نعيش حالة كبيرة من الجدل بين من يؤمن بوجود مصاصي الدماء ومن يكفر بوجودهم من الأساس، ولكننا اليوم بصدد قصة حقيقية لفتاة من مصاصي الدماء تضعنا في حيرة من أمرنا، دفنت وهي حية وجمجتمها هي التي كشفت عن صورتها، والعجيب أن ملامحها الملائكية لا تنم أبدًا عن وحشية ما تقوم به من أفعال مشينة.
عندما تتصفح جوجل وتقرأ عن مصاص الدماء، تجد من يعرفه بأنه شخصية أسطورية، ذُكرت في التراث الشعبي الفلوكوري وتتغذى على جوهر الحياة. عادة ما تكون على هيئة الميت ولها أنياب، وتطلق صوت فحيح كالأفاعي، وفي الحكايات الشعبية، غالبًا ما يزور مصاصو الدماء الخالدون أحباءهم، ويجلبون الأذى والموت إلى حيث كانوا يقطنون عندما كانوا على قيد الحياة قبل أن يتحولوا لمصاصي دماء، وبذلك يتحولوا للخلود بحسب زعمهم.
وكانوا يرتدون الأكفان، وكثيرًا ما يتم وصفهم بأنهم متضخمون، أو مظهرهم يميل إلى الحُمرة، التي تختلف بشكل ملحوظ عن مصاص الدماء اليوم، والذي يتلخص شكله في الهزيل، والشاحب، الذي يرجع تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر.
وعلى الرغم من وجود سجلات لكائن مصاص الدماء في عدة ثقافات وحضارات في أنحاء مختلفة من العالم قديمًا، لم يشع مصطلح مصاص دماء إلا في أوائل القرن الثامن عشر، بعد انتشار خرافات عن مصاصي الدماء في أوروبا الغربية من المناطق التي تكررت فيها أساطير متداولة عن مصاصي الدماء.
اليوم، نشرت صحيفة ديلي ستار البريطانية، قصة حقيقية لمصاصة دماء، تم حبسها حية داخل القبر مع الكشف عن اللحظات الأخيرة التي عاشتها. بحسب الخبراء دفنت “مصاصة دماء حقيقية” ووجدنا بالدليل ما يؤكد أنها قصة حقيقية وبأنها قُتلت بمنجل حول رقبتها وتم حبسها داخل القبر لمنعها من النهوض والخروج منه مجددا.
قصة حقيقية لمصاصة دماء
توفيت الفتاة، التي أطلق عليها الباحثون اسم “زوسيا”، قبل 350 عامًا في بولندا، لكن تم اكتشافها في مقبرة قبل حوالي عامين. الآن، كشفت الفحوصات التي أجريت على جمجمتها وغيرها من الاختبارات، عن تخيل الشكل الذي ربما كانت تبدو عليه، وكيف قضت لحظاتها الأخيرة وهي على قيد الحياة داخل قبرها.
ويُعتقد الآن أن الشابة البالغة من العمر 18 عامًا، كان تتمتع ببشرة فاتحة وعينين زرقاوين وشعر قصير وأسنان قاطعة بارزة. ولكن الأمر المثير للقلق هو أنه عندما تم العثور عليها، تم اكتشاف دفنها مقتولة بمنجل حول رقبتها. ومن بين أكثر من 100 جثة تم العثور عليها في نفس المقبرة في بين، ببولندا، كانت جثة زوسيا هي الوحيدة التي اتخذت هذه الاحتياطات.
وقال البروفيسور داريوس بولينسكي، الذي عمل مع ماجدة زاجرودزكا في البحث عن زوسيا، لصحيفة ديلي ميل: “لسبب ما نفترض أن أولئك الذين دفنوا المرأة كانوا يخشون أن تقوم من القبر، وكانوا يخشونها لأنها مصاصة دماء على الأرجح. ويُعتقد أن المنجل والقفل قد تم وضعهما في مكانهما؛ لمنع أي محاولات منها للنهوض والخروج من القبر، مع وضع المنجل على رقبتها لقطع رأسها إذا تحركت.
وقال بولينسكي: “لم يتم وضع المنجل بشكل مسطح، ولكن تم وضعه على الرقبة بطريقة معينة بحيث إذا حاولت الفتاة النهوض، فمن المرجح أن يتم قطع رأسها أو إصابتها، كنوع من الاحتياط الذي اتخذه قاتلوها؛ للتأكد من عدم خروجها مرة أخرى وتعرض أحد منهم للأذى.
وجدت فحوصات العظام التي فحصتها المحققة الطبية الدكتورة هيذر إدغار في جامعة نيو مكسيكو/ وجود خلل في عظم الصدر لزوسيا. وقالت لصحيفة التايمز إن التشوه “ميز هذا الفتاة “بطريقة سلبية”، وهو ما قد يفسر الخوف الذي يكنه البعض الآخر تجاهها.
قصص أخرى
نشر خبر أخر عن قصة حقيقية لمصاصة دماء منتصف هذا الشهر، حيث أثارت امرأة في الولايات المتحدة الأمريكية جدلا كبيرا بزعمها أنها ” مصاصة دماء”، إذ أصبحت هيلين شفايزر، المعروفة بين متابعيها على مواقع التواصل الاجتماعي باسم “مصاصة الدماء هيلي”، ظاهرة.
ففي سن التاسعة والعشرين، تبنت أسلوب حياة يتضمن التغذية على طاقة البشر، وتبني الجماليات المرتبطة غالبا بمصاصي الدماء، بما في ذلك ارتداء العباءات والأنياب، بحسب timesofindia. ولدت هيلي في ولاية أوهايو في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة، وكانت مهتمة دائمًا بفكرة مصاصي الدماء منذ سنواتها الأولى.
ورغم أن أسرتها لم تشجع هذه الاهتمامات، إلا أن هذا الانبهار لم يتوقف عند هذا الحد؛ بل أصبح أقوى مع مرور الوقت، ومع تعلُّمها لأساطير وممارسات مصاصي الدماء، بدأت تنفيذها في أسلوب حياتها. ووفقًا لها، تتهرب هيلي من ضوء النهار لأن ضوء الشمس يستنزف طاقتها، ما يجعلها تشعر بالغثيان والانفعال والدوار، وهو ما يحدث بالفعل مع مصاصي الدماء بحسب ما يرونه البعض عنهم.