الاعاقة الذهنية عند الأطفال ظاهرة خطيرة تهدد حياة الأسر وتؤثر على الأطفال في المرحلة المبكرة من العمر، كذا تؤثر على مستوى الأداء الدراسي ومن ثم حياة الطفل بشكل عام. تعد الاعاقة الذهنية من أشد الأمراض وقعًا على حياة الطفل وحياة الأسرة بالتبعية.
لأنها مسألة وجودية تؤرق حياة الآباء وتنغص عليهم حياتهم، جئنا إليك اليوم عزيزي الدادي؛ لنتعرف سويًا على التفاصيل الكاملة للإعاقة الذهنية عند الأطفال وكيفية معالجتها.
الاعاقة الذهنية عند الأطفال والإعاقة العقلية
دائماً ما يكون هناك مفهوم خاطئ حول الربط بين الاعاقة الذهنية عند الأطفال والاعاقة العقلية والتي عادة ما تختلف إحداهما عن الأخرى كما سنوضح تاليًا:
- الإعاقة الذهنية عادة ما تظهر من بداية مرحلة الطفولة إلى سن 18 عاماً وتؤثر على الطفل من بداية حياته مثل القدرة على التعلم وأداء المهام اليومية، وقد تستمر مدى الحياة ويمكن السيطرة عليها والحد من وطأتها بتوفير بعض العلاجات النفسية التي يتم تقديمها للمريض، وتتطلب في علاجها معرفة البرامج المناسبة للمريض؛ لتطوير مهاراته وتقويم سلوكه، وتؤثر على المهارات والقدرات وتحتاج إلى دعم نفسي خارجي للمريض للتكيف مع المجتمع، وتنتج أحياناً من المشكلات الوراثية والصحية.
- بينما الإعاقة العقلية تظهر في أي مرحلة من مراحل الحياة في القدرات العقلية والسلوكية وتشمل اضطرابات منها الاكتئاب الحاد والفصام، ويمكن أن تستمر لفترة زمنية مؤقتة وقد تمر بمرحلة تحسن أو انتكاس، وتتطلب في علاجها بعض التدخلات النفسية والسلوكية للتحكم في أعراضها، وتؤثر على التفكير والسلوك والعواطف، وتأتي نتيجة خلل في كيمياء الدماغ أو التعرض لظروف قاسية وتجارب نفسية صعبة.
كيف أعرف أن طفلي معاق ذهنيا؟
يمكن ملاحظة أعراض واضحة على سلوك وشخصية طفلك والتي تنذر بوجود إعاقة ذهنية وتستطيع معرفة ذلك دون تشخيص عن طريق بعض الأعراض ومنها:
- تأخر في الفهم ووجود صعوبة في التعلم والتعامل مع المشكلات.
- تأخر حركي وصعوبة في الإمساك بالأشياء.
- صعوبة التواصل الاجتماعي والتفاعل مع البيئة المحيطة.
- تأخر في النطق واستخدام الألفاظ والتعامل مع المهارات اللغوية.
- في حالة ملاحظة أي من تلك الأعراض يجب الذهاب لطبيب متخصص لمعالجة الأمر والذي سيقوم بتحديد الاختبارات اللازمة؛ للتأكد من وجود إعاقة ذهنية ومن ثم البدء في مرحلة التشخيص ووضع الخطة المناسبة للعلاج.
أنواع الإعاقة الذهنية
تتعدد أنواع الاعاقة الذهنية عند الأطفال من حيث الشدة والأسباب ومدى التأثير على الحياة اليومية كالتالي:
على حسب معدل الذكاء
- الاعاقة الذهنية عند الأطفال بدرجة بسيطة: عادة ما يتراوح معدل الذكاء بين 70:50، ويعتبر أخف أنواع الإعاقة الذهنية وفيها يعاني المريض من تأخر بسيط في الاستجابة للمهارات ويكون لديه قدرة مقبولة على إنجاز المهام اليومية.
- الإعاقة الذهنية بدرجة متوسطة: يتراوح معدل الذكاء بين 49:35 ويكون التأخر واضح على المريض ويحتاج إلى الدعم لإنجاز المهام.
- الإعاقة الذهنية الشديدة: يتراوح فيها معدل الذكاء بين 34:20 وتكون هناك صعوبة في التعامل اليومي ويحتاجون إلى دعم متواصل من الآخرين.
- الإعاقة الذهنية العميقة: وهو النوع الأكثر شدة من قبل حيث يكون معدل الذكاء أقل من 20، كما أنه يكون هناك عجز واضح على المريض في أداء أنشطته اليومية، وقد يحتاج إلى رعاية طبية متواصلة لزيادة إدراكه من حوله.
على حسب الأسباب
- إعاقة ذهنية بسبب الاضطرابات الچينية مثل متلازمة داون ومتلازمة X، وتؤثر على القدرة العقلية وتؤدي إلى تأخر النمو.
- إعاقة ذهنية بسبب العوامل الصحية أو البيئية كالتعرض للسموم البيئية أو تواجد سوء تغذية حاد وأحياناً تكون بسبب مشاكل أثناء الحمل والولادة كنقص الأوكسجين.
- إعاقة ذهنية بسبب الاضطرابات النفسية والعصبية مثل التوحد والصرع وتؤثر بشكل كبير على التواصل الاجتماعي وتؤدي إلى نقص القدرة العقلية.
- إعاقة ذهنية بسبب الاضطرابات الحيوية داخل الجسم أو وجود خلل في عمليات التمثيل الغذائي والعمليات الكيميائية، مثل خلل الفينيل كيتونوريا PKU الذي يحدث خللًا بالدماغ إذا تم التأخر في علاجه.
علاج الإعاقة الذهنية
تؤثر الاعاقة الذهنية على الأطفال وحياتهم بشكل خاص من النواحي العديدة مثل: احتياجه الدائم لبرامج تطوير مهارات تفاعل اجتماعي وتطوير قدرات ودعم تعليمي، كما أنه في غالبية الأحيان يحتاج إلى وجود الأشخاص الآخرين في حياته للتعايش اليومي المعتاد كما ينبغي أن يكون، ويمكن التغلب على تلك التأثيرات عن طريق:
- التشخيص الصحيح لحالة الطفل من قبل المختصين ومتابعة خطة العلاج بشكل صحيح.
- فهم طبيعة الإعاقة وتقبلها والتفاعل معها ومعرفة نقاط القوة والضعف في الحالة للوقوف عليها.
- استخدام أساليب التواصل الفعالة والبسيطة لتسهيل فهم التعليمات والكلام من قبل طفلك.
- عدم وضع طفلك في مقارنة مع الاخرين ومساعدته على تعزيز ثقته بنفسه.
- إعطائه الوقت الكافي للحديث ومساعدته في ذلك.
- إظهار قوة الصبر والتحمل وعدم الضجر أو الضيق من أفعال طفلك أو كلامه.
- استخدام أسلوب الترغيب والترفية ومعرفة الأنشطة المساعدة في تعليم السلوكيات الحميدة لطفلك.
- تقسيم المهمات الكبيرة إلى مهمات أصغر ومتابعة كل مهمة وتكرارها ليسهل على طفلك فعلها فيما بعد.
- اعتماد أسلوب متعة التعلم وجعله أكثر تشويقاً لطفلك.
- حسن التعامل مع نوبات الغضب والانفعالات التي تظهر من الطفل ومعرفة كيفية السيطرة عليها.
- استشارة المختصين والاستعانة بالدعم الخارجي لمعرفة أنسب الطرق للتعامل مع طفلك.
- توفير البيئة المناسبة للطفل لتكون أكثر راحة وفعالية له.
كيف تساعد التكنولوجيا الأشخاص ذوي الإعاقة؟
وختاماً، تعد معالجة الاعاقة الذهنية عند الأطفال أمرًا يسيرًا إذا تم وضع خطة مناسبة؛ للتخفيف من حدة المرض مع ضرورة الحرص على توفير بيئة دعم نفسي جيدة للمساعدة في الاستجابة للعلاج.