات.
- توفير أجهزة رصد عالية الدقة بموجات ثلاثية الأبعاد فوق صوتية وتقنيات تصوير مغناطيسي عالية؛ لسهولة مراقبة الجنين ومعرفة أوضاعه.
- ضبط الحرارة الداخلية في البيئة المحيطة بالجنين، وتوفير أجهزة تحكم في تلك الحرارة للحفاظ على البيئة الداخلية.
تحديات الرحم الاصطناعي
يواجه الرحم الاصطناعي بعض التحديات التي تجعل تحقيقه على أرض الواقع أمر مستحيل، ومن تلك التحديات:
- تكلفة التنفيذ سواءً للعلماء الذي يعملون على تطوير التنقية، وكذلك الشركات المنفذة، فضلا عن الآباء والأمهات الذين يستعينون بها؛ مما يجعل هذا الأمر مقتصراً على فئة محددة فقط في المجتمعات المتقدمة.
- يؤثر هذا الموضوع على عدد العاملين في المجال الطبي وتقليص أعدادهم؛ ما يخلق فجوة من البطالة في المجتمع.
- قد يخلق هذا الأمر خللاً واضحاً في مفهوم الأمومة وصعوبة التعامل بين الأم وجنينها نتيجة الاصطدام بالأفكار الأخلاقية.
- التأثير على مفهوم هندسة البشر ومحاولة التعديل في الصفات الجنينية بما يتعارض مع القيم الأخلاقية للمجتمعات.
روبوت الحمل: أحدث تقنية لشركة تسلا من إيلون ماسك
كشف الرئيس التنفيذي لشركة تسلا العالمية ( إيلون ماسك) خلال كلمته في مؤتمر (نحن الروبوت) المنعقد خلال شهر أكتوبر عن دراسة إنتاج روبوت بتقنيات محددة للحمل والإنجاب داخلها، وذلك من منظور حرصه على سيطرة الروبوتات على الحياة البشرية لتوفير الراحة والرفاهية للبشر.
كما أشار إلى أن تطبيق هذا الأمر ليس بالمستحيل، فكما تم ابتكار روبوت من شأنها الاعتناء بالأطفال وتيسير أمور حياتهم، كذلك يمكن ابتكار روبوت يعتمد على فكرة الارحام الاصطناعية؛ لتوفير الراحة للأمهات وجعل الحياة أسهل بالنسبة لهن، وهذا ما سننتظر حدوثه خلال السنوات القادمة كما صرح بذلك ماسك خلال المؤتمر.
مستقبل الارحام الاصطناعية
إن فكرة ترسيخ مفهوم الرحم الاصطناعي في المجتمعات ليست بالأمر الهين ومن الصعب تقبلها، ولكنها يمكن أن تحدث تغييرات جذرية إذا ما تم تطبيقها في ظروف آمنة وبمواصفات محددة تضمن الحفاظ على القيم الأخلاقية والمجتمعية، كما أنها ستعمل على تحقيق الرخاء والرفاهية للمجتمع إذا أصبحت متاحة للجميع دون استثناء فئة عن أخرى.
لكننا بالطبع ضد هذه الفكرة جملة وتفصيلا؛ لأنها لن تؤثر على القيم المجتمعية والإنسانية فحسب، بل ستقضي على الوجود البشري بشكل مطلق، وتجعل الانسان دون فائدة تذكر. بالإضافة إلى طمس المشاعر والأحساسيس التي تتولد داخل الأم عندما ترى وليدها الذي عاش بين أحشائها وسمع دقات قلبها لتسعة أشهر كاملة.