سحر الفودو المنتشر في القارة الأفريقية والذي يعد ثقافة وديانة أساسية لبعض المجتمعات هناك وتقام من أجله الطقوس وتقدم القرابين، تم تناوله في العديد من الأساطير والروايات وتم تحويلها إلى فيديوهات مرئية وأفلام وغيرها للتوعية بهذا النوع من السحر وتعريفه للمجتمعات المختلفة.
تعالوا معنا نغوص في أعماق هذا العالم الشيق، وننهل من تفاصيله المثيرة ونتعرف عليها بشئ من التفصيل.
سحر الفودو: بين الماضي والحاضر
ينتشر مفهوم سحر الفودو في المناطق الأفريقية وانتقلت من منطقة لأخرى بتقدم الزمن وعبر مجال التجارة وانتقال الأفراد وخاصة تجارة العبيد التي تنقل معها ثقافات الأشخاص وحضارتهم، وتشمل هذه المناطق نيجيريا وبنين وتوغو ووصولاً للبحر الكاريبي في منطقة هايتي.
عبر الزمان؛ تم تشكيل معتقدات خاصة لسحر الفودو وأصبح وسيلة أساسية وطقوس دينية تقام في تلك المناطق وتقام من أجلها الاحتفالات، وفي الوقت الحالي بدأ الموضوع نحو الاعتدال والهدوء والرزانة في ممارسة الطقوس، كما أن تلك المجتمعات بدأت تتكيف تدريجياً مع صور الحياة في العصر الحديث.
ديانة الفودو
تعتبر ديانة الفودو من أقدم ديانات أفريقيا منذ مئات السنين وخاصة في غرب القارة، وترجع أصولها إلى الثقافات والتقاليد الشعبية والتي تم اختلاطها مع ديانات أخرى نتيجة الاستعمار مثل الديانة المسيحية الكاثوليكية، وترجع الأسس والمعتقدات لها إلى الإيمان بخالق الكون لديهم والذي يعرف باسم ( بون دبي) أو الإله الطيب، وليس له السلطة على التدخل في حياة البشر وعوضاً عن ذلك هناك كائنات وسيطة بينه وبين البشر يتم استحضارها في الطقوس.
التي تقام من أجله وتعرف باسم (لوا) وهي عبارة عن كائنات لها دور في تقديم المساعدة والإعانة على قضايا الحياة ولها قدرات خارقة ومميزة تجعلها تؤدي دورها على أكمل وجه، ويتم تقديم القرابين لها كنوع من أنواع التكريم ونيل رضاها، ومن أهم الطقوس التي تقام الرقص والغناء والمعازف وقرع الطبول واستخدام الأدوات والرموز لتوجيهها داخل الأجساد.
أنواع سحر الفودو
ينقسم سحر الفودو إلى نوعين أساسيين لكل منهما معتقداته وطقوسه وتأثيراته على النفس البشرية، وهذان النوعان هما:
- السحر الأبيض: وعادة ما يتعلق بأفعال طيبة يتم فعلها للفرد بهدف تحسين حياته.
- السحر الأسود: ويرتبط عادة بأهداف سلبية غرضها إلحاق الضرر والأذى بالفرد لتدمير حياته.
أدوات سحر الفودو
هناك أدوات يتم استخدامها عند إقامة الطقوس بهدف توزيع الأرواح داخل الأجساد وتوجيهها وفقاً للهدف المراد، وهذه الأدوات هي:
- الدمى: وتعرف بدمى الفودو وتعتبر الأداة الأكثر شهرة وانتشاراً، وتعد وسيلة أساسية لتركيز القوى داخل الجسد.
- أضرحة الفودو: وهي عبارة عن أماكن مقدسة يتم بها جلب الأرواح عن طريق الصور الخاصة أو الرموز.
- معادن وأحجار كريمة: ويتم استخدامها في تجسيد صور الأرواح وتسهيلًا لاستحضارها.
سحر الفودو الافريقي الأسود
وهو من أخطر أنواع السحر والأكثر ضرراً بالآخرين، وتشمل عناصره إقامة الطقوس لاستدعاء قوى الطبيعة والأرواح وكذلك استخدام التعاويذ بطرق مختلفة؛ لتحقيق الغرض عن طريق الأدوات التقليدية التي يتم ربطها بالشخص المستهدف وهذا كله في وجود الآلهة عن طريق الوسطاء أو الخدام والذين يعرفون باسم (اللواء)، ومن الممارسات التي تقام لأجله:
- التضحيات بالعناصر الطبيعة من فواكه وخضروات وحيوانات وغيره.
- الرقص والغناء لتسهيل عملية التواصل الروحي.
- الأدوات المستخدمة مثل الدمى والتمائم وغيرها.
- صنع التعاويذ وتفعيلها.
سحر الفودو الأبيض
له من الطقوس مثل ما للسحر الأسود ويختلف في نوع الأرواح التي يتم تحضيرها وهي الأرواح الطيبة وتعرف الطقوس الخاصة به باسم ( طقوس التطهير)، ويكمن هذا النوع من السحر في الغرض الخيري الذي يقام لأجله ومنها:
- الشفاء من الأمراض.
- حماية الأشخاص من الطاقات السلبية.
- جلب الحظ الجيد لصاحبه والتوفيق له في الحياة بشكل عام.
وله من الطقوس مثل تلك الموجودة في السحر الأسود، ويختلف في نوع الأرواح التي يتم تحضيرها وهي الأرواح الطيبة وتعرف الطقوس الخاصة به باسم ( طقوس التطهير).
دمية الفودو
تعد الدمية من أكثر الأدوات ارتباطاً بتلك العادات والتقاليد، ويتم صناعتها يدوياً من مواد بسيطة مثل القماش أو الطين أو الخشب، ويوضع عليها آثار من الشخص المستهدف مثل شعره أو جزء من ملابسه أو أي شيء آخر، وتختلف في الشكل والحجم على حسب الغرض المصنوعة لأجله، كما أنها تستخدم في أفعال خير وشر معاً، والتي منها:
- يتم تحضيرها من أجل الشفاء وفيها يتم توجيه النية الروحية لها في بث الطاقة الإيجابية داخل الجسد وتحقيق الشفاء الكامل له.
- حماية الشخص من الأذى عن طريق تقديم القرابين لها وإقامة الصلوات وجذب الطاقة الإيجابية وتخصيصها للشخص المستهدف.
- التواصل مع المتوفين: تعمل كوسيط للتواصل مع الأرواح لاستحضارها وطلب الاستشارات من المتوفى.
- تحقيق أذى أو الانتقام من شخص ما عن طريق غرس دبابيس في مناطق معينة في الجسد وتوجيه النية السلبية بإلحاق الضرر.
وفي النهاية، يجب الاعتقاد والترسيخ الداخلي للنفس الإنسانية بأن النافع والضار هو الله، وبالرغم من انتشار سحر الفودو وغيره من الأسحار في كل الثقافات والديانات إلا أنه ليس له تأثير سوى بقدرة الخالق -عز وجل-.